قال الأزهر الشريف إن “العدو الصهيوني تحوّل إلى ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب”.

وفي بيان شديد اللهجة أصدره الأزهر الشريف تعليقا على مجزرة جباليا التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الثلاثاء في غزة، وأدت إلى سقوط أكثر من 400 شخص بين شهيد وجريح، انتقد صمت الغرب والعالم على هذه الجرائم.


وطالب علماء يمثلون مؤسسات إسلامية حول العالم، شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى اتخاذ موقف تاريخي بالتوجه إلى معبر رفح لفك الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع. ومن خلال بيان ومؤتمر صحفي شارك فيه الشيخ عبدالحي محمد يوسف من علماء السودان وعضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والشيخ نواف التكروري رئيس هيئة علماء فلسطين صدر بيان وقعت عليه دار الإفتاء الليبية، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د.علي القره داغي، والمفتي العام للقارة الأسترالية د.إبراهيم أبو محمد، وهيئة علماء اليمن والهيئة العالمية لأنصار النبي ﷺ واتحاد علماء المسلمين في تركيا وهيئة أمة واحدة وهيئة علماء فلسطين ورابطة علماء فلسطين ورابطة علماء المسلمين ومركز تكوين العلماء واتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في تركيا.


واعتبر الموقعون في البيان الصحفي أن الموقف التاريخي أدعى بظل المجازر التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني وإصراره على عدم إدخال المساعدات اللازمة والمطلوبة للفلسطينيين في غزة.

وقال العلماء والمجامع العلمية في رسالتهم: "فضيلة الإمام، لقد حفظ الناس شرقاً وغرباً مقولة شوقي فيكم: كانوا أجلّ من الملوك جلالة.. وأعزّ سلطاناً وأفخم مظهراً.. زمن المخاوف كان فيه جنابهم.. حرم الأمان وكان ظلهم الذرا..  ولن يكون هذا البيت أصدق ما يكون على أحد، كما سيكون عليك، إذا نهضت لله نهضة شيخ الأزهر الثائر، ونهضة شيخ الصعيد العزيز، فبذلت جهدك، وسرت بطلابك وأبنائك، وكلنا خلفك، حتى تفتح المعبر، في إشارة إلى معبر رفح، ولعلك بهذا ترفع الحرج عن السياسة المصرية التي ربما كبَّلتها اتفاقيات وسياسات!"، بحسب ما بثته قناة وطن عن الشيخ .


وذكره العلماء بشيوخ الأزهر ورجاله الأجلاء؛ الخراشي والسنباطي والشرقاوي والخضر حسين وعبدالحليم محمود وجاد الحق وآخرين..

وقال العلماء: “يا فضيلة الإمام.. تقدّم لعمل ليس له إلا أنت تزيد به الأزهر شرفاً وترفع به عن مصر إصراً، وتُدخل المسرّة على نفوس المسلمين.. أنقذ هؤلاء جميعاً من محكمة الله ثم من محكمة التاريخ!”

وقالت: “يا فضيلة الإمام الأكبر.. إنّ المسلمين يناشدونك، وينتظرون منك الموقف الطيب بعد أن سمعوا منك الكلام الطيب.. موقفاً ينتهي إلى فتح المعبر وإغاثة المسلمين المحاصرين، مؤيداً بحبل الله المتين ودعاء المؤمنين، ونخوة أهل الصعيد الميامين”

أضافت: “إنّ الله يهيئ الرجال الكبار للمواقف الكبيرة، وينثر المواقف الفاصلة أمام الرجال الذين بوأهم المكانة العالية، يبتليهم بذلك ليرفعهم في الأولين والآخرين، وهأنتم أولاء، قد ساق الله إليك أرفع منصب علمي في عالم الإسلام، فضيلة شيخ الأزهر.. لقد قصف الصهاينة جامعة الأزهر في غزة وأنتم شيوخها وأئمتها.. وهذه غزة تناديكم وتتعلق بموقفكم! فأنتم رمز المشيخة الأزهرية، ورأس العلماء وأهل الدين في مصر، ومقامك لا يجرؤ عليه أحد. وقد علم الناس ذلك”

قالت كذلك: “غزة يخنقها معبر رفح المصري الفلسطيني، المعبر الذي هو حبلها السري وشريان الحياة لها، المعبر المغلق الذي تُحتجَز عنده أطنان الغذاء والدواء والوقود.. إغلاق جائر ولعل الله أن يجعلك صاحب الفتح، فإنّك لو خرجت إلى فتحه ما استطاع أن يصدّك أحد ولا أن تردك قوة، ولكانت مأثرة لك في العالمين”. وفق ما جاء في الرسالة.


سعار الذئب

وقال الأزهر الشريف الأربعاء 1 نوفمبر، إن "العدو الصهيوني تحوّل إلى ذئب هائج مصاب بسعار قتل الأطفال والنساء والأبرياء، والتلذُّذ بأكل لحومهم وشرب دمائهم بلا رادع ولا رقيب".

وفي بيان شديد اللهجة أصدره الأزهر الشريف تعليقا على مجزرة جباليا التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" الثلاثاء في غزة، وأدت إلى سقوط أكثر من 400 شخص بين شهيد وجريح، انتقد صمت الغرب والعالم على هذه الجرائم.

