لعبت مصر منذ فترة طويلة دورًا كوسيط في الصراع ليس فقط بين الكيان الإسرائيلي والفلسطينيين، بل وأيضًا بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية نفسها. وكانت أول دولة عربية تعقد معاهدة سلام مع إسرائيل في عام 1978 - بعد أن خاضت عدة حروب مع الدولة اليهودية.

وأوضحت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن التركيز الآن ينصب على سيطرة مصر على أحد الطريقين البريين للخروج من قطاع غزة: معبر رفح، حيث ينتظر آلاف الفلسطينيين على جانب غزة من الحدود، بينما تقف مئات الشاحنات التي تحمل المساعدات التي تشتد الحاجة إليها على الجانب المصري. كما تتجه العديد من قوافل المساعدات نحو الحدود.

ولكن لم يتم التوصل حتى الآن إلى اتفاق بشأن فتح المعبر، الذي تعرض أيضًا لعدد من الغارات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.

وقال وزير الخارجية المصري "سامح شكري" لـ"بي بي سي": "معبر رفح من جانبنا مفتوح رسميًا"، لكنه ألقى باللوم على "القصف الجوي" في جعل المعبر غير آمن لعبور شاحنات المساعدات إلى غزة. 

أبقت القاهرة قيودًا مشددة على حركة المعبر لسنوات عديدة ــ إلى الحد الذي جعل العديد من الفلسطينيين يتهمون مصر في الأساس بتعزيز الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة.

وكانت القيود في معظمها تتعلق بمخاوف أمنية في شمال سيناء، حيث تشارك السلطات المصرية منذ فترة طويلة في صراع مميت مع تنظيم الدولة الإسلامية.

 

لماذا ترددت مصر في فتح الحدود أمام المدنيين؟

ورأت "بي بي سي" أن إحجام مصر الواضح عن فتح المعبر دون شروط وضمانات واضحة قد يكون متعلقا أكثر بمحاولة تجنب نزوح جماعي للفلسطينيين من غزة. ويقول منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "مارتن غريفيث"، إن السلطات المصرية تخشى تدفق أعداد كبيرة من سكان غزة - الذين ستكون مسؤولة عنهم بعد ذلك، لفترة غير محددة.

بالإضافة إلى ذلك، لا تريد مصر أن تلعب أي دور فيما يمكن أن يرقى إلى مستوى إعادة التوطين الدائم لمئات الآلاف من الفلسطينيين من غزة.

ونقلت صحيفة "الجارديان" عن رئيس الانقلاب المصري "عبد الفتاح السيسي"، قوله إن الحرب لا تهدف فقط إلى قتال حماس، التي تحكم قطاع غزة، "ولكنها أيضا محاولة لدفع السكان المدنيين إلى الهجرة إلى مصر. وحذر من أن هذا قد يدمر السلام في المنطقة.

وقال "السيسي" في مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع المستشار الألماني "أولاف شولتس"، إنه يمكن بدلًا من ذلك نقل الفلسطينيين إلى صحراء النقب في إسرائيل "حتى يتم التعامل مع المسلحين". وأضاف "السيسي": "ما يحدث الآن في غزة هو محاولة لإجبار السكان المدنيين على اللجوء والهجرة إلى مصر، وهو أمر لا ينبغي قبوله".

يبدو أن مصر مستعدة للسماح للأجانب والفلسطينيين من حاملي الجنسية المزدوجة بالمغادرة، لكنها تريد أن يعتمد ذلك على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وهناك حجر عثرة آخر يتمثل في أن إسرائيل على ما يبدو تريد العكس: السماح لعدد من الفلسطينيين بالمغادرة يفوق قدرة مصر، مع الحد من كمية المساعدات التي يمكن أن تدخل.

وفي معرض التعبير عن الموقف المصري، قال "شكري" لـ"بي بي سي": "الأمر لا يتعلق بنقل المسؤولية إلى مصر، بل يتعلق بالحفاظ على سلامة ورفاهية سكان غزة على أراضيهم".

 

متى ستصل المساعدات؟

وأفادت صحيفة "الجارديان" أن إسرائيل والبيت الأبيض ومصر سمحوا بدخول مساعدات محدودة إلى غزة عبر معبر رفح في الأيام المقبلة. ومن المتوقع أيضًا السماح لحاملي جوازات السفر الأجنبية بالخروج بموجب أي اتفاق لإعادة فتح المعبر، بعد أن توجه الكثيرون إلى المنطقة المجاورة في الأيام الأخيرة سعيًا للمغادرة.

 وقال "بايدن"، إن "السيسي" وافق على فتح المعبر والسماح بدخول مجموعة أولية من 20 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية. 

وأضاف، أنه إذا صادرت حماس المساعدات "فسينتهي الأمر". 

وقال مسؤولون بالبيت الأبيض، إن المساعدات ستبدأ بالتحرك يوم الجمعة على أقرب تقدير، وإن الشاحنات العشرين تمثل "الشريحة الأولى" لكن يعتمد دخول باقى الشاحنات التي عددها 150 شاحنة أو نحو ذلك على "كيف ستسير الأمور".

وتتمركز أكثر من 200 شاحنة و 3 آلاف طن من المساعدات عند معبر رفح أو بالقرب منه، بحسب رئيس الهلال الأحمر في فرع شمال سيناء "خالد زايد".

https://www.theguardian.com/world/2023/oct/19/egypt-rafah-crossing-aid-enter-gaza-why-closed-israel-us-egypt

 

  https://www.bbc.co.uk/news/world-middle-east-67133675.amp