تجددت الاشتباكات العنيفة وسط أم درمان والخرطوم بحري بين الجيش السوداني والدعم السريع، اليوم السبت، وقال الجيش السوداني إن قواته نفذت عملية نوعية ناجحة بمناطق المهندسين والعودة وحمد النيل بالخرطوم.

 

وكانت الاتصالات انقطعت لساعات عدة، الجمعة، في العاصمة السودانية، فيما كانت المعارك محتدمة بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق عدة بالخرطوم مع تحذير المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة.

 

وأفادت منظمات حقوقية ونشطاء مدافعين عن حقوق الإنسان أن قوات الدعم السريع تحتجر أكثر من 5 آلاف شخص في ظروف غير إنسانية في الخرطوم. لكن تلك القوات نفت التهم وقالت إنها تحتجر أسرى حرب فقط.

 

كما نقلت رويترز عن منظمات ونشطاء معنيين بالدفاع عن حقوق الإنسان في السودان، أن لديهم أدلة على أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية احتجزت أكثر من 5000 شخص في ظروف غير إنسانية بالعاصمة الخرطوم.

 

وتخوض قوات الدعم السريع قتالا مع الجيش السوداني منذ ثلاثة أشهر. ويتهمها سكان بنهب المنازل واحتلالها. وردا على طلب للتعليق قالت قوات الدعم السريع إن التقارير غير صحيحة وإنها لا تحتجز سوى أسرى حرب وإنهم يلقون معاملة حسنة.

 

وقالت قوات الدعم السريع لرويترز "المنظمات تغض الطرف عن انتهاكات الجيش لحقوق المدنيين من قصف بالطيران والمدفعية الثقيلة والاعتقالات وتوزيع السلاح للمدنيين".

 

ويوم أمس الجمعة (15 يوليو 2023) قالت المنظمات التي طلبت عدم نشر أسمائها مخافة أن تتعرض لأعمال انتقامية: إن ثمة مقاتلين بين المحتجزين في عدة أماكن في أنحاء الخرطوم، لكن من بينهم أيضا 3500 مدني منهم نساء ورعايا أجانب.

 

وقالت مجموعة المنظمات إنها ستقدم للأمم المتحدة توثيقا لحالات وفاة جراء التعذيب، بالإضافة إلى "المعاملة المهينة واللاإنسانية والحاطة بالكرامة الإنسانية في ظروف اعتقال مهينة لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة".

 

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يوم الخميس إن 87 شخصا على الأقل دفنوا في مقبرة جماعية بمدينة الجنينة بمنطقة دارفور، واتهم المكتب قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها بقتل هؤلاء الأشخاص، وهو اتهام تنفيه قوات الدعم السريع.

 

وفي وقت متأخر يوم الخميس، قالت المحكمة الجنائية الدولية إنها ستحقق في حالات القتل في أنحاء المنطقة. فقد أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان فتح تحقيق جديد في جرائم حرب في إقليم دارفور، داعيا إلى عدم السماح لـ"التاريخ بأن يُعيد نفسه".

 

 وجاء إعلان كريم خان في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي، في وقت يشهدالسودان حالة من الفوضى منذ ثلاثة أشهر بسبب النزاع المسلح الدائر.