قال بيان صادر عن معتقلين بسجن بدر 3 "العقرب سابقا"، إن الانتهاكات تتصاعد بحقهم على كافة المستويات، لدرجة إقدام بعض المعقتلين على الانتحار، ونقلهم إلى المستشفيات دون معرفة مصيرهم، علاوة على دخول مرشد جماعة "الإخوان المسلمين" الدكتور محمد بديع إضرابا كليا عن الطعام، احتجاجا على تلك الانتهاكات.
وطالب البيان، المنظمات الحقوقية والدولية سرعة التدخل لإنقاذ المعتقلين مما وصفوه بـ جحيم "الموت البطيء"، الذي تنفذه سلطات الانقلاب بحق المعتقلين.
ونوه البيان إلى أن تلك الانتهاكات وغيرها دفعت المعتقلين لفتح كافة النظارات (نوافذ صغيرة) الخاصة بالأبواب الإلكترونية عنوة، وتغطية كاميرات المراقبة المتواجدة بالغرف، كإجراء احتجاجي، علاوة على دخول بعضهم في إضراب كلي، الأمر الذي واجهته الإدارة بمزيد من التعسف حيث قامت باستدعاء القوة الضاربة والأمن المركزي و اقتحموا الغرف وتم توزيع بعض الغرف على زنازين التأديب الانفرادية.
وكأظهر البيان أيضا بعض الأحداث التي وقعت داخل السجن خلال الأيام الماضية، بسبب الانتهاكات، حيث أقدم معتقل يدعى "حسام أبوشروق" على شنق نفسه، ولم يستطع من معه في الغرفة إنقاذه، نظرا لضعفهم الشديد جراء الإضراب عن الطعام، وتم نقله إلى المستشفى بين الحياة والموت.
ولفت البيان أن معتقل آخر ويدعى محمد ترك أبويارا أقدم على قطع شرايين يده، بعد رفض إدارة السجن تنفيذ طلبه بالاطمئنان على بعض ذويه المتواجدين في تركيا بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، وأيضا تم نقله إلى المستشفى ولا يعرف مصيره، وهو نفس ما فعله معتقل آخر يدعى عوض نعمان، وتم نقله أيضا لمستشفى السجن دون معرفة مصيره.
وتابع البيان أنه نتيجة للتدخل من القوة الضاربة بوحشية مع المعتقلين حدثت أزمة قلبية حادة جدا لمعتقل يدعى طه، وبعد الطرق على الأبواب لإسعافه تمت الاستجابة بعد الواقعة بساعات، ما أدي إلى انقطاع تام في النفس وزرقة شديدة في الوجه، ولا يعلم عنه أي شيء أيضا.
ولفت البيان دخول المرشد العام للإخوان، محمد بديع في إضراب كلي نتيجة للمعاملة السيئة من قبل إدارة السجن معه، وعدم الاستجابة له في الذهاب للمستشفى، بالإضافة لعدم السماح له بحضور الجلسات أمام النيابة.
وبين البيان إلى أن حالات محاولة الانتحار وإيذاء النفس تتزايد بشكل كبير بين المعتقلين، نتيجة المعاملة السيئة والتي تزداد يوما بعد يوم.
ومنتصف فبراير الجاري، نقلت وكالة "رويترز" عن أقارب سجناء وجماعات حقوقية قولهم، إن سجن "بدر" الذي وصفته مصر بأنه نموذج للإصلاح وتحتجز فيه بعض أبرز السجناء، يحرم النزلاء من الرعاية الصحية ويخضعهم لمعاملة عقابية تشمل العزل.
وقبل أسابيع قليلة، قالت الجبهة المصرية لحقوق الإنسان والشبكة المصرية لحقوق الإنسان، إن 4 سجناء توفوا في سجن بدر العام الماضي بسبب الإهمال الطبي، من بينهم علاء السلمي (47 عاما) الذي كان مضربا عن الطعام لمدة شهرين بسبب ظروف الاحتجاز.
وتقدر جماعات حقوقية أن عشرات الآلاف سُجنوا بسبب المعارضة السياسية لرئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي، ويشكون منذ فترة طويلة من انتهاكات بما في ذلك التعذيب الممنهج وظروف الاحتجاز التي تهدد الحياة.