وقال: "يشجع (الاحتلال) على ذلك صمت كصمت الموتى في قبورهم أصاب عالمنا الدولي، وشلّ إرادته وقدرته عن لجم هذا الكيان، ووضع نهاية لوجباته الدموية اليومية من أطفال غزة ونسائها وشيوخها وشبابها".

وأضاف البيان أن ".. الأزهر الشريف ليلجأ إلى الله تعالى أن يتولى بعزته وقهره وسلطانه حماية غزة ومن فيها، وكسر شوكة عدوها، وصده عنها، وأن يرينا في هؤلاء الطغاة البغاة القتلة ومن معهم ووراءهم عجائب قدرته".


وختم الأزهر بيانه بدعوة المسلمين حول العالم إلى الدعاء لأهل غزة، قائلا: "وأنت أيها المسلم في أي مكان كنت، لا يفوتك أن تدعو في أعقاب صلواتك بدعاء نبيك الذي تحصّن به في ظروف تشبه هذه الظروف وهو: اللّهمّ منزل الكتاب، ومجري السّحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم".

مجزرة المعمداني
وبعد ساعات من مجزرة ارتكبها الاحتلال الصهيوني في المستشفى المعمداني بغزة ما تسبب في استشهاد ما يزيد على 500 فلسطيني وإصابة المئات، وجه الأزهر الشريف نداء إلى الأمة العربية والإسلامية مساء الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 دعا فيه الحكومات إلى دعم فلسطين بالعدة والعتاد لمواجهة الاحتلال.

وقال الأزهر في بيانه، وقتئذ: "على الأمة العربية والإسلامية أن تعيد النظر جذرياً في الاعتماد على الغرب الأوروبي الأمريكي المتغطرس، وعلى الفلسطينيين أن يثقوا في أنَّ الغرب بكل ما يملك من طاقاتٍ عسكريةٍ وآلاتٍ تدميريةٍ ضعيف وخائف حين يلقاكم أو تلقونه، فهو يقاتلُ على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن، وأصبحت من المضحكات المبكيات".


ودعا الأزهر دعوة عامة للأمر فيما يبدو "عليكم أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد، صلَّى الله عليه وسلَّم، وبصمودكم في وجه هجماتِه الوحشية البربريَّة، وما مقدار الغرب في ميزان الصومال وأفغانستان منكم ببعيدٍ".


ثم عاد وخص الأزهر الأمة في بيانه فقال: "على الأمة الإسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدةٍ وعتادٍ، وأن تقف به خلف فلسطين وشعبها المظلوم الذي يواجه عدواً فقد الضَّمير والشعور والإحساس، وأدار ظهرَه للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء".


يشار إلى أن شيخ الأزهر الشريف بمصر، الشيخ أحمد الطيب، أطلق حملة "أغيثوا غزة"، تحت شعار "جاهدُوا بأموالكم وانصروا فلسـطين"، وهدفت الحملة إلى "دعم أهل قطاع غزة وفلسطين وتقديم المساعدات الإغاثيَّة العاجلة لهم".

وأبان بيان الأزهر أن "بيت الزكاة فتح عبر برنامج الإغاثة التابع له باب التبرعات الماديَّة والعينيَّة والمستلزمات الطبيَّة لدعم أهلنا في قطاع غزة".


ومنذ بداية المواجهات أصدر شيخ الأزهر، أكثر من بيان داعم لأهالي سكان غزة، وشهد الجامع الأزهر بالعاصمة القاهرة وقفة احتجاجية حاشدة دعماً لفلسطين.

 

بيان المجزرة المروعة

وجاءت هذه البيانات وسط مواصلة جيش الاحتلال جرائمه بحق المدنيين في قطاع غزة، وآخر مجزرة واسعة كانت مساء الثلاثاء، بعجما ارتكب الصهاينة مجزرة جديدة راح ضحيتها العشرات من الأطفال والنساء في مخيم جباليا، كما ارتفع عدد الشهداء إلى 8525، بينهم 3542 طفلاً و2187 امرأة، إضافة إلى نحو 22 ألف جريح.


يشار إلى أن بيان الأزهر الشريف الأخير جاء ليعلق على "المجزرة المروعة" التي ارتكبها جيش الاحتلال بعد أن قصف حيا سكنيا محاذيا للمستشفى الإندونيسي في جباليا شمالي غزة، مخلّفا مئات الشهداء والجرحى.

وادعى جيش الاحتلال أن الضربة التي وجهها في جباليا كانت تستهدف “قياديا كبيرا” في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، هو المسؤول عن المعارك في شمال غزة منذ بدء الحرب، وفق تعبير المتحدث باسم الجيش.

ونفت حركة حماس الادعاء، قائلة إن “حديث العدو الصهيوني الإرهابي عن وجود أحد قادة حماس في جباليا، مكان المجزرة، كاذب ولا أساس له”

وأشارت وزارة الصحة في غزة إلى أن المجزرة أسفرت عن سقوط 400 بين شهيد وجريح، وفق حصيلة أولية، مؤكدة أن العدد قد يكون الأكبر، وقد يناهز عدد ضحايا مذبحة مستشفى المعمداني، لأن المنطقة التي قُصفت كانت “مكتظة بالسكان”.