أشارت صحيفة "ذا ستار" الماليزية إلى أن يوم الطفل العالمي هذا العام جاء وسط انتهاكات مروعة ارتكبت ضد الأطفال في حرب إسرائيل على غزة، بالإضافة إلى الصراعات في أوكرانيا وسوريا والسودان.
وقالت إنه "حوالي نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في غزة هم من الأطفال. ومنذ بدء الصراع الأخير بين إسرائيل وحماس، قُتل ما لا يقل عن 5500 طفل في الهجمات الإسرائيلية، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين، أي حوالي واحد من بين كل 200 طفل في قطاع غزة. وكل يوم تقتل إسرائيل أكثر من 100 طفل".
وهناك 1800 طفل إضافي في عداد المفقودين تحت الأنقاض، ويُفترض أن معظمهم ماتوا. وقد أصيب حوالي 9 آلاف طفل، وكان للعديد منهم عواقب غيرت حياتهم.
ويعيش العديد من هؤلاء الأطفال صدمات عاطفية وجسدية يومية.
وتواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى وقف إطلاق النار لوقف الوضع المدمر في غزة.
قالت منظمة اليونيسيف، الأحد، إن "الأطفال في غزة يموتون بمعدل ينذر بالخطر، حيث تفيد التقارير بمقتل الآلاف وإصابة آلاف آخرين".
وقد أبرزت وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة أن النساء والأطفال حديثي الولادة في غزة ما زالوا يتحملون بشكل غير متناسب عبء تصعيد الأعمال العدائية في الأرض الفلسطينية المحتلة، سواء كضحايا أو في انخفاض إمكانية الوصول إلى الخدمات الصحية.
ولفتت "ذا ستار" إلى أن القصف، والمرافق الصحية المتضررة أو غير العاملة، ومستويات النزوح الهائلة، وانهيار إمدادات المياه والكهرباء، فضلاً عن القيود المفروضة على الوصول إلى الغذاء والأدوية، تؤدي إلى تعطيل الخدمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة بشدة.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن هناك ما يقدر بنحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، تلد أكثر من 180 امرأة كل يوم. ومن المرجح أن يعاني خمسة عشر في المائة منهن من مضاعفات الحمل أو الولادة ويحتاجن إلى رعاية طبية إضافية.
وأضافت أن هؤلاء النساء غير قادرات على الوصول إلى خدمات التوليد الطارئة التي يحتجن إليها للولادة بأمان ورعاية أطفالهن حديثي الولادة، مما يجبر الكثيرات على الولادة في الملاجئ أو في منازلهن أو في الشوارع وسط الأنقاض، أو في مرافق الرعاية الصحية المكتظة، حيث الصرف الصحي يتدهور، وخطر العدوى والمضاعفات الطبية آخذ في الارتفاع.
وقالت "يقين بكر"، سيدة في العشرينات من عمرها وأوشكت على وضع طفلها: "أنا مذعورة"
قبل تسعة أشهر، كانت "يقين" وزوجها وابنتهما البالغة من العمر ثلاث سنوات ممتلئين بالفرح، وبدأوا التخطيط لمستقبل جميل لعائلتهم الصغيرة في منزلهم بشمال غزة.
ومع ذلك، بعد 7 أكتوبر، تغير الوضع تمامًا. عندما بدأت إسرائيل قصف غزة، طُلب من "يقين" إخلاء منزلهم الصغير المليء بالذكريات.
وتضيف "يقين": "لكننا كنا نأمل في العودة في غضون يومين … ووقفت أمام خزانة الملابس التي ملأناها للمولودة الجديدة، معتقدة أنه سيمر بعض الوقت قبل أن أنجب وسنعود. قررت ألا آخذ معي أيًا من الملابس والألعاب والحلي التي اخترناها بعناية لطفلتنا الصغير، على افتراض أنه يمكننا العودة لاستلام أغراضنا لاحقًا. أغلقت خزانة الملابس وتوجهت إلى جنوب غزة".
وتابعت: "ولم تنته الحرب حتى بعد مرور شهر، ويبدو أنه لا يوجد أمل في انتهائها قريباً. أقيم في منزل أقاربي في جنوب قطاع غزة. وأصبحت قلقة بشأن الولادة والعثور على الملابس وحليب الأطفال لابنتي".
وأوضحت: "ولادتي تتم بعملية قيصرية، وعندما قرأت عن نقص التخدير في العمليات الجراحية انهارت صحتي العقلية والجسدية. أعاني من ارتفاع ضغط الدم والدوخة وحالة التعب المستمر. لقد بذلت قصارى جهدي لإعداد الأشياء الأساسية التي سأحتاجها للولادة، وذهب زوجي إلى الصيدلية لشراء الحليب والحفاضات والمستلزمات الطبية وضمادات الجروح ومسكنات الألم. ولكنه عاد بلا شيء حيث كانت معظم الإمدادات غير متوفرة. لقد صدمت. وزاد خوفي وتوتري وحيرتي".
وأردفت: "بدأت أتساءل لماذا نأتي بالأطفال إلى هذا العالم إذا كانوا سيعانون في هذا الواقع الظالم. ما هي الخطيئة التي يرتكبها الطفل الذي لم يولد بعد ليستحق حياة حيث لا يمكن توفير حتى الضروريات الأساسية، ناهيك عن ولادة آمنة؟".
وتأسفت "يقين" على حال سكان غزة واصفة ما يُذاع في الأخبار بأنه "مجرد غيض من فيض".
وتساءلت يقين لماذا تخلت عنهم الحكومات الغربية، وتابعت: "نحن أيضًا لدينا أحلام وتطلعات، وعقول فضولية وأفكار مبتكرة، وجيل شاب نريد تربيته لخدمة الصالح العام في العالم. أتمنى أن تأتي ابنتي إلى هذا العالم وتسمع صوتي قبل أصوات الانفجارات والتفجيرات والصراخ. أتمنى لها حياة طويلة وسعيدة وآمنة، خالية من القصف والإصابات والجروح والاحتلال. نرجو أن تعيش الطفولة في عالم البراءة، وليس الحرب".