قالت إذاعة جيش الاحتلال الصهيوني إن "إسرائيل" أبلغت مصر بإطلاق عملية عسكرية في قطاع غزة، وفقاً لوكالة أنباء العالم العربي. وأكدت إذاعة الجيش أن الرسالة وصلت مصر بعد دقائق من الضربة الجوية الأولى على غزة.
وجرى اتصال هاتفيا مساء الاثنين 8 مايو 2023، جمع عبدالفتاح السيسي زعيم الانقلاب في مصر وبنيامين نتنياهو، إلا موقع أكسيوس الأمريكي الذي يديره صهاينة، نفى أن يكون "نتنياهو على علم بموعد عملية غزة"؟!!!
إلا أن موقع "الجزيرة" نقل عن مصدر دبلوماسي لم يسمه، قوله إن عملية السهم الواقي خلفت غضبا مكتوما بين القاهرة وتل أبيب بسبب تجاهل الأخيرة المتعدة لضرورات الأمن القومي المصري.

وذكر المصدر ذاته أن اشتعال حدود مصر مع قطاع غزة المحاصر يتزامن مع الوضع المضطرب على الحدود الجنوبية مع السودان؛ بسبب تفجر الوضع هناك وعبور موجات من النازحين باتجاه القاهرة.

وتوقع المصدر الدبلوماسي أن يعاني الموقف المصري مزيدا من الارتباك هذه المرة، مشيرا إلى أن القاهرة فتحت قنوات اتصال إضافية مع كل من غزة وتل أبيب للوصول إلى التهدئة.

كما عبر مصدر دبلوماسي آخر عن تشاؤمه بشأن احتمال نجاح جهود التهدئة المصرية، معتبرا أن العملية العسكرية الإسرائيلية تأتي هذه المرة انعكاسا لأزمات داخلية يجري تصديرها للخارج، من دون أي اعتبار لأي من الشركاء الإقليميين ومن بينهم القاهرة.


مصدر "دبلوماسي"

ويبدو أن اتصال المصدر "الدبلوماسي" بـ"الجزيرة" يؤكد تقارير إعلامية، بعض أطرافها فلسطينية ومن غزة قالت إن قادة سرايا القدس الذين تم اغتيالهم فجرًا من قبل جيش الاحتلال، كانوا يتجهزون للسفر برفقة وفد من المكتب السياسي للحركة، إلى خارج قطاع غزة، وتحديدا إلى مصر بصحية "وفد قادة الجهاد إلى مصر التي أبلغتهم، الإثنين، أن بإمكانهم السفر من القاهرة إلى خارجها".
وأوضحت التقارير أن القادة كانوا متخفيين منذ فترة عن الأنظار، وبعد تلقي الإذن بالتجهز للسفر توجهوا لعائلاتهم لوداعهم قبل أن يتم قصفهم داخل منازلهم فجرًا.

 
رؤى وأعذار

بينما نقلت تقارير صورة أخف قتامة من تواطؤ السيسي وإن كانت تدين زعيم الانقلاب عبدالفتاح السيسي، في كونه أداة بيد الصهاينة، وقالت تلك التقارير إن "إسرائيل" حاولت توريط مصر باغتيالات عملية "السهم الواقي" التي أطلقتها في غزة فجر الثلاثاء، واستهدفت حركة "الجهاد الإسلامي"، بالتزامن مع إضطرابات السودان المتواصلة منذ منتصف الشهر الماضي.

ونقلت هذه التقارير عن علي حافظ الباحث ب"مركز دراسات الأهرام"  أن إعلان بعض وسائل الإعلام العبرية إبلاغ القاهرة بالضربات الأخيرة "هو محاولة لتوريطها وإظهار عجزها عن التحرك".

وأردف، "إسرائيل تستغل انكفاء مصر على مشاكلها الداخلية، وتسعى هذه المرة للوصول بالعدوان على غزة إلى مراحل جديدة غير مسبوقة".

ونقلت أيضا عن المحلل بمركز دراسات وادي النيل عمر حسين، أن إسرائيل تريد حصر جهود الوساطة المصرية في الضغط على الفصائل الفلسطينية لمنعها من الرد على اعتداءات الاحتلال.

إلا أن الصحفي المتخصص في الشؤون العربية شحاتة المصري، قال "مصر لا تمتلك حاليا كثيرا من أوراق الضغط، سواء على إسرائيل أو حتى على الإدارة الأمريكية"،  مضيفا "العملية الإسرائيلية الأخيرة التي تحمل اسم "السهم الواقي" أصابت جهود الوساطة المصرية "في مقتل" وضربت مصداقيتها لفترات طويلة".



إدانة "دبلوماسية"
 

 وفي بيان رسمي، دانت خارجية السيسي الغارات "الإسرائيلية" على غزة، كما دانت اقتحام مجموعة من المستوطنين المسجد الأقصى صباح الثلاثاء.

وطالبت بوقف هجمات المستوطنين التي تتم في الضفة الغربية والقدس المحتلة تحت حماية القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى استمرار الاقتحامات للمدن وآخرها نابلس.

وذكر بيان الخارجية المصرية أن الإجراءات الإسرائيلية والتصعيد المستمر "يتنافى مع قواعد القانون الدولي وأحكام الشرعية الدولية، ويؤجج الوضع بشكل قد يخرج عن السيطرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

 


تعليق الوساطة

وبحسب "العربي الجديد" تتجه القاهرة إلى تعليق وساطتها بين حكومة الاحتلال، وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إن المسؤولين المعنيين بالوساطة من الجانب المصري في حالة من الغضب الشديد بسبب ممارسات حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو.

وقال مصدر للموقع إن "هناك حالة من الارتباك داخل الفريق المصري المعني بالوساطة في جهاز المخابرات العامة، في ظل استياء بالغ من جانب القاهرة، التي تعتبر أن المسؤولين في حكومة الاحتلال يمارسون سياسة ممنهجة لتضليل الوسيط المصري".

وأكد الموقع أن "آخر اتصالات جرت بين الجانبين خلال محاولات منع التصعيد عقب الجولة الأخيرة من الهجمات، كانت هناك إشارات إسرائيلية واضحة بتنحية سياسة الاغتيالات، بعد التحذيرات المصرية" بحسب مصادره.

وبحسب المصادر جاء الهجوم "الاسرائيلي" في وقت كانت هناك محادثات مصرية إسرائيلية الأسبوع الماضي مرتبطة بالبحث عن آليات ممتدة الأثر تضمن استمرار الهدوء في قطاع غزة على المدى المتوسط، وهو الأمر الذي زاد من غضب المسؤولين في القاهرة، حيث لم تتطرق المحادثات مع المسؤولين الإسرائيليين، بحسب المصدر، لأية مؤشرات لتصعيد من جانب جيش الاحتلال.

وأوضح المصدر، الذي اشترط كذلك عدم ذكر اسمه، أنه كانت هناك محادثات غير معلنة جرت الأسبوع الماضي بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين، جرى خلالها التباحث بشأن آلية مصير حقل غاز غزة مارين، وإمكانية التشغيل المصري الإسرائيلي المشترك، مشيرا إلى أن المسؤولين المصريين فتحوا الباب مجددا للحديث عن صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس في إطار رؤية أشمل للهدوء في القطاع.

ورجح المصدر أن يكون السبب وراء هذا التضارب، هو الحسابات الداخلية في الحكومة الإسرائيلية غير المنسجمة، إضافة إلى عمليات الترضية لبعض مكونات الحكومة في محاولة من نتنياهو لمنع تفكك تحالفه.

وقال المصدر "حتى الآن فإن الرأي الذي يحظى بقبول أوسع داخل جهاز الوساطة المصري، هو وقف الاتصالات مع الجانب الإسرائيلي على الأقل خلال الساعات القادمة، مع الاكتفاء بقنوات الاتصال مع المسؤولين في الإدارة الأميركية لحين اتضاح الموقف".
أعلنت "سرايا القدس" استشهاد القادة جهاد شاكر الغنام، أمين سر مجلسها العسكري، وخليل صلاح البهتيني عضو مجلسها العسكري وقائد المنطقة الشمالية فيها، وطارق محمد عز الدين، أحد قادة العمل العسكري في صفوفها في الضفة الغربية.