أعلن رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رسمياً وقف التنسيق الأمني بشكل كامل مع الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن هذا القرار نهائي لا رجعة عنه!

ومنذ اللحظات الأولى لاغتيال 9 مقاومين برصاص الإحتلال الصهيوني في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، تسربت تقارير عن عزم السلطة الفلسطينية إعلان إلغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال.

وقال مراقبون إنها ربما المرة الألف التي تعلن فيه السلطة إلغاء التنسيق الأمني، وفي المقابل لدى السلطة الفلسطينية عشرات المقاومين الفلسطينيين في السجون بتهمة مقاومة الاحتلال!

وصباح الخميس -حيث المجزرة- تعرض منسق الكتلة الطلابية عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، للضرب والاقصاء خلال كلمة ووقفة تضامنية مع شهداء جنين، من منتسبون لقوات أمن السلطة لم يعجبهم وصف سلوكيات حسين الشيخ ورئيس مخابرات السلطة بوصف الخونة والعملاء التي وجهها لهم الطلاب.

واستنهض المراقبون منذ وقوع مجزرة جنين صباح الخميس أن تعلن السلطة هذا القرار وقال الصحفي القطري جابر الحرمي"جنين تودع أقمارها الذين ارتقوا خلال عدوان الاحتلال على المخيم وارتكابه مجزرة جديدة ارتقى خلالها 9 شهداء.. ألم يحن الوقت أن تتوقف السلطة عن التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني..؟.. ألم يحن الوقت أن يتوقف العرب عن التطبيع المجاني مع الكيان الصهيوني..؟".

وتعرض مخيم جنين لمجزرة صهيونية بشعة أسفرت عن ارتقاء 9 شهداء، ويأتي الاقتحام في ظل تواطؤ مستمر من السلطة الفلسطينية عبر التنسيق الأمني وملاحقة المقاومين، كما تأتي المجزرة بعد يومين من استقبال رئيس حكومة الإحتلال بنيامين النتنياهو من قبل السلطات الأردنية المطبّعة.

وقالت الفلسطينية سلوى عمر "قلتها مرارا وأكررها للمرة المئة وهذه قناعتي، مجزرة اليوم وكل يوم في جنين ما كانت لتحدث لولا الذين جنحوا للتطبيع مع العدو، ولولا التنسيق الأمني والتضييق على المقاومة وحصار غزة ما كانت هذه الدماء الطاهرة لتسيل بهذا الزخم المفجع، شعبٌ عظيم وقيادة متواطئة هزيلة أمران لا يستقيمان!".

وعلق المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة على "اجتماع لقيادة رام الله برئاسة عباس؛ إثر مجزرة اليوم.. قال البيان الختامي: "نعتبر أن التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال لم يعد قائما اعتبارا من الآن". قائلا: ".. هذا الفيلم شاهدناه في محطاب مشابهة، وتابعنا ذات القرار من "الوطني" و"المركزي"؛ ثمّ ما لبث عباس أن تجاهله .. وعادت ريما لعادتها القديمة!".

أما المحلل الفلسطيني د. ابراهيم حمامي فتساءل مستبعدا "هل سيصدقون هذه المرة؟.. تقارير اعلامية تتحدث عن اعلان من قبل السلطة الفلسطينية الساعة 5:30 عن ايقاف التنسيق الامني مع الاحتلال...".

وكأنه يلمح إلى ما أعلنته (القناة 12 الصهيونية) و(التلفزيون المصري) من أن "السلطة الفلسطينية أبلغت إسرائيل على وقف التنسيق الأمني معها".. فضلا عما أعلنته (الولايات المتّحدة) في تصريحات أولية "عن أسفها لقرار السلطة الفلسطينية وقف التنسيق الأمني مع #إسرائيل بعد مقتل تسعة فلسطينيين على الأقلّ في عملية عسكرية إسرائيلية بالضفة الغربية المحتلّة، مؤكدة أنه "ليس القرار الصائب" في هذه اللحظة"!!

المحلل والصحفي عبد الباري عطوان قال "السلطة الفلسطينية قررت وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال احتجاجًا على مجزرة جنين خطوة شجاعة وبطولية إذا كانت صحيحة وجادة فالعبرة بالتنفيذ لقد لدغنا من هذا الجحر عدة مرات والله اعلم بالسرائر وما علينا الا الانتظار".

غير أن فلسطينيو الداخل أعادوا تصريحات نزار بنات الذي قتله ضباط السلطة بالرصاص الحي وكأنه صهيوني فكتبت ليان "نزار بنات: "التنسيق الأمني لا يمكن إيقافه إلا  بحل الأجهزة الأمنية؛ كَذّابين، عمركم ما وقّفتوا التنسيق، لأنّه التنسيق الأمني بدمكم".. رحِم الله بَنات، حين قَذف بالحَق على البَاطل فدمغ بِها الكذّابون المُزيَفون.".

وأضافت في تغريدة تالية "نبيل أبو ردينة الذي أعلن القرار الكاذب بشأن وقف التنسيق هو ذاته قالها سابقًا أن التنسيق الأمني هو نوع من السيادة الفلسطينية، حسين الشّيخ المتصهين الحقير قال أن التنسيق الأمني لخدمة الشعب الفلسطيني، وعجوز المقاطعة الأكبر قال أن التنسيق الأمني مقدس، " وتساءلت "هل نبدو سُذّج لتصديق أكاذيبكم؟".

أما مُنى حوّا  فاعتبرتها نوع من السخرية "السلطة الفلسطينية وبأسمج كوميديا السوداء، تقرر وقف التنسيق الأمني مع "إسرائيل" ردًا على مجزرة! يا لطيف.. وكأن الخبر يقول: سأوقف عمالتي والتعاون على قتلك، ردًا على قتلك! تقرأ الخبر وأنت تتابع صور شهداء #جنين واثنين منهم غطوهم بالكامل من شدة التفحّم والتشويه. أصلًا ما فعلوها لولاكم".

وأضاف خالد عودة الله "بعيداً عن“سيريالية” أنه سلطة وطنية ترد على مجزرة ضد شعبها باعلانها وقف عمالتها لمرتكبها،فالكل يعلم أن التنسيق الأمني منذ زمن لم  يعد تنسيقا مركزيا،وأن علاقات أمنية متشعبة وعابرة للرتب قد نشأت وتوطدت ما بين طرفي التنسيق ولم يعد قرار وقفه رسميًا يعني  شيئاً على الأرض".

وفسر إياد ماذا يعني قرار السلطة "التنسيق الامني اسطورة خلقوها واستطاعوا الاختباء وراءها لسنوات ، تتلخص اسطورتكم "ان فلسطيني يسلم اخوه الفلسطيني"وجدت للهجوم على كل ما هو فلسطيني ،شيطنة الاجهزة الامنية على مدار سنوات رغم انهم يرتقوا شهداء يوميًا في كل الميادين، اليوم السلطة توقف هذه الاسطورة ماذا انتم فاعلين !!".