دعت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" الولايات المتحدة إلى استخدام إفريقيا كسوق طاقة ومركز للموارد الطبيعية كما تفعل روسيا، مشيرة إلى أن روسيا تفعل ذلك لتكسب القارة في صفها.
وأوضحت في تحليل للكاتب "أكسل دي فيرنو": "في 13 أبريل، نظم المعهد الروسي للتطوير التكنولوجي لمجمع الوقود والطاقة جلسة لمناقشة التعاون في مجال الطاقة بين موسكو والدول الأفريقية". 
وأوضح الخبير "جابرييل أنيسيت كوتشوفا"، الذي شغل منصب سفير بنين في روسيا، أنه "في إفريقيا، ننتظر روسيا. سأخبرك بشيء لم يقال أبدًا اليوم: لقد سئمنا من أوروبا".
وبصفته خريجًا من جامعة جوبكين الروسية الحكومية للنفط والغاز ومواطن روسي، فإن "كوتشوفا" ليس معلقًا محايدًا. ومع ذلك، تدعم اتجاهات الطاقة الحديثة إعلانه؛ حيث تضاعف الدول الأفريقية وارداتها من النفط الروسي بشكل كبير استجابة للعقوبات الأوروبية وسقوف الأسعار، مما يمنح الكرملين مرونة إضافية في تمويل حربه ضد أوكرانيا.
تعاون بين إفريقيا وروسيا.


وفصلت "ذا ناشيونال إنترست": "استورد المغرب 600 ألف برميل من الديزل الروسي في عام 2021 بأكمله. وفي فبراير 2022 وحده، وصل ضعف هذا العدد تقريبًا إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط ​​في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا".
وتابعت: "في الشهر الماضي، استحوذ المغرب وتونس والجزائر على 30 في المائة من صادرات الديزل الروسية، والتي عادت لتوها إلى مستويات ما قبل الوباء".
وإلى جانب حقيقة أن المصانع لم تتعافَ بعد من قيود الوباء، تبحث الدول الأفريقية عن مساعدات خارجية من مصادر جديدة. 


وقالت "ليودميلا كالينيتشنكو"، الباحثة في الأكاديمية الروسية للعلوم، خلال الجلسة المذكورة: "أجزاء مهمة من المصافي الأفريقية معطلة أو محملة بشكل ناقص بسبب تدهور المعدات، ومشاكل الصيانة، والانقطاع في توريد المواد الخام". وفي الوقت نفسه، يتزايد عدد سكان إفريقيا بشكل مستمر.

وقالت "ذا ناشيونال إنترست": "وعلى هذا النحو، تواجه البلدان الإفريقية تحديين معقدين: نقص مصافي الطاقة وزيادة الطلب. وأحد الحلول التي اتبعوها هو تكثيف اعتمادهم على الواردات. وبناءً على ذلك، لجأت هذه الدول إلى شركات الغاز الروسية السعيدة للوصول إلى أسواق جديدة. واستفادت بعض الشركات الأفريقية من إعادة تنظيم الواردات والصادرات لخداع الدول الأوروبية الساعية إلى بدائل للطاقة الروسية التي كانت تتدفق في بحر البلطيق".


وفي المغرب، على سبيل المثال، اتهم أحد أعضاء البرلمان العديد من شركات الطاقة بتزوير وثائق حول منشأ الغاز الروسي الذي تمت إعادة بيعه بسرعة إلى أوروبا بسعر أعلى عند وصوله. ويُزعم أن هذه الشركات خلطت النفط الروسي مع مكوناتها المحلية لتخفيف الضغط عن عمليات الاستخراج المحلية وزيادة أرباحها من البائعين الروس والمشترين الأوروبيين. ومن الواضح أن الغاز الذي ترسله موسكو إلى إفريقيا لا يُستخدم بالكامل لتلبية الطلب المحلي.

تدهور العلاقات بين أوروبا وإفريقيا 
وأشارت "ذا ناشيونال إنترست" بخلاف الطاقة، تدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا خلال العقود القليلة الماضية؛ حيث تفسر تكتيكات التضليل الروسي، التي تم توسيع نطاقها منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، هذا الاتجاه بشكل جزئي.
وعلى الرغم من تأكيدات رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين" بأن الاتحاد الأوروبي "ليس لديه عقوبات على المنتجات الغذائية والزراعية"، أعرب الرئيس السنغالي "ماكي سال" مرارًا عن قلقه من أن القيود التجارية الأوروبية قد أعاقت الآليات التي تسمح للدول الأفريقية بالدفع مقابل الحبوب والأسمدة الروسية التي لا غنى عنها. وعلى الجانب العسكري، أدى عدم قدرة فرنسا على حماية مالي من الجماعات الجهادية إلى انسحاب كامل لقواتها في عام 2022. وأثار ذلك مشاعر معادية للفرنسيين في غرب إفريقيا، مما أدى إلى هجمات على الشركات والمباني الدبلوماسية بالإضافة إلى حرق الأعلام الفرنسية.

وغذت الدعاية الروسية هذا السخط؛ حيث وقعت شبكات التلفزيون التي تمولها الدولة في الكرملين مثل "روسيا اليوم" صفقات مع نظيراتها الإفريقية لتشتيت العقول عن الحرب المستمرة في أوكرانيا بينما كررت للجماهير أن فرنسا والولايات المتحدة أضرتا بالمصالح الأفريقية. ويضيف التسريب الأخير للمخابرات الأمريكية تفاصيل حول كيفية قيام المسؤولين الروس بالتخطيط لمبادرات الدعاية لـ "إعادة تنظيم" الرأي العام الأفريقي مع التأثير الغربي.


وأبرمت روسيا صفقات بشأن الموارد الطبيعية مع حوالي عشرين دولة أفريقية، تشمل توسيع نطاق استخبارات الأقمار الصناعية في البلاد.
وبهذا دعت "ذا ناشيونال إنترست" الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وصوت أمريكا وشركات النفط والغاز الأمريكية أن تتزامن جهودها لتحقيق عدة أهداف: أولها توسيع نطاق المساعدات الإنسانية، وثانيها توفير مزيدًا من الدعم للمنظمات الإعلامية المستقلة، وثالثها توفير بدائل تنافسية لإبحار النفط الروسي إلى الساحل الأفريقي.
وختمت المجلة قائلة: "يفكر الخبراء الروس بجدية في كيفية استخدام إفريقيا كسوق طاقة ومركز للموارد الطبيعية. على الخبراء الأمريكيين أن يفعلوا الشيء نفسه، مع التركيز على البلدان الأفريقية التي تتلقى مساعدات كبيرة من الغرب ومستعدة لمواجهة دبلوماسية الكرملين للغاز والطريقة التي صورت بها وسائل الإعلام الروسية الحرب في أوكرانيا".

https://nationalinterest.org/feature/africa-russia%E2%80%99s-new-resource-outlet-206432