قالت تقارير إن الجيش المصري يجري استعدادات داخلية منذ عدة أشهر لتهيئة جنوده وأفرع ووحدات القوات المسلحة بهدف إجراء مناورات عسكرية مع الاحتلال.

وبدا أن عبدالفتاح السيسي يحاول بشتى الطرق "التكفير" عن العملية الشريفة التي نفذها المجند المصري محمد صلاح إبراهيم، 22 عاما، في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بقتله 3 من الصهاينة وجرح اثنين، متجاهلا التحقيق فيما نقل عن الجندي المصري الشهيد صلاح الذي قتله الصهاينة بالمنطقة الحدودية نفسها وأخفت قواته خبر استشهاده وكان سببا رئيسيا في محاولة "صلاح" الثأر لدماء زميل السلاح فجر السبت 3 يونيو الجاري.
وقال مصدر أمني إن تحركات داخل الجيش المصري لاحتواء تداعيات عملية العوجة واستشهاد الجندي محمد صلاح، وضمان عدم تسرب روايات مخالفة للرواية الرسمية بين عناصر الجيش.

وعوضا عن التنسيق مع الجيش، تحرك السيسي دبلوماسيا، فوجه السيسي مندوبا عنه للمشاركة في ذكرى تأسيس الكيان الصهيوني الغاصب في ذكرى 5 يونيو 1967 إلى جوار 4 دول عربية في بروكسل/ بلجيكا بذكرى تأسيس "إسرائيل"!
وشارك ممثلون عن 5 دول عربية، في حفل نظمته السفارة الصهيونية في العاصمة البلجيكية بروكسل، في ذكرى تأسيس "دولة الاحتلال" 75.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مشاركة ممثلين عن مصر والأردن والإمارات والمغرب والبحرين، للمرة الأولى في الحفل الذي حضره عشرات السفراء وكبار المسؤولين في مفوضية الاتحاد الأوروبي، وأكثر من 40 عضوا في البرلمان الأوروبي ورؤساء الجالية اليهودية في بلجيكا.

وأضافت أن مندوبي الأنظمة العربية الـ 5 ظهورا بصورة لافتة في الحدث، وتلقوا تصفيقا من الحاضرين، وفق الصحيفة.

 

الانقلاب يقدم عميق التعازي"!

وانتقد نواب بالكنيست الصهيوني محمد زكي وزير دفاع السيسي رغم أنه وعبر "المتحدث باسم القوات المسلحة" قدم تعازيه إلى نظيره "الإسرائيلي" في أعقاب حادثة العوجة، التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود للاحتلال واستشهاد مجند مصري، فضلا عن تقديم السيسي (عميق) التعازي.

وأشار بيان متحدث القوات المسلحة المصري إلى أن الوزيرين ناقشا في اتصال هاتفي اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار حوادث إطلاق النار على الحدود.

وعلى مدار يومين تعمدت البيانات الرسمية للقوات المسلحة إخفاء بيانات المجند «محمد صلاح» منفذ عملية العوجة السبت الماضي 3 يونيو 2023 الذي كشفت عن هويته وسائل الإعلام العبرية.

وفي مارس الماضي كشف السيسي عن أسرار التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي، بشأن الوضع الأمني في سيناء، عام 2011.

ووصف السيسي في تصريحاته موقف الاحتلال الإسرائيلي بـ”التاريخي” الذي لا ينسى، مؤكدا أن الاحتلال “قبل مشكورا” أن يتم زيادة القوات المصرية في سيناء، والشيخ زويد.

وعلى مدار سنوات أعرب عبدالفتاح السيسي في عدة تصريحات لوسائل الإعلام الدولية عن رفضه أن تتحول سيناء لمصدر تهديد لدول الجوار في إشارة إلى الكيان المحتل.

وفيما يتعلق بالعملية الأخيرة التي نفذها المجند المصري «محمد صلاح» 22 عاما، فإن توجهات واضحة تبرز تعمد الجيش ووسائل الإعلام المصرية المقربة من النظام على إخفاء هوية الجندي وتفاصيل حقيقة عملية العوجة، إضافة إلى اعتقال شقيقه وعدد من أفراد أسرته وأصدقائه والتحفظ على مقتنياته الشخصية.

في المقابل، نشرت وسائل إعلام عبرية تفاصيل الحادثة ونتائج التحقيق التي أجراها الاحتلال الإسرائيلي حول الحادثة، وخلصت نتائج التحقيق الإسرائيلي إلى أن “الجندي المصري لم يتسلل عبر فجوة في السياج الحدودي ولم يتسلقه، بل دخل من معبر طوارئ مخصص لمرور القوات إلى الجانب المصري من الحدود عند الحاجة”.

وأضافت وسائل الإعلام العبرية أن الجندي غادر معسكره ليلاً وسار حوالي خمسة كيلومترات مسلحاً ببندقية كلاشينكوف قديمة وصولاً إلى المعبر، وكان بحوزته 6 مخازن ذخيرة وسكاكين كوماندوز ومصحف، وقطع الأصفاد الموضوعة على المعبر بسكين.

التحقيق المعدوم
ولا يجري الجيش تحقيقات ولو فعل لفعل فيما ندبه إليه القيادية العسكرية البارزة فيه رئيس أركان حرب القوات المسلحة في 1973، الفريق سعد الدين الشاذلي (الذي رحل في فبراير 2011) فقال إن "كل القادة العسكريين بجبهة سيناء برئاسة الفريق مرتجي كانوا مجتمعين في مبنى واحد بمطار فايد ينتظرون المشير عامر، وفوجئوا بأصوات الانفجارات التي هزت المطار معلنة بدء حرب 67 التي اندلعت ولا يوجد قائد مصري واحد على رأس قواته".
وأضاف "لو أن الكيان الصهيوني ركزت القصف على مطار فايد ونجحت في قتل كل قادة جبهة سيناء المجتمعين في مكان واحد، ومعهم نائب رئيس مصر والمسؤول العراقي البارز، ثم نائب القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عامر؛ لشكل ذلك بالنسبة لها مكسبا مهولا لم تكن تحلم بتحقيقه".
غير أن "الشاذلي" طلب بضرورة فتح تحقيق شامل لكشف تفاصيل هذه الأحداث المتتالية "الغريبة"!