استعرضت صحيفة "الجارديان" تفاصيل الأحداث الجارية بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس، في تقرير يكتبه "هارييت شيروود".
ماذا حدث على الحدود بين إسرائيل وغزة يوم السبت؟
بدأت الصحيفة بسرد بداية الأحداث حيث استيقظ الإسرائيليون على صدمة في اليوم الأخير من الأعياد اليهودية بسبب دوي صفارات الإنذار عندما أطلقت حماس والجهاد الإسلامي آلاف الصواريخ من غزة، وقام مسلحون بتحطيم حواجز التكنولوجيا الفائقة المحيطة بالقطاع لدخول إسرائيل، وإطلاق النار واحتجاز الرهائن. كما حاول مسلحون على متن قوارب دخول إسرائيل عن طريق البحر.
وقالت الصحيفة: "كان هجوماً مذهلاً وغير مسبوق من جانب حماس والجهاد الإسلامي، وفشلاً استخباراتياً كارثياً من جانب إسرائيل – وسيكون لكل منهما تداعيات وعواقب طويلة الأمد. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" أن إسرائيل في حالة حرب وأن الفلسطينيين سيدفعون ثمنا باهظًا".
تسلل المسلحون إلى المجتمعات اليهودية القريبة من الحدود مع غزة، وقتلوا وأسروا مدنيين وجنودًا. وأظهرت مقاطع فيديو لم يتم التحقق منها إسرائيليين مذعورين مضرجين بالدماء، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم، بينما يأسرهم فلسطينيين، والكثير من الناس هرعوا إلى غرف آمنة في منازلهم.
وجد مئات الشباب في مهرجان للرقص استمر طوال الليل في جنوب إسرائيل أنفسهم تحت إطلاق النار.
وقال أحد الناجين: "كانوا يتوجهون من شجرة إلى شجرة ويطلقون النار. في كل مكان. من الجانبين. رأيت الناس يموتون في كل مكان".
وبحلول ليل السبت قدرت قوات الدفاع الإسرائيلية أنه لا يزال هناك ما بين 200 إلى 300 مسلح فلسطيني داخل إسرائيل. وكانت هناك ثماني "نقاط اشتباك" كان الجيش الإسرائيلي يحاول فيها استعادة السيطرة من المسلحين.
كيف ردت إسرائيل؟
وأوضحت "الجارديان" أن إسرائيل استدعت جنود الاحتياط في الجيش وشنت موجة من الغارات الجوية على القطاع الصغير الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة. وحذر "نتنياهو" الفلسطينيين في غزة من "الخروج من هناك الآن" وتعهد بتحويل مخابئ حماس إلى "أنقاض"، لكن لا يوجد مكان يهرب إليه من هم في المنطقة المحاصرة.
واستهدفت الطائرات الحربية عدة مبانٍ في وسط مدينة غزة، بما في ذلك برج فلسطين، وهو مبنى مكون من 11 طابقًا يضم محطات إذاعية تابعة لحماس.
وأشارت إسرائيل، إلى أنها قد تشن غزوًا بريًا، على الرغم من أن هذا سيحمل مخاطر كبيرة لقوات الجيش الإسرائيلي والرهائن الإسرائيليين المحتجزين في المنطقة.
وقامت إسرائيل بقطع إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة، الأمر الذي قد يؤثر قريبًا على المرافق الطبية في القطاع التي تتعرض بالفعل لضغوط شديدة من الأشخاص الذين أصيبوا في القصف.
وأظهر مقطع فيديو تم تسجيله في غزة تدمير مسجد في خان يونس، جنوب قطاع غزة، والعديد من المباني الكبيرة في مدينة غزة في حالة خراب.
ونشر فلسطينيون في غزة صورًا لرسائل نصية أرسلها الجيش الإسرائيلي إلى سكان منطقة بيت حانون شمال القطاع، تأمرهم فيها بمغادرة منازلهم قبل الغارات الجوية.
لماذا شنت حماس والجهاد الإسلامي الهجوم؟
وعن أسباب الهجوم، رأت "الجارديان" أن الأسباب الدقيقة للهجوم غير واضحة، لكن هناك أعمال عنف متزايدة منذ أشهر بين الجنود الإسرائيليين والمستوطنين والفلسطينيين في الضفة الغربية؛ حيث هاجم المستوطنون المسلحون القرى الفلسطينية، ثم هاجم المسلحون في الضفة الغربية الجنود والمستوطنين، وكانت هناك غارات متكررة لجيش الدفاع الإسرائيلي على المدن الفلسطينية.
