تجددت الاشتباكات صباح اليوم الجمعة في العاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش وقوات الدعم السريع، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، وحلّق الطيران الحربي بكثافة مع دوي المدافع وتصاعد ألسنة اللهب والدخان.

وأفاد شهود، بأن مدينة بحري شمال العاصمة شهدت اشتباكات عنيفة، مع تحليق للطيران الحربي وسماع أصوات مدفعية.

وفي مدينة أم درمان غرب العاصمة، ذكر شهود عيان أن المنطقة شهدت قتالا بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ومطاردات في الشوارع.

وفي مدينة الأبيض مركز ولاية شمال كردفان بغرب البلاد أفاد شهود بأن قوات الدعم السريع ما زالت تحاصر المدينة من 3 محاور، وأنها اقتحمت مدينة بارا بالولاية ونهبت البنوك والصيدليات والمنازل.

وترجع الأهمية الاستراتيجية لمدينة الأُبيّض إلى وجود العديد من مستودعات تخزين المواد الغذائية والمساعدات الطبية التابعة لمنظمات الإغاثة وخاصة تلك التابعة للأمم المتحدة، إضافة إلى مطار المدينة، الذي يكتسي أهمية لوجيستية.

وسبق أن شهدت مدينة الأبيّض منذ اندلاع الحرب اشتباكات متقطعة، أدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه وتردي الخدمات الصحية في مستشفيات المدينة.

ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اتهامات ببدء القتال منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي، وبارتكاب خروق خلال سلسلة هُدن لم تفلح في وضع نهاية لاشتباكات خلَّفت أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وما يزيد على 2.8 مليون نازح داخل وخارج البلاد.

 

مخاوف من جبهات جديدة

واشتدت خلال الأيام الماضية، المعارك بين الحيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم بشكل أعنف باستخدام الأسلحة الثقيلة وقصف الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة.

واتسم الصراع بين الجيش السوداني والدعم السريع بأنه يجري داخل المدن، الأمر الذي جعل مناطق السيطرة بينهما متداخلة وغير ثابتة، مما يعقد الموقف أكثر حيث يتقاسم الطرفان أماكن السيطرة ويدافع كل منهما عن مكاسب ويسعى للمزيد.

ويظهر هذا الوضع بصورة خاصة في الخرطوم التي شهدت شوارعها قتالا عنيفا حول مقار استراتيجية تقع داخل المناطق السكنية، مما عرّض حياة المدنيين للخطر.

وتزداد المخاوف من اتساع رقعة الاشتباكات في ظل وجود حركات مسلحة ما زالت ترفع السلاح في وجه الحكومة، وهو ما حدث في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق حيث اندلعت معارك مع الحركة الشعبية -شمال بقيادة عبد العزيز الحلو الذي يقاتل منذ 2011.