اتفقت صحيفة "واشنطن بوست" في تحليل لها و"جون بولتون" مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق في أن حماس حققت انتصارا كبيرا على إسرائيل.
انتصار كبير لحماس
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، في مقال بعنوان "حماس حققت انتصاراً كبيراً على إسرائيل" بصحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية، إن "إسرائيل" سمحت لحركة حماس بتحقيق انتصار كبير من خلال الموافقة على صفقة تبادل الأسرى والهدنة الإنسانية".
وزعم "بولتون" أن "الصفقة لها فوائد، ولكن هناك أيضا تكاليف. في هذه الحالة، حققت حماس نصرا كبيرا. ليس من الواضح بعد ما إذا كانت هذه الصفقة ستشكل سابقة سلبية نهائية لإسرائيل، لكنها تلقي بظلال من الشك على ما إذا كانت إسرائيل قادرة على تحقيق هدفها "المشروع" بالقضاء على "التهديد الإرهابي" الذي تشكله حماس".
وأدعى أن مقاتلي حماس "سيستغلون هدنة الأيام الأربعة للراحة وإعادة ترتيب صفوفهم ونقل بعض الأشخاص والممتلكات إلى مصر وإسرائيل عبر أنفاق تحت الأرض لم يتم اكتشافها بعد، وكذلك إعداد جنوب قطاع غزة لمرحلة جديدة من الهجوم الإسرائيلي، من خلال نصب الفخاخ والكمائن التي سيضربون بها جنود جيش الدفاع الإسرائيلي".
وتحسر "بولتون" على موافقة "الإسرائيليين" والأمريكان على موافقتهما طلب حماس بالحد من رحلات الطائرات المسيرة فوق قطاع غزة خلال الهدنة، مما يحرمها برأيه "من الكثير من المعلومات الاستخبارية حول ما يفعله المسلحون"، مرجحا أن "جزءا من المساعدات الإنسانية التي سيتم إرسالها إلى قطاع غزة قد ينتهي بها المطاف في أيدي حماس".
وأعتبر أن الهدنة لصالح حماس قائلا: "تتمثل استراتيجية حماس في الاستفادة من أي توقف، مهما كان قصيراً ولأي سبب كان، لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار".
وعن توابع الهدنة، في تل أبيب وواشنطن، توقع "بولتون" أنه "قد لا تنجح إسرائيل في المحاولة الأولى، ولكنها سوف تتعرض لضغوط متزايدة للتنازل. والخطر الجدي هو أن تصميم إسرائيل على تدمير حماس قد يتم تقويضه. والخطر الأكبر هو أن هذا بدأ بالفعل في إضعاف الدعم من جانب الولايات المتحدة".
وعن تأثيرات أخرى على واشنطن، أشار "بولتون" إلى أن إدارة بايدن، اختارت في البداية خطابا مؤيدا بشدة لإسرائيل، "مضطرة الآن إلى تعديله تحت ضغط من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي. وأنه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام المقبل، فإن هذه المشكلة ستصبح حساسة بشكل متزايد بالنسبة لبايدن.
معركة محفوفة بالمخاطر
ومن جانبها، حذرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مما تواجهه "إسرائيل" من معضلة مؤلمة وربما مثيرة للجدل في المستقبل، وهي كيف ستستكمل عملياتها العسكرية في قطاع غزة، عقب الهدنة الإنسانية، والتعامل مع أنفاق القطاع، التي أظهرت الأيام أنها أكثر تطورا مما تعتقده "إسرائيل" في إشارة إلى ما تكبده جيش الاحتلال من خسائر مادية وبشرية.
وتوقع مسؤول أمريكي للصحيفة أن "المرحلة التالية ستكون صراعاً عالي الحدة.. الجيش مصمم على الانتقال إلى المرحلة التالية من الحرب.. نحن لم نصل إلى مرحلة الاستقرار بعد".
وأشار "المسؤول" إلى أنه على الرغم من كل الدمار الذي جلبته هذه الحرب الأخيرة للمدنيين الفلسطينيين، إلا أن مقاتلي حماس ما زالوا متحصنين تحت الأرض.
ونبه إلى أن ما أسماه "عمليات التطهير" في شمال غزة لم تنته بعد، أما العمليات في جنوب غزة فلم تبدأ بعد"!
ونقلت الصحيفة عن "مسؤول إسرائيلي"، قال إن شبكة أنفاق حماس “أكثر تطورا مما كنا نعتقد”، وأنه تم اكتشاف وإغلاق ما لا يقل عن 600 فتحة نفق في الشمال وحده.
ولفت إلى أنه بعد فترة التوقف، سيتعين على إسرائيل أن تتخذ بعض القرارات الصعبة بشأن مستويات قوة جيش الدفاع الإسرائيلي، وخاصة ضد الأنفاق.
إلا أن الصحيفة أقرت أن جيش الاحتلال يواجه حصنا منيعا وفق ما نقلت عن المسؤول الصهيوني نفسه والذي كتب لصحيفة هآرتس العبرية، في تحليل قبل 3 أسابيع، "إن كل ما تعرفه الاستخبارات العسكرية حول أنفاق غزة، بعيد كل البعد عن حجم ودرجة إحكام مشروع الأنفاق".
المسؤول والمحلل العسكري عاموس هارئيل، الذي اختارت صحيفته اعتماد تحليله كمادة وعناوين مركزية على صفحتها الأولى، قال إن المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها إسرائيل حول أنفاق حماس في غزة "لا تعكس حجمها الحقيقي ومدى تطورها ولا تعقيداتها، ولا تقترب من حجم هذا المشروع على أرض الواقع، والذي ربما يكون الأكبر من نوعه في العالم".
ونقلت عن "مسؤولين استخباراتيين في الغرب وفي إسرائيل"، أن "قيادة الحركة والجناح العسكري قاما ببناء قدرات تتيح البقاء في الأنفاق لعدة أشهر".
ونقلت رابعا عن بعض "المراقبين الإسرائيليين" إلى أن النجاحات العسكرية المزعومة بعد ضرب غزة بـ30 ألف طن ديناميت غير مرئية حتى الآن، لافتين على سبيل المثال لعدم مشاهدة صور لأنفاق مدمرة، أو استسلام، أو قتل عدد كبير من المقاتلين الفلسطينيين، أو قتل قيادات بارزة في المقاومة.