أوضحت صحيفة "الجارديان" أنه بعد زلزال المغرب المدمر، تستمر جهود الإنقاذ المعقدة مع استمرار الأسئلة حول رد فعل الملك والحكومة. وأشارت الصحيفة في تحليل كتبته "روث مايكلسون" إل  أن الأمل في العثور على الناجين من الزلزال المحاصرين تحت منازلهم في بعض المناطق النائية من جبال الأطلس في المغرب يتلاشى بسرعة مع استمرار جهود الإنقاذ.
 ولا تزال فرق البحث والإنقاذ تحاول الوصول إلى أصغر القرى في منطقة الحوز الجبلية، بالقرب من مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي وقع ليلة الجمعة. وأنشأت القوات المسلحة المغربية مستشفيات ميدانية في منطقة الزلزال وقامت بتسيير طائرات هليكوبتر فوق القمم في محاولة لتوزيع المساعدات ونقل الجرحى.
 وقال "مولاي حفيظ العلوي"، رئيس الصليب الأحمر المغربي في مراكش: "من الواضح أنه مع مرور الوقت، تتضاءل فرصة العثور على ناجين تحت الأنقاض، وأشار إلى مشاكل الوصول على طول الطرق الجبلية التي تعرضت لأضرار".
وقالت الصحيفة: "ومع استمرار جهود الإنقاذ المعقدة واقتراب عدد القتلى من 3 آلاف، وأكثر من 5 آلاف جريح، ظلت الأسئلة قائمة حول طبيعة رد فعل الدولة؛ حيث عاد ملك المغرب "محمد السادس" من فرنسا يوم السبت ليترأس اجتماعًا لإدارة الكوارث مع مجلس الوزراء بعد ظهر ذلك اليوم لكنه لم يتحدث مباشرة إلى الجمهور".
 وأضافت: "وصل الملك إلى مراكش، المدينة الكبرى الأقرب إلى منطقة الزلزال، مساء الثلاثاء، وزار ضحايا الزلزال بجانب سريرهم في المستشفى، بحسب وسائل الإعلام الرسمية. لكن لم يكن هناك ما يشير إلى زيارة ملكية لمنطقة الحوز الفقيرة الأكثر تضررًا من الكارثة".
تحدث "حسن أوريد"، أحد أبرز المثقفين العامين في المغرب والمتحدث السابق باسم القصر، إلى صحيفة "الجارديان" من بلدة أمزميز، عند سفح الأطلس، أثناء تطوعه في جهود الإنقاذ قائلًا: "في البداية، كان هناك شعور بين السكان بأنهم تُركوا ليتدبروا أمرهم، نظرًا لأن هذه منطقة جبلية بها العديد من المناطق التي يصعب الوصول إليها للغاية. شعر الناس بأنهم قد تم التخلي عنهم، على الرغم من أن هذا لم يكن الحال بسبب انتشار القوات المسلحة التي جلبت معها أيضًا المستجيبين الأوائل بالإضافة إلى إنشاء المستشفيات".
 وأضاف: "بلا شك، هناك الآن شعور بالطمأنينة، والناس أصبحوا أكثر اطمئنانًا بعد اجتماع الملك الطارئ"، في إشارة إلى اجتماع الاستجابة للكوارث الذي عقد قبل عدة أيام.
وبث التلفزيون العمومي المغربي لقطات لاجتماع يوم الأحد بالمركز الإداري لمنطقة الحوز بين وزير الداخلية والجيش ووزراء الصحة والسلطات المحلية. ولم يقم وزراء الحكومة، بمن فيهم رئيس الوزراء "عزيز أخنوش"، الذي ينحدر من محافظة جنوبية تضررت أيضًا من الزلزال، بزيارة أفراد الجمهور في الحوز.
وقال مراقبون مثل "سامية الرزوقي"، الخبيرة في تاريخ وحكم الدولة المغربية في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا، إن وزراء الحكومة يحاولون الاستجابة للأزمة مع ضمان أن عملهم لا يطغى على أي جهود يبذلها القصر.
واتهم الملك لسنوات بحكم البلاد من فرنسا، حيث يقال إنه يمتلك قصرًا مكونًا من 10 غرف نوم بالقرب من برج إيفل وقصرًا شمال شرق باريس، على الرغم من العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين البلدين.
 وأضافت "الرزوقي": "الدولة هي في الأساس انعكاس لمدى عدم فعالية الحكم المغربي، لأنه يعتمد كليا على بنية استبدادية لشخصية غائبة تماما".
 وتناولت "الجارديان" حديث  "خالد الزروالي"، المسؤول بوزارة الداخلية المغربية، لشبكة "سي إن إن"، الذي رفض الأسئلة حول ما إذا كان الملك سيزور منطقة الزلزال أو حتى يدلي بأي تصريحات عامة أخرى، مشيراً بدلاً من ذلك إلى الجلسة الطارئة في نهاية الأسبوع الماضي.
 وقال: "إنه وقت الأفعال وليس الأقوال ونحن نعمل بموجب تعليمات وتوجيهات جلالة الملك... لقد كان يعمل عن كثب وكان يتابع دقيقة بدقيقة ما يحدث في الميدان".

https://www.theguardian.com/world/2023/sep/12/morocco-earthquake-hope-fades-of-finding-survivors-in-rubble