بقلم/ خالد محمد
كاتب مصري

في إطلالة تفوح منها روائحُ ماضيه القريب الملوّث بدماء الأبرياء، مع مسحةٍ من الغباء الدبلوماسي (المشهود له به!) في بيان المواقف والتوجُّهات، وشيءٍ من احتمالات خَرَف الشيخوخة، وكثيرٍ من الكذب المفضوح أمام الدنيا بأسرها؛ خرج علينا الرئيس الأميركي الأسبق "جورج بوش" الابن.. ليدلي بدلوه العَطِن في المشهد الراهن.

فماذا قال الدجّالُ الشهير ممّا تغشّاه من الزور والفُجور؟!

قال الشريك الكبير في الكوارث المعاصرة لقتل المدنيين (في مقابلة تناقلتها مصادر إعلامية) عن حماة الأرض والعرض في فلسطين (حماس) أنها منظمة سياسية لا تعكس غالبية الفلسطينيين، وأنهم قتلةٌ بدم بارد، وأن على (نتنياهو) حماية بلده، ويجب دعمه في ذلك بدون أي أعذار أو تحفظات!

ثم تقهقر الكاذب الأشر، كأنما تلقى صفعةً من طوفان الأقصى الذي رآه بعينيه وأغاظ قلبه، مقرًّا بأن الأمر سيكون قبيحًا لفترة معينة، وأن الذهاب إلى أحياء غزة أمر صعب! وأن المستقبل القريب لبني صهيون لا يبدو مشرقًا جدًّا، خاصة إذا كنت إلى جانب حماس..! بل سيكون الأمر فوضويًّا!

ويعترف عرّاب القتل والعدوان بأن 300 ألف جندي احتياطي تم استدعاؤهم ربما لا يستطيع معظمهم إطلاق النار من بندقية! وسيكون تعرضهم للأذى أمرًا صعبًا للغاية على (نتنياهو)، لكن عليه أن يفعل ما يجب أن يفعله!

ويلخّص القاتل الكذّاب خلاصة وجهة نظره في أفْجَر عبارة يمكن أن تسمعها الدنيا قائلًا: "وجهة نظري هي أن أحد الطرفين مذنب، وهو ليس إسرائيل"!!

هكذا يُعْرِب "بوش" المقيتُ الذميم، بلا مواربة يحفظ بها حتى ماء وجهه، عن صهيونيته المستميتة، وكأنه يجدّد العهد لأحفاد القردة والخنازير، ويتفاخر بالولوغ في المزيد من الدماء التي تصبغ صفحته في سجّلات التاريخ بالأحمر القاني كأحد أكبر القتلة المتخصصين في إبادة المدنيين! 

وهكذا يستميت كلابُ التاريخ في نباحهم حتى الرمق الأخير في جَلَدٍ فاجر، كما يستميت أبطالُ الشرف والفداء في الذود عن أوطانهم ومقدّساتهم حتى يظفروا بإحدى الحُسنيين!

وهكذا يستجلب العجوزُ الخَرِف المزيد من المقت العام من كل إنسانٍ حُرٍّ نبيل لسفاهة لسانه ومواقفه؛ ويستدعي  إلى الأذهان واقعة ضربه بالحذاء من الصحفي الشريف "منتظر الزيدي" صائحًا به: "إنها قبلة الوداع، وحَقٌّ للأرامل والأيتام وكل من قتل في العراق!

فهل من شريفٍ جديد يتطوَّع بأفضل ما يستحقه هذا القاتل الأثيم؛ فيصفع ضَفَتَي وجهه بزُوج أحذية صائحًا: خُذها من كل شرفاء العالم.. حقًّا لأطفال ونساء فلسطين، الذين لم يجد الغاصب الجبان سواهم ينتقم منهم لشرفه الممرَّغ برصاص وصواريخ الأبطال؟!