بعد يومين من الاحتجاز والهجوم الشديد على سلطات الانقلاب بسبب القبض عليه؛ أفرجت سلطات الانقلاب الليلة الصحفي كريم أسعد المحرر بمنصة "متصدقش". 

وجاءت عودة "أسعد" إلى منزله بعد ساعات من نشر نقيب الصحفيين خالد البلشي تدوينة أشار فيها إلى أنه تلقى وعودا من الجهات المعنية بأن الصحفي الشاب سوف يعود إلى بيته خلال ساعات. 

 وكريم أسعد صحفي تخرج من كلية إعلام جامعة الأزهر، وعمل في مؤسسات مصرية وعربية، وقال زملاؤه إنه يؤمن بحرية الصحافة وحرية تداول المعلومات كما أنه ليس هاربًا ولا منتميًا لأي جماعة أو حزب، وليس له أي نشاط سياسي. 
 
وكان ناشطون وحقوقيون أعلنوا أن أجهزة الأمن المصرية اعتقلت، السبت،  الصحفي كريم أسعد، أحد أعضاء فريق تحرير منصة "متصدقش"، من منزله بمدينة الشروق، بعد مداهمة منزله والاعتداء عليه وعلى زوجته بالضرب والسب، بسبب ما نشرته المنصة من تفاصيل حول الواقعة. 
 
ونشرت منصة "متصدقش" بيانا، تقول فيه إنّ صفحات المنصة على مواقع التواصل الاجتماعي تتعرض لاختراق أمني. وأشارت إلى تعرض فريقها من الصحافيين لهجوم أمني مواز للاختراق الإلكتروني. وحمّلت السلطات الأمنية في مصر مسؤولية سلامة فريقها. 
 

ضرب وإهانة 
ومن جانبه أشار موقع "مدى مصر" إلى أن أجهزة الأمن ألقت القبض على الصحفي كريم أسعد، في 19 أغسطس 2023 أحد أعضاء فريق تحرير منصة «متصدقش»، من منزله بمدينة الشروق، بعد مداهمة منزله والاعتداء عليه وزوجته بالضرب والسب، وتهديدهما بابنهما. 
 
وأن المسئولين الأمنيين دخلوا حسابات المنصة وحذفوا منشورين يتعلقان بهوية المصريين الموجودين على الطائرة التي ضبطت في زامبيا قادمة من مصر، حسب زوجة أسعد، وهي معلومات عن تورط ضابط شرطة وضابط جيش في واقعة طائرة زامبيا. 
 
وقالت زوجة أسعد إن الأجهزة الأمنية صادرت كافة أجهزة الكمبيوتر والهواتف الشخصية الموجودة بالمنزل، ومبلغ ثمانية آلاف جنيه ومصوغات. 
 
وقالت زوجة أسعد إن قوة أمنية حضرت إلى منزلهم بين الساعة الواحدة والنصف والثانية صباحًا، تضم ما يزيد عن عشرة من رجال الأمن المسلحين بينهم 3 فقط يرتدون الزي المدني، فيما يرتدى الباقون زيًا رسميًا زيتي اللون وأقنعة، موضحة أنهم طرقوا بقوة على باب الشقة مرتين، فيما كانت نائمة بجوار طفلها (عامان ونصف) وزوجها يعمل في غرفة مكتبه. وأضافت: "جريت أنا وكريم على الباب افتكرنا البيت بيقع"، بحسب "مدى مصر". 
 
وأوضحت أن القوة الأمنية طالبت زوجها بفتح الباب مهددين بكسره، مضيفة أن زوجها طلب منها أن ترتدي إسدال الصلاة وبعدها فتح الباب مباشرة. 
 
وبمجرد دخول رجال الأمن المنزل وجهوا لها ولأسعد سباب وشتائم، بسبب التأخر في فتح الباب، بحسب زوجة أسعد، التي ذكرت أن أفراد القوة طلبوا منهما أن يحضرا الدولارات الموجودة بالمنزل، مؤكدين لأسعد أنه "مش عارف خطورة ما نشروه" بشأن تورط ضباط في واقعة طائرة زامبيا. 
 
وقالت زوجة أسعد إلى أن طفلها استيقظ من نومه مفزوعًا، وعندما توجهت له في غرفة النوم تبعها ثلاثة من رجال الأمن، مضيفة "زقوني داخل الغرفة وأغلقوا الباب بالمفتاح واعتدوا عليها بالصفع والسب أمام طفلي وهددوني إني مش هشوف ابني تاني لو مقولتش جوزي بيشتغل مع مين وطلعت الحاجات اللي مخبينها". 
 
