تتفاقم معاناة المعتقلين في سجن "بدر3" الذي يصفه مراقبون بأنه "جوانتنامو مصر" بشكل ينذر بقتل كل من تضمه تلك القلعة الحربية التي احتجز فيها الآلاف من أبناء مصر بدون ذنب إلا الاختلاف في الرأي والمواقف مع سلطو الانقلاب العسكري.

وتزيد المعاناة بسبب الأوضاع القاتلة التي يعيش فيها المعتقلون والتي تصر عليها سلطات الانقلاب انتقاما من المحتجزين داخله وقتلا لهم بالبطىء.

من جانبها حصلت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" على رسالة مكتوبة بخط اليد من داخل سجن بدر 3، حملت عنوان "احنا بنموت" يستغيثون فيها من انتهاكات جسيمة يتعرضون لها. 

وأشار العتقلون في رسالتهم إلى استمرار انتهاك حقوقهم خاصة مع سوء ظروف الاحتجاز وسوء المعاملة والرعاية الصحية المتدنية وسوء التغذية والبرد القارس في ظل نقص الشتاء وعدم دخول الملابس الشتوية وانتشار الأمراض المزمنة بين المعتقلين؛ ما أدى إلى وفاة عدد من المعتقلين منهم علاء السلمي وحسن دياب وحمدي سعد فتوح.

ويشير المعتقلون، في رسالتهم، إلى أن هناك عدد منهم أعلن الإضراب والاعتراض على انتهاكات الأمن الوطني وإدارة السجن ومصلحة السجون، إلا أنه يتم التنكيل بهم بشكل أكبر عبر تجريد المعترضين علي الانتهاكات من الملابس والبطاطين في هذا البرد الشديد وإيداعهم التأديب بلا طعام إلا رغيف واحد يوميا وبدون دواء. 

ويضاف إلى سلسلة الانتهاكات الإيداع فيما يسمى "التأديب"، حيث يتم إيداع السجين في غرفة 1,5 * 3 متر بلا أي محتويات غير البلاط والطعام اليومي رغيف واحد وقطعة جبن.

وكان أحد المعتقلين اعترض على أحوال السجن فتم إيداعه التأديب وقام بالإضراب لمدة 16 يوما دون أن يلتفت إليه أحد ما اضطره إلى إنهاء الإضراب حين شارف على الموت. 

وأشار المعتقلون في استغاثتهم إلى أن المعتقلين في سجون بدر يتعرضون لقتل ممنهج، وطالبوا بوفد ولجنة من منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة لتطمئن على حالة المعتقل الأسوأ في مصر.

واعتبرت منظمات حقوقية أن تصاعد الوفيات في سجن بدر الجديد “ينذر بكارثة إنسانية، نتيجة لتدهور الأوضاع والظروف المعيشية والصحية داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية”. كما اعتبرت أن السجن الجديد أسوأ حتى من سجن طرة شديد الحراسة، المعروف بـ«العقرب»، سيء السمعة، واصفين إياه بـ«جوانتانامو»،

إلى جانب هذا، يتعرض السجناء لانتهاكات أخرى خلال جلسات تجديد حبسهم. على الرغم من أنه لا يفصل سجن بدر عن محكمة بدر التي تنظر جلسات تجديد حبس ومحاكمة المتهمين في قضايا إرهاب سوى سور كما كان الوضع خلال وجودهم في طرة، إلا أن إدارة سجن بدر3 لا تنقل السجناء إلى المحكمة، وإنما يتم نظر جلسات محاكمتهم أو تجديد حبسهم عبر الفيديو كونفرانس.