لم يكترث السيسي أو تتحرق له شعرة وهو يشارك الصهاينة ذكرى تأسيس كيانهم الغاصب في ذكرى 5 يونيو 1967 الأليمة على قلب كل عربي ومصري، فللمرة الأولى، شارك ممثل عن السيسي و4 دول عربية في بروكسل/ بلجيكا بذكرى تأسيس "إسرائيل"!
 

وشارك ممثلون عن 5 دول عربية، في حفل نظمته السفارة الإسرائيلية في العاصمة البلجيكية بروكسل، في ذكرى تأسيس "دولة الاحتلال" 75.


وأكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مشارك ممثلون عن مصر والأردن والإمارات والمغرب والبحرين، للمرة الأولى في الحفل الذي حضره أيضا عشرات السفراء وكبار المسؤولين في مفوضية الاتحاد الأوروبي، وأكثر من 40 عضوا في البرلمان الأوروبي ورؤساء الجالية اليهودية في بلجيكا.


وأضافت أن مندوبو الأنظمة العربية ال5 ظهورا بصورة لافتة في الحدث، وتلقوا تصفيقا من الحاضرين، وفق الصحيفة.

 

مناسبات كاشفة

وكما هو حفل بلجيكا كاشف لأنظمة حظيرة التطبيع العربي، كان الفريق سعد الدين الشاذلي (رحل في فبراير 2011) رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق كاشفا في حوراه مع برنامج (شاهد على العصر) قبل نحو عقدين وهو يؤكد أن "كل القادة العسكريين بجبهة سيناء برئاسة الفريق مرتجي كانوا مجتمعين في مبنى واحد بمطار فايد ينتظرون المشير عامر، وفوجئوا بأصوات الانفجارات التي هزت المطار معلنة بدء حرب 67 التي اندلعت ولا يوجد قائد مصري واحد على رأس قواته".
 

وأضاف متعجبا عبر قناة (الجزيرة) "لو أن الكيان الصهيوني ركزت القصف على مطار فايد ونجحت في قتل كل قادة جبهة سيناء المجتمعين في مكان واحد، ومعهم نائب رئيس مصر والمسؤول العراقي البارز، ثم نائب القائد العام للقوات المسلحة المصرية المشير عامر؛ لشكل ذلك بالنسبة لها مكسبا مهولا لم تكن تحلم بتحقيقه".
 

غير أن "الشاذلي" طلب بضرورة فتح تحقيق شامل لكشف تفاصيل هذه الأحداث المتتالية "الغريبة"، مشددا على أن اندلاع حرب 67 من دون أن يكون أي قائد عسكري بجبهة سيناء على رأس قواته مسألة خطيرة "كان لا بد من التحقيق فيها" وهو ما يعني أن العسكر على نسيج واحد من عبدالناصر إلى السيسي.
 

فحتى الآن لم يجر أي تحقيق، في وقت بادرت فيه الكيان الصهيوني إلى إنشاء لجنة تحقيق ترأسها القاضي شمعون أغرانات بعد هزيمة حرب أكتوبرتشرين الأول 1973، وهي اللجنة التي أصدرت تقريرا كشف عن الأخطاء التي ارتكبها الجيش الصهيوني إبان حرب العاشر من رمضان.

 


بعلم عبد الناصر

تشير المذكرات والتقارير الصحفية أن "الزعيم" الراحل جمال عبد الناصر كان على علم بتوقيت اندلاع الحرب بعدما أبلغه سفير مصر بالاتحاد السوفياتي الراحل مراد غالب، الذي أكد ذلك في مذكراته وفي حديثه للجزيرة، ورئيس يوغوسلافيا وقتها جوزيف تيتو، الذي كان على علاقة جيدة بالرئيس المصري.

 

وتضيف هذه التقارير أن "عبد الناصر" أخبر القادة العسكريين بأن الكيان الصهيوني سيبدأ هجوما في 5 يونيو 1967، وطلب منهم الاستعداد لتلقي الضربة الأولى لإظهار الكيان الصهيوني في صورة المعتدية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لحماية المعدات المصرية وتخفيف آثار الضربة الأولى.

