مع تدشين إسرائيل واحدة من أكبر هجماتها على الضفة الغربية المحتلة ومقتل ثمانية فلسطينيين على الأقل في مخيم جنين للاجئين وإصابة العشرات، تشرح شبكة "الجزيرة" سبب هذا الهجوم.
وقالت "الجزيرة"، إن العملية الأخيرة تمثل تصعيدًا كبيرًا وتأتي في أعقاب غارة في جنين قبل أسبوعين أسفرت عن مقتل سبعة فلسطينيين والتي كانت في حد ذاتها واحدة من أكبر العمليات التي نفذت منذ سنوات.


مدى دموية الهجوم الأخير على جنين
بدأ التوغل الأخير في جنين ليل الأحد بما لا يقل عن 10 هجمات جوية في المنطقة المكتظة بالسكان، والتي تأوي حوالي 14 ألف نازح فلسطيني في أقل من نصف كيلومتر مربع. وشمل الهجوم ضربات بطائرات مُسيرة وصاروخ دمر المباني والبنى التحتية.
قبل 21 يونيو، عندما نفذت إسرائيل غارة بطائرة مُسيرة بالقرب من جنين خلفت عدة قتلى وأثارت غضب المقاومة الفلسطينية، ولفتت "الجزيرة" إلى أنه لم تستخدم ضربات الطائرات المُسيرة في الضفة الغربية المحتلة منذ عام 2006.
وبعد الضربات قامت القوات الإسرائيلية بعد ذلك بمحاصرة المخيم بالكامل باستخدام عشرات الآليات المدرعة استعدادًا لعملية عسكرية برية واسعة ألحقت أضرارًا جسيمة بالمنازل والطرق.
وشارك في العملية حوالي 150 عربة مدرعة ونحو ألف جندي من قوات النخبة الخاصة والجيش والمخابرات العامة والشرطة وشرطة الحدود، وأغلقت مداخل المدينة بالجرارات. واندلعت اشتباكات بالأسلحة النارية بعد دخول القوات الإسرائيلية المخيم وواجهها مقاتلون من المقاومة الفلسطينية.
أبلغ السكان عن إطلاق الرصاص بشكل عشوائي على منازلهم، وقال نائب محافظ جنين "كمال أبو الرب" للجزيرة، إن الجيش الإسرائيلي قطع الكهرباء والاتصالات والمياه في "عقاب جماعي" لجميع السكان.

 

من تستهدف إسرائيل؟
وأشارت "الجزيرة" إلى أن مخيم جنين للاجئين أصبح موطنًا للمقاومة الفلسطينية بشكل متزايد، خاصة في العام الماضي، حيث وسعت إسرائيل غاراتها في الضفة الغربية المحتلة. وكان من بين فصائل المقاومة المئات تحت راية كتائب جنين، وهي مجموعة حديثة النشأة، تضم مقاتلين من عدة فصائل مسلحة. ويعتقد أيضًا أن مقاتلين من حركة الجهاد الإسلامي وفتح وحركة حماس ينشطون في جنين.
وحمل عدد متزايد من الشباب الفلسطيني السلاح ضد إسرائيل، في مواجهة العمليات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة والجهود المبذولة لتوسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية. وإلى جانب غزة، وأصبحت جنين الآن رمزًا رئيسيًا للمقاومة الفلسطينية.
كتائب جنين ليست سوى واحدة من جماعات المقاومة الناشئة حديثًا، والتي تمثل خيبة أمل متزايدة من السلطة الفلسطينية وإحباطًا من الاحتلال الإسرائيلي المستمر.
كان أحد الأهداف الرئيسية للغارات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال العامين الماضيين هو سحق الجماعات الجديدة، كجزء من عملية تسمى "كسر الموجة".
وقال الجيش الإسرائيلي، إن هجومه الأخير على جنين أصاب منشأة لإنتاج الأسلحة وتخزين المتفجرات، بينما صادرت قواته قاذفة صواريخ بدائية الصنع.
وقال متحدث باسم الجيش للصحفيين، إن عملية يوم الاثنين كانت تهدف إلى "كسر عقلية الملاذ الآمن للمخيم، الذي أصبح عش الدبابير".
وأضاف المتحدث، إن الجيش يعتقد أن الحجم المتزايد للعمليات "سيقلل من الاحتكاك" وأشار إلى أنه قد يستمر اتباع تكتيكات مماثلة مع مواجهة القوات الإسرائيلية بمقاومة متزايدة على الأرض.

 

تصاعد العنف
وقالت "الجزيرة"، إن هجوم الاثنين يأتي مع استمرار تصاعد العنف والتوتر في إسرائيل وفلسطين. وأصبحت غارات الجيش الإسرائيلي في جنين ومدن أخرى شائعة منذ أكثر من عام، ويرد عليها الفلسطينيون بشكل دوري.
وبعد الغارة السابقة على جنين قتل مسلحان فلسطينيان أربعة مستوطنين إسرائيليين قبل أن يقتلوا هم أنفسهم. وأعقب ذلك سلسلة من الهجمات والغارات العنيفة من قبل المستوطنين الإسرائيليين الذين اقتحموا القرى الفلسطينية وأشعلوا النار في المنازل والسيارات.
ووافقت إسرائيل بعد ذلك على خطط لبناء آلاف المنازل الجديدة في مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة، وهي غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وذكرت "الجزيرة" قول محللون، إن التصعيد الحالي في جنين قد يكون جزءًا من محاولة رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" لاسترضاء وزراء اليمين المتطرف في حكومته، حيث لا يزال يواجه ضغوطًا داخلية من المعارضة في البلاد.
دعت الأمم المتحدة إسرائيل إلى وقف الخطط والامتناع عن استخدام العنف. وانتقدت الأمم المتحدة استخدام إسرائيل "للأسلحة العسكرية المتطورة" وحذرت من أن العنف في الأراضي المحتلة "يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة". كما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن المستوطنات والصراع.

https://www.aljazeera.com/news/2023/7/3/what-is-behind-israels-major-attack-on-jenin