قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الهجوم المفاجئ والمدمر الذي نفذته حركة حماس بالقرب من حدود قطاع غزة، ترك إسرائيل "تتصارع" مع وابل من الأسئلة حول قدراتها الأمنية والاستخباراتية.

وأضافت في تقرير نشرته اليوم الأحد، أن "الهجوم، الذي نظمه مسلحون فلسطينيون من حماس، لم يحصد أرواح المئات من الجنود والمدنيين فحسب، بل حطم أسطورة إسرائيل التي لا تقهر بجيشها وأجهزتها الاستخباراتية الشهيرة".

وتابعت "بينما يدقق العالم في الأخطاء التي وقعت، واجه القادة الإسرائيليون ضغوطًا متزايدة للرد بقوة ساحقة، وحتى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تفاجأت بجرأة الهجوم وحجمه".

بدوره، شدَّد العميد المتقاعد من البحرية الأمريكية مارك مونتجمري، الذي زار إسرائيل أخيرًا، على "عدم وجود معلومات استخباراتية مسبقة حول الهجوم".

 

فشل أمني إسرائيلي هائل

وبحسب الصحيفة، فقد أظهر هجوم حماس مستوى من التطور فاجأ قوات الأمن الإسرائيلية تمامًا، باستخدام الصواريخ والطائرات الشراعية والدراجات النارية والشاحنات الصغيرة والقوارب.

وأكدت الصحيفة، أن "هذه العملية المنسقة جيدًا بمثابة فشل أمني إسرائيلي ذي أبعاد هائلة، حيث سلط الخبراء الضوء على عامل المفاجأة باعتباره العنصر الأساس وليس الأسلحة المتقدمة".

وفي الأشهر التي سبقت الهجوم، قلل قادة الأمن الإسرائيليون من التهديد الذي تشكله حماس، معتقدين أن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بهم "القبة الحديدية" قد نجحت في تحييد التهديد الرئيس لغزة المتمثل في الصواريخ قصيرة المدى.

 

حماس ضربت العمق الإسرائيلي

وبحسب الصحيفة، كانت التقييمات الاستخباراتية الأخيرة تشير إلى أن" حماس حولت تركيزها إلى التحريض على العنف في الضفة الغربية، وتجنب الهجمات الكبرى من قطاع غزة لتجنب الانتقام الإسرائيلي الشديد".

وكشف الهجوم الفلسطيني، يوم السبت، عن مدى ضعف البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية أمام الهجمات منخفضة التقنية المدفوعة بعنصر المفاجأة.

وأكدت الصحيفة، أن "هذا الهجوم يعد خطوة غير مسبوقة من جانب حماس، حيث ضربت العمق الإسرائيلي بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل".

وبحسب الصحيفة، ترددت أصداء الصدمة وعدم التصديق في جميع أنحاء إسرائيل، حيث تساءل الكثيرون كيف يمكن لواحد من أقوى جيوش العالم أن يؤخذ على حين غرة.

وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "في أعقاب هذا الهجوم غير المتوقع، تواجه إسرائيل تحديًا متجددًا لإعادة تقييم بروتوكولاتها الأمنية، وقدراتها الاستخباراتية، واستعدادها لهجمات غير تقليدية".

وصباح يوم السبت 7 من أكتوبر، أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، عن إطلاق كتائب القسام لعملية عسكرية غير مسبوقة ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى".

وشملت العملية إطلاق آلاف الصواريخ بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو"، إضافة إلى تسلل عناصر كتائب القسام واقتحامها للمستوطنات الصهيونية، في وقت أفادت فيه مصادر إسرائيلية بمقتل وجرح المئات.

وقال الضيف، إن هذه العملية ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية “سيوف حديدية” ضد قطاع غزة.

ومنذ بدء العملية وبحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة جراء العدوان 788 شهيدًا و4100 جريح بإصابات مختلفة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 187.518 شخصًا في قطاع غزة نزحوا من منازلهم، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أربعة أيام، والعدد مرشح للارتفاع. وأضافت أن 137.500 نازح يقيمون في 83 مدرسة تابعة للوكالة في كل مناطق القطاع، فيما لا يزال حوالي 3000 فلسطيني في غزة مهجرين في أعقاب التصعيد السابق.

في حين أعلنت وسائل إعلام الاحتلال أن أكثر من 1000 إسرائيلي قتلوا في العملية التي نفذتها حركة حماس في غلاف غزة، إضافة إلى أكثر من 2741 جريحًا بينهم 365 حالتهم خطرة، و25 موت سريري، في حين تشير التقديرات لوجود عشرات الأسرى، ومئات المفقودين.