 

وأشارت التقارير إلى أن جمع قادة جبهة سيناء وكبار القادة السياسيين والعسكريين في مطار فايد صبيحة يوم الهجوم، وتُركت القوات في سيناء من دون قيادة، في وقت كان يفترض فيه أن تتخذ القيادة العامة العسكرية احتياطاتها للحفاظ على الجيش المصري ولا تجمع قادة جبهة سيناء في مكان واحد صبيحة يوم الهجوم، وكانت لديها التأكيدات من أعلى هرم الدولة أن الكيان الصهيوني ستضرب في ذلك التوقيت.


وقال تقرير ل"الجزيرة" أن مصادر مصرية، قالت إن "الرئيس المصري الراحل (عبدالناصر) لم يكن يتوقع أن تكون الضربة قاصمة ساحقة بتلك الطريقة، وربما ظن أن الجيش أخذ احتياطاته لتخفيف أثر الهجوم الأول، وكان من جهته يخطط للاستفادة من الاعتداء الصهيوني لتحقيق مكاسب سياسية خارجية وداخلية، لعل أهمها تحجيم دور المشير عبدالحكيم عامر، واستعادة السيطرة على الجيش.


وعبد الحكيم عامر في الروايات الناصرية من أوائل الذين انضموا إلى عبد الناصر في تنظيم الضباط الأحرار، وقد شاركه قيادته في كل المراحل المفصلية


لكن الذي وقع هو أن الكيان الصهيوني نجحت في تحطيم مقدرات الجيوش العربية وأسر آلاف الجنود، والسيطرة على سيناء والجولان، وعلى فلسطين كاملة بما فيها القدس الشريف، وذلك إلى جانب تدمير طيران وآليات دول الطوق.

 

وأعتبرت التقارير أن جمع قادة عسكريين وسياسيين من مصر والعراق صبيحة 5 يونيو 1967 بمطار فايد من أكبر الألغاز التي ميزت هذه الحرب، وما فتئ عدد من القادة العسكريين المصريين -ومنهم الفريق سعد الدين الشاذلي- ينادون بفتح تحقيق لكشف كل تلك الألغاز، على أن يشمل التحقيق أيضا الألغاز التي صاحبت حرب 73 هي الأخرى.


الدول الخمس

وانضمت الإمارات والبحرين والمغرب إلى مصر والأردن اللتين ترتبطان بمعاهدتي سلام مع الكيان الصهيوني منذ عامي 1979 و1994 على الترتيب.


وفي 14 سبتمبر 2021 ، سبق أن اجتمع وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" في اجتماع افتراضي، مع نظرائه من الكيان الصهيوني والإمارات والبحرين والمغرب؛ لإحياء الذكرى السنوية لتوقيع اتفاقيات إبراهيم (التطبيع).

وبحسب "أكسيوس" فإن الدول العربية التي كانت تطالب بالاحتفال في ذكرى التوقيع على "اتفاقيات إبراهيم" نهاية فترة حكم سلفه الجمهوري "دونالد ترامب" في منتصف سبتمبر 2020.

وفي 15 سبتمبر الماضي، وقع "بنامين نتنياهو" رئيس الوزراء الصهيوني السابق، ووزيرا خارجية الإمارات والبحرين على اتفاق التطبيع بين بلديهما وإسرائيل برعاية الرئيس الأمريكي السابق "ترامب".


يوم النكبة

ويحتفل الكيان الصهيوني بذكرى ما يسمى "يوم الاستقلال" الذي يتزامن مع ذكرى تأسيس الدولة على أنقاض الأراضي الفلسطينية عام 1948، ويطلق عليه الفلسطينيون "يوم النكبة".

وكانت البحرين والإمارات قد وقعتا في 15 سبتمبر 2020، اتفاقيتي تطبيع مع الكيان الصهيوني في البيت الأبيض، برعاية أمريكية، قبل أن يعلن المغرب لاحقا إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال.