واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة وليلة الخميس، استهداف المستشفيات ومركبات الإسعاف في قطاع غزة.
وقصف الاحتلال محيط مجمع الشفاء الطبي في غزة، حيث نصبت خيام للنازحين، إلى جانب خيمة للصحفيين، ما أدى إلى استشهاد 6 مواطنين وإصابة آخرين.
كما قصف الاحتلال مستشفى الرنتيسي للأطفال غرب مدينة غزة، ما أدى إلى اندلاع حريق في مرافقه. وفي وقت سابق، استهدف الاحتلال بالقصف بوابة مستشفى النصر للأطفال المجاور لمستشفى الرنتيسي، ما أسفر عن ارتقاء شهيدين وإصابة آخرين، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
كما شن الاحتلال سلسلة غارات عنيفة في محيط مستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، الذي يؤوي عشرات آلاف الجرحى والمرضى والنازحين غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين وجرح آخرين.
وتسبب القصف بإحداث أضرار جسيمة في بعض مرافق المستشفى وكذلك حالات هلع بين المواطنين الذين هرعوا إليه، في محاولة للاحتماء من القصف.
وأصيب مسعف بجروح في قصف لطيران الاحتلال الإسرائيلي، على محيط مستشفى العودة شمال قطاع غزة، ومحيط مستشفى الشفاء وسط القطاع.
واستهدف قصف إسرائيلي، فجر الجمعة، محيط مستشفى أصدقاء المريض في غزة.
كما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أن قصفاً إسرائيلياً استهدف، فجر اليوم الجمعة، محيط مستشفى القدس الذي يضم أكثر من 14 ألف نازح.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طائرات الاحتلال استهدفت محيط مستشفى العودة، ما أدى لإصابة مسعف متطوع وخروج مركبتي إسعاف تابعتين للجمعية عن الخدمة.
دعوة للإنقاذ
وناشدت وزيرة الصحة مي الكيلة، الأمم المتحدة للتدخل الفوري لوقف استهداف مستشفيات الشفاء والعودة والرنتيسي في قطاع غزة.
وقالت الكيلة في بيان إن استمرار قصف المستشفيات في قطاع غزة هو جريمة حرب ويجب أن يتوقف فورا.
وأضافت: على المجتمع الدولي الوقوف عند مسؤولياته والعمل الفوري لوقف استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية.
كافة المستشفيات ستتوقف
وأفاد مدراء المستشفيات في غزة وشمال غزة، بأن ساعات معدودة تبقت قبل خروج المستشفيات عن الخدمة، بعد استنفاد محاولات تمديد عمل خدماتها، مناشدين المجتمع الدولي بالعمل على إدخال الإمدادات الطبية والوقود قبل حدوث “كارثة كبرى”.
كما اعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن ما يمارسه الاحتلال من استهداف وقصف بحق المستشفيات جنون إجرامي، ولم يحدث في التاريخ أن تم تعمّد قصف المرافق الصحية وارتكاب مجازر فيها كما يفعل هذا المحتل النازي.
ولفت إلى أن ما يجري بحق المستشفيات نتيجة طبيعية لتخاذل المجتمع الدولي ومنظماته الأممية عن القيام بواجبه في حماية هذه الأعيان المدنية.
"رايتس ووتش": المستشفيات الملاذ الأخير
وفي السياق شددت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية، اليوم الجمعة، على أن "استمرار القصف والقتال في جوار مستشفى الشفاء في غزة يثير قلقاً بالغاً بشأن سلامة آلاف المدنيين هناك، ومنهم العديد من الأطفال"، مؤكدة أنها لم تجد ما يؤيد زعم الجيش الإسرائيلي أن مقر قيادة حركة حماس يقع تحت المستشفى.
وقالت في بيان: "يزعم الجيش الإسرائيلي أن مقر قيادة حماس يقع تحت مستشفى الشفاء، وأن مسؤولين عسكريين من حماس موجودون داخل المستشفى"، مؤكدة أنها لم تجد ما يؤيد هذا الزعم، ومذكّرة بأنّ المستشفيات تتمتّع بحماية خاصة بموجب قوانين الحرب، ولا تفقدها إلا إذا استُخدمت لارتكاب "أعمال ضارة بالعدو"، وبعد تحذير مناسب.
وإذ شددت على أنه يجب أن يكون إجلاء المرضى والموظفين في المستشفى هو الملاذ الأخير فقط، لفتت إلى أنه من بين المرضى والمصابين من يحتاج إلى أجهزة تنفس، وأولئك الذين فقدوا أطرافهم في الغارات الجوية، وضحايا الحروق.
وتحدثت المنظمة عن أن الناس يدخلون ويخرجون بانتظام من المدخل الرئيسي للمستشفى، وأن الفيديوهات من داخل مجمع الشفاء، والتي تحققت منها بنفسها، تظهر مئات الأشخاص في فناء بجوار غرفة الطوارئ، منهم مدنيون لجأوا إلى هناك، ومسعفون يعتنون بالمرضى، وعمال طوارئ يجمعون الجثث، وصحفيون، فضلاً عن العديد من الخيام هناك.
ووفق المنظمة، تُظهر الفيديوهات والصور التي التقطت في الأيام الأخيرة أيضاً مدنيين وعمال طوارئ وهم يحضرون مئات الجرحى والقتلى إلى المستشفى ليلاً ونهاراً بالإسعاف، أو السيارات، أو عربات تجرّها الحيوانات.