وخلال الأسبوع الماضي، أدى بعض اليهود الصلاة داخل باحة المسجد الأقصى في البلدة القديمة بالقدس. المنطقة المحيطة بالمسجد معروفة لدى المسلمين باسم الحرم الشريف وهو ثالث أقدس مكان للإسلام بعد مكة والمدينة المنورة في السعودية. ويعرفه اليهود باسم جبل الهيكل، ويتم تبجيله باعتباره موقع المعبد اليهودي التوراتي. لا يُسمح لليهود بالصلاة داخل مجمع الأقصى؛ فالقيام بذلك أمر استفزازي للغاية. وقد أطلقت حماس على العملية الهجومية الحالية اسم "طوفان الأقصى".
أما الخلفية الأطول فهي الحصار الذي تفرضه إسرائيل ومصر على غزة منذ 16 عامًا والذي أدى إلى تدمير الاقتصاد الداخلي للقطاع تقريبًا وتسبب في معاناة الأشخاص الذين يعيشون هناك.
وقد دعا القوميون المتدينون المتطرفون الذين يشكلون جزءًا من الحكومة الائتلافية اليمينية في إسرائيل مرارًا وتكرارًا إلى ضم الأراضي الفلسطينية.
وكانت هناك أيضًا تكهنات بأن الهجوم قد يكون بتشجيع من إيران كوسيلة لإحباط تحركات السعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
لماذا فاجأ الهجوم إسرائيل؟
لا بد أن حماس خططت لهذا الهجوم لعدة أشهر، ومن الغامض لماذا يبدو أن المخابرات الإسرائيلية لم تكن لديها أي فكرة عن حدوثه.
المراقبة الإسرائيلية لغزة مكثفة. وهي تراقب النشاط والاتصالات والحياة اليومية عبر أحدث أجهزة المراقبة، بما في ذلك الطائرات المُسيرة التي تحلق فوق القطاع. كما أنها تعتمد على الاستخبارات البشرية عبر المخبرين، الذين يتم ابتزاز العديد منهم أو إجبارهم على مساعدة إسرائيل.
الفشل الاستخباراتي هائل، وسيهز ثقة الجمهور الإسرائيلي في قدرة حكومته وجيشه على حماية المدنيين.
ما الذي تأمل حماس أن تكسبه؟
أظهرت الحركة التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007 للعالم أنها قوة لا يستهان بها، ولكن من الصعب أن نرى كيف يمكن أن تكون هناك نتيجة إيجابية لحماس أو غزة من الأحداث التي وقعت في نهاية هذا الأسبوع.
ومن المرجح أن تستخدم إسرائيل كامل قوتها العسكرية لسحق النشاط المسلح، ليس فقط في غزة، بل أيضاً في الضفة الغربية والقدس الشرقية. وفي هذه العملية، من المرجح أن يُقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين، وأن يتم تدمير المنازل والبنية التحتية.
واعتقدت "الجارديان" أن أن احتجاز الرهائن سيؤدي إلى تعقيد الرد الإسرائيلي ويمنح حماس ورقة مساومة كبيرة؛ حيث تم إطلاق سراح "جلعاد شاليط"، الجندي الإسرائيلي الذي احتجزته حماس في غزة لمدة خمس سنوات، في عام 2011 مقابل إطلاق سراح أكثر من 1000 أسير فلسطيني.
وإذا كانت إيران متورطة، فإنها تأمل أن يؤدي العنف إلى إفشال أي اتفاق بين إسرائيل والسعودية.
ما رد الفعل الدولي على هجوم حماس؟
على الرغم من بطولة الحركة، إلا أنه كانت هناك إدانات لحماس ودعم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال "جو بايدن" لرئيس وزراء الاحتلال، إن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب شعب إسرائيل في مواجهة هذه الهجمات الإرهابية… إن دعم إدارتي لأمن إسرائيل قوي للغاية ولا يتزعزع".
وتم نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية "للحفاظ على الاستقرار والمساعدة في تجنب التصعيد".
وقالت الحكومة المصرية، إنها تجري محادثات مع السعودية والأردن لمحاولة إيجاد طريقة لنزع فتيل الأزمة. وشاركت مصر بشكل كبير في التوسط في وقف إطلاق النار في الماضي.
https://www.theguardian.com/world/2023/oct/08/israel-hamas-gaza-palestinian-territories