في الوقت الذي تصر فيه المخابرات السعودية من خلال الذباب الإلكتروني ووسائل الإعلام المحلية على تصوير الدكتور عوض القرني على أنه "خارجي" و"إرهابي خطير"، قال معارضون للحكومة عبر هاشتاج (انقذوا عوض القرني) أنه أحد دعاة الإصلاح ولديه متابعة قوية عبر السوشال ميديا تبلغ نحو مليوني متابع في تويتر فقط كانت تغريدة منها سببا في اعتقاله وربما إعدامه.

فلليوم الثالث على التوالي، تستمر الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى "إنقاذ" الداعية والأكاديمي السعودي عوض القرني (66 عاما) والإفراج عنه إثر أنباء عن مطالبة الادعاء العام في المملكة بإعدام الشيخ المعتقل منذ عام 2017.

ونقلت "الجارديان" البريطانية عن ناصر نجل عوض القرني، الذي خرج من المملكة قبل بضعة أشهر وطلب الحماية في المملكة المتحدة، أن المدعين العامين في السعودية طلبوا عقوبة الإعدام لوالده على خلفية التهم الموجهة إليه بإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتوجيه رسائل "معادية" لحكام المملكة.


وغرد "ناصر" عبر حسابه على تويتر @NasserAwadQ قائلا: "يا الله، أبي الذي طالما أغلق باب المساومات على دينه ووطنه.. احرسه بعينك التي لا تنام وأعطه حريته".

وكان "القرني" اعتُقل في سبتمبر 2017 في أول حملة قمع أعقبت صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحت مسمى "الإصلاح" والقضاء على تيار الصحوة الديني بدعوى الإرهاب والتشدد.

وقال حامد عبد العزيز: "اللهم اخرج عبدك الفقير اليك الشيخ #عوض_القرني من السجن واعده لداره سالما معافى وعليك ربي بالحكام الظالمين".

واستعارت جميلة Jamila مقولة الرئيس الشهيد محمد مرسي: "لا تقتلوا أسود بلادكم.. فتأكلكم كلاب أعدائكم ..".

وعن تبعية الذباب المذهلة وإلغاء تفكيرهم قالت مي Maae : "اقسم بالله لو أن مجنونهم المدمن للمخدرات قال لهم اعبدوا الأصنام لعبدوها! .. أتى زمان اصبح للعبيد رأي.. حينما يدافع شيخ عن دين الإسلام وما يلقى عليه من قبل الغرب يسجن ويحكم بالإعدام بحجة أن الواتس الخاص به يهددهم !.. وبعد تلك التهمه نسج عبيد المجنون الكثير من التهم له".

وأضاف آخر "بن سلمان ديكتاتور لايسمع إلا صوته هو مثل عبدالناصر والسيسي وغيرهم الذين تسلطوا على علماء الأمة الأفاضل واعتقلوهم وقتلوهم نسال الله أن يخلصنا منهم ومن أمثالهم وأن يحفظ علمائنا الأفاضل من شرورهم.".

وغرد عدي التميمي عدة تغريدات قال في إحداها: "لو كان الشيخ عوض القرني مداهنا للساسة كبعض علماء المال لما اعتُقِل ولما تهدد بالإعدام".

وفي الثانية نقل عن "الشيخ الحسن بن علي الكتاني رئيس رابطة علماء المغرب العربي: "الحكم الصادر بإعدام الشيخ عوض القرني كارثة وجريمة نكراء، توجب على جميع المسلمين رفضها واستنكارها، وإلا فستتكرر جريمة قتل المصلحين والدعاة".

وبدوره، طالب حساب "معتقلي الرأي" المعني بالسجناء السياسيين في المملكة، والذي يتابعه أكثر من 455 ألف شخص في تويتر، بـ"الإفراج الفوري عن الداعية عوض القرني وإسقاط جميع التهم الجائرة ضده"، قائلاً إنه خلال فترة اعتقاله تعرض لـ"العزل الانفرادي" و"إهمال صحي ودوائي تسبب بدخوله المستشفى".

 

وقالت الناشطة نورة الحربي: "سيكتب التاريخ أنه في حين أن الكثير من الشعوب تتمتع بالحريات وتمتلك حرية في التعبير عن الرأي، السعودية تحكم بإعدام الشيخ عوض القرني لمجرد تعبيره عن الرأي"، مستدركةً بأنه "لا يجوز الصمت أمام هذه الانتهاكات بعد".

 

وكدليل على شجاعته، تداول كثيرون مقطع من مناظرة تلفزيونية سابقة للشيخ القرني يقول فيها: "أنا لا أستدر عطف أحد. أنا دخلت السجون، ومُنعت من الكلام، وفُصلت من الجامعة، ومُنعت كتبي بسبب تحريضكم، وأنا لم أستدر عطف أحد ولم أطرق باب مسؤول ولم أسأل شيئا لنفسي على الإطلاق… بقيت 16 عاما ما تكلّمت، ما كتبت حرفا.. أنا أعبر عن نفسي وعن ضميري وعن ديني وعن عقيدتي، وأحمي مقدسات أمتي ومجتمعها وشبابها وأجيالها".