يقول "الإسرائيليون" إن التاريخ أثبت أن "مملكة داود وسليمان"، وهي الدولة الأولى لليهود، لم تصمد أكثر من 80 عاما. وتلتها "مملكة الحشمونائيم"، وهي الدولة الثانية لهم التي انتهت في عقدها الثامن، في حين أن "إسرائيل"، وهي الدولة الثالثة تزحف بجيل 75 عاما نحو العقد الثامن محملة بأرق أزلي يقض مضاجع الصهاينة بسبب تلك النبورة التي ذكرهم بها الناطق باسم كتائب القسام الملثم "أبو عبيدة" في خطابه الأخير السبت 28 أكتوبر بعد 22 يوما من انطلقا عملية طوفان الأقصى.

.
https://www.facebook.com/100052508016097/videos/298000196364605

ويفسر ناشطون ومراقبون أن الصهاينة يعتقدون في نظريات ونبوءات الحاخامات وأسفار التلمود والتوراة وبعض الساسة الصهاينة وأبرزهم إيهود باراك الذي قال إن التاريخ  أثبت أن دول اليهود لم تُعمّر أكثر من 80 عاما.
ففي مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية في العام الماضي، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، مخاوفه من قرب زوال إسرائيل قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها، مستشهدا في ذلك بـ”التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين”.

وبينما أكملت الدولة الحالية 75 عاما في مايو الماضي، يخشى ساستها -وفق اعتقادهم- أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها؛ الأولى (مملكة النبيين داود وسليمان)، والثانية (مملكة الحشمونائيم).

 

تحذيرات الملثم

وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام إن ” زمن أسطورة الجيش الذي لا يقهر قد ولّى وإن المعركة الحالية ستكون فاصلة في تاريخ الأمة”، جاء ذلك في كلمة مصورة له أمس.

وأكد أبو عبيدة “أن زمن بيع الوهم للعالم حول أكذوبة الجيش الذي لا يقهر والميركافا الخارقة والاستخبارات المتفوقة، كل هذا انتهى زمنه وقد كسرناه وحطمناه أمام العالم في غلاف غزة وفي كل فلسطين”.

وشدد الناطق باسم القسام أن “زمن انكسار الصهيونية قد بدأ ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيدا ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر”.

 

تأييد صهيوني للنبوءة

وفي مقال سابق للجنرال في الاحتياط شاؤول أرئيلي قال إن "إسرائيل" فشلت في تحقيق وتجسيد الحلم الصهيوني، وهي تسير في طريق فقدانه، فيما قال الصحفي آري شافيط إن "إسرائيل" تلفظ أنفاسها الأخيرة، أما الكاتب جدعون ليفي فقال إنه لن يستطيع أحد وقف عملية التدمير الذاتي الداخلي "الإسرائيلي"، فمرض "إسرائيل" السرطاني قد بلغ مراحله الأخيرة ولا سبيل لعلاجه.

وقال الكاتب والمحلل "الإسرائيلي" روغل ألفر أن "إسرائيل" وقعت على شهادة زوالها، وعزا ذلك إلى أسباب عدة منها حرب متعددة الجبهات، إضافة إلى تفكك داخلي، وتفشي الفساد، والصراعات الداخلية بين التيارات اليهودية، والصراعات الثقافية في المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف ألفر -في مقال بصحيفة “هآرتس”- العام الماضي أنه “في الحرب المقبلة لإسرائيل مع الأعداء، سيتلقى السكان اليهود في البلاد الأوامر بالانتحار”.


إيهودا باراك قال: "على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن".


واشار باراك إلى أن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وأنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.

مقال "باراك" ب"يديعوت أحرونوت"  ذكر أن “العقد الثامن لإسرائيل بشّر بحالتين: بداية تفكك السيادة ووجود مملكة بيت داود التي انقسمت إلى يهودا وإسرائيل، وبوصفنا كيانا وصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن يتملكنا العصف، في تجاهل فظ لتحذيرات التلمود”.

وأضاف باراك، الذي شغل سابقا منصب وزير الأمن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، أن “العقد الثامن بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة. في العقد الثامن من وجودها انقسمت مملكة سلالة داود وسليمان إلى يهودا وإسرائيل. وفي العقد الثامن لمملكة الحشمونائيم، نشأ استقطاب داخلي، وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا، وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم وأصبح جناحهم تابعا لروما حتى خراب الهيكل الثاني”.

وتابع باراك “المشروع الصهيوني هو المحاولة الثالثة في التاريخ.. ووصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن استحوذ عليهم الهوس، بتجاهل صارخ لتحذيرات التلمود، نعجل النهاية، وننغمس في كراهية مجانية" بحسب ترجمة للكرز الفلسطيني للإعلام.