قال ساري عرابي - الكاتب والمحلل السياسي - إن المقاومة حققت عددًا من أهم الأهداف الاستراتيجية في تاريخ الصراع مع الكيان الصهيوني.

وأضاف في تصريح لمراسل المركز الفلسطيني للإعلام أن المقاومة في قطاع غزة قفزت قفزات كبيرة إلى الأمام، وثبتت وقائع جديدة، وهذا الأمر لاحظناه في سلسلة عمليات المقاومة والمعارك في غزة.

 

المواجهة والالتحام البري

وأشار إلى أنه في عام 2014 أثبتت المقاومة قدرتها على المواجهة والالتحام البري، وفي الوقت نفسه أثبتت المقاومة أن قدرة الكيان الصهيوني محدودة مهما امتلك من تفوق وإمكانيات عسكرية كبيرة.

وأكد أنها انعكست على ساحة الضفة الغربية، حيث في عام 2015، انطلقت هبة القدس التي أخذت أشكالًا من مواجهة الاحتلال، ونشوء تشكيلات مسلحة جديدة.

 

خيار المواجهة

وفي عام 2021 المقاومة جمعت كل الفلسطينيين على خيار المواجهة، وخلقت حالة حقيقية في ذلك الوقت، من وحدة الساحات، وفق عرابي.

وأضاف عرابي أنه في المعركة الحالية تؤكد المقاومة على المستوى الإستراتيجي أن تنظيمًا بإمكانيات محدودة في بقعة محاصرة ومكشوفة تمكن من اختراق العمق الصهيوني بهذا القدر، ويقتل ويأسر هذا العدد الكبير، وامتلاك القدرة على التكتم والتخطيط والسيطرة، وممارسة الصبر والخداع الاستراتيجيين.

 

إرادة وفعل للمقاومة

وقال: ما يحدث مهم جدا على مستوى وعي الأمة، ووعي الجماهير أن الفلسطيني يمكنه هزيمة إسرائيل، وأن انتصار الكيان ليس أبديًّا.

وأضاف أن ما جرى مهم على الجانب السياسي أن هناك إرادة وفعل للمقاومة بهذه الصورة الشجاعة، والفذة في مواجهة الموات السياسي الذي تمارسه قيادة السلطة التي أدخلت الفلسطينيين في صندوق مسدود، بلا أي نتيجة.

وأوضح أن هذه نتائج حققتها المقاومة بالأمس، وأثبتت إرادتها وصدقيتها وجهوزيتها، وأثبت حسن إدارتها، وحسن تنظيمها ولا يقل أهمية عن ذلك أنها أثبتت شجاعتها.

 

قدرات المقاومة

وقال عرابي: على مستوى المواجهة العسكرية أن المقاومة أثبتت دورها بصورة دقيقة، وأربكت الاحتلال، وفضحته وعرته، جيشًا وأمنًا، بدون أن تصل للاحتلال أدنى معلومة بنوايا المقاومة، ومارست خداعًا إستراتيجيًا قويًا للغاية آخر عامين بامتناع حركة حماس عن الدخول في المواجهات السابقة.

وأضاف أن المقاومة استثمرت مسيرات العودة من أجل التمهيد لاقتحام المقاومة للمستوطنات، واستثمرت كذلك المناورات التدريبية غطاء من أجل الاقتحام.

وأشار إلى أن المقاومة تمتلك قدرة سيبرانية عطلت من خلالها أجهزة الرصد والاستشعار وتمكنت من تدمير مقدرات مهمة جدًا لفرقة غزة.

هذه أمور مهمة جدًا على المستوى التكتيكي وعلى المستوى التنفيذي والأهداف الإستراتيجية، وهذه نجاحات مهمة للمقاومة في ظل وجودة حكومة يمينية متطرفة.

وأوضح أنه لم يكن أمام قيادة المقاومة والقسام إلا أن تتخذ خطوات جريئة وشجاعة في المواجهة، وتحدثت قيادة حماس عن نية مسبقة للاحتلال بتوجيه ضربة كبيرة لقطاع غزة، فالمواجهة كانت حتمية والمقاومة استطاعت المبادرة.

وقال: ما جرى ليس سهلًا إطلاقًا فهي قاسية بكل المقاييس، وهي تتوقع ردًا وحشيًّا من الاحتلال، ولكن لن يستطيع جلب صورة نصر، والمقاومة تعرف ما صنعت وقادرة على إيلام الاحتلال.

وصباح يوم السبت 7 من أكتوبر، أعلن القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف، عن إطلاق كتائب القسام لعملية عسكرية غير مسبوقة ضد إسرائيل باسم "طوفان الأقصى".

وشملت العملية إطلاق آلاف الصواريخ بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو"، إضافة إلى تسلل عناصر كتائب القسام واقتحامها للمستوطنات الصهيونية، في وقت أفادت فيه مصادر إسرائيلية بمقتل وجرح المئات.

وقال الضيف، إن هذه العملية ردًا على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأٌقصى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية “سيوف حديدية” ضد قطاع غزة.

ومنذ بدء العملية وبحسب بيان وزارة الصحة الفلسطينية، فقد بلغ إجمالي ما وصل لمستشفيات قطاع غزة حتى اللحظة جراء العدوان 788 شهيدًا و4100 جريح بإصابات مختلفة.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 187.518 شخصًا في قطاع غزة نزحوا من منازلهم، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أربعة أيام، والعدد مرشح للارتفاع. وأضافت أن 137.500 نازح يقيمون في 83 مدرسة تابعة للوكالة في كل مناطق القطاع، فيما لا يزال حوالي 3000 فلسطيني في غزة مهجرين في أعقاب التصعيد السابق.

في حين أعلنت وسائل إعلام الاحتلال أن أكثر من 1000 إسرائيلي قتلوا في العملية التي نفذتها حركة حماس في غلاف غزة، إضافة إلى أكثر من 2741 جريحًا بينهم 365 حالتهم خطرة، و25 موت سريري، في حين تشير التقديرات لوجود عشرات الأسرى، ومئات المفقودين.