وشددت على أنها أكدت لهم أن زوجها يعمل صحفيا وليس بحوزتهم أي دولارات، لافتة إلى أنهم فتشوا الشقة ولم يجدوا سوى مبلغ مالي أقل من ثمانية آلاف جنيه، وحلق وسلسلة، فصادروهم إلى جانب الهواتف الشخصية وأجهزة اللاب توب وجهاز كمبيوتر PC 
 
وأكدت زوجة أسعد أنه بالتزامن مع استجواب رجال الأمن لها اعتدى مجموعة من رجال الأمن على زوجها وأدخلوه إلى غرفة المكتب، وأجبروه على فتح الأجهزة «كنت سامعة صوت زعيق مع كريم عشان يفتح الأجهزة وهددوه بينا»، واستمروا في التحقيق معه لمدة تقترب من نصف ساعة وبعدها قبضوا عليه وغادروا الشقة، طبقًا له. 
 
وبحسب مصدر مقرب من أسعد، تزامن استجواب رجال الأمن له في منزله مع اتصال أسعد بأحد أعضاء فريق «متصدقش» في أمريكا، ودخول رجال الأمن إلى حساب «متصدقش» على فيسبوك من الجهاز الخاص بأسعد وحذفهم المنشور الثالث الذي يخص ضابط شرطة، والرابع المتعلق بعقيد في القوات المسلحة، ضمن سلسلة الكشف عن هوية المصريين المتهمين في قضية الطائرة التي ضبطت في زامبيا قادمة من مصر، وبدأت المنصة النشر عنها منذ الأربعاء الماضي. 
 
هجوم على المنصة

ومن جانب مواز، كشف عضو بفريق تحرير منصة "متصدقش" إنه بجانب اعتقال أسعد، يتعرض فإن فريق المنصة الموجود في مصر يتعرض إلى ضغوطات ومطاردات أمنية، بسبب التغطية الخاصة بالطائرة التي ضبطت في زامبيا قادمة من مصر وعلى متنها نحو 5.7 مليون دولار نقدًا، و127 كيلو جرام من سبائك معدنية مطلية بالذهب، مطالبين أجهزة الأمن بالكشف عن مكان احتجاز أسعد وتمكين محاميه من التواصل معه ومعرفة التهم الموجهة له. 
 
منصة "متصدقش" حملت سلطات الانقلاب في مصر مسؤولية سلامة فريقها، في بيان نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي أشارت خلاله إلى تعرض فريقها من الصحفيين إلى هجوم أمني، فضلًا عن اختراق أمني لصفحاتها، بعد تغطيتها لحادث الطائرة، وتحققها من ورود أسماء ضباط جيش وشرطة سابقين في القضية. 
 
"متصدقش" نشرت على موقع تويتر أو (X) بعد إعلان السلطات الزامبية ضبط 6 مصريين، و4 آخرين من زامبيا، ولاتفيا، وهولندا، وإسبانيا، كانوا على متن الطائرة، معلومات عن هوية 5 من المصريين المقبوض عليهم، ولكن حذفت المنصة لاحقًا المعلومات المتعلقة بأحد الخمسة، فيما أبقت على معلومات متعلقة بأربعة. 
 
وبحسب عضو فريق تحرير متصدقش، فإن المنصة مستقلة متخصصة أسسها الصحفي محمد أبو الغيط، عام 2018، أثناء إقامته في لندن، موضحًا أن أبو الغيط حرص وقتها على إبقاء هوية صحفييها غير معلن، للحفاظ على أمنهم ورسالتهم الإعلامية، وعدم تأثرها أو انقطاعها بظروف وحالة الصحافة، وبيئتها في مصر، بهدف مقاومة الشلال المتدفق من الأخبار الكاذبة أو المضللة، وتصحيح تصريحات المسؤولين الحكوميين، والإعلاميين والشخصيات العامة، فضلًا عن إنتاج تقارير معمقة وتحقيقات مفتوحة المصدر. 
 
وقال: "نحن مجموعة من شباب الصحفيين المصريين، غير المنتمين لأي أحزاب أو جماعات سياسية، والمتابع لعملنا على مدار الخمس سنوات الماضية، يعلم جيدًا أننا لا نؤدي سوى عملنا الصحفي باحترافية"، بحسب تصريحه الصحفي.