كان مقتل المواطن صابر فرج قرية ميت السودان، التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية، على يد أحد جيرانه بمسجد القرية مثالا من عشرات الأمثلة على الانحلال الأخلاقي والديني الذي أصاب الدولة المصرية في مقتل منذ النقلاب على الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي عام 2013، لتنضم تلك الجريمة المروعة لمجموع الجرائم الكبيرة والمتكررة منذ بداية الانقلاب.
الانحلال والاضمحلال المجتمعي يحدث عادة عندما ينفصل ما يقدر على فعله الحاكم والمسؤولون التابعين له عما يتوجب عليهم فعله، فلا يتصدون للمشاكل الحقيقية، ويعملون على حلها بحزم وفي الوقت المناسب وبالوسيلة المناسبة، وذلك بسبب ما ينتابهم من بلادة أو لجهلهم وعجزهم وخوفهم، فالمسئول الذي يجهل عملًا ما يعجز عادة عن تنفيذه.


جريمة مروعة في المحراب
رغم الانحلال المجتمعي لم يكن أحد أن يتوقع أن تحدث جريمة قتل داخل مسجد بل وفي صلاة الجمعة، لكن تلك الجريمة تضع ناقوس الخطر على الاستهانة بمقدسات الأمة فصلاة الجمعة التي يستعد لها المسلمون من بعد فراغهم من صلاة الفجر والتي تمثل قدسية كبيرة للمسلمين، لكننا بالفعل قد أوصلنا الانقلاب لمرحلة من عدم الوعي الديني.
ففي صلاة الجمعة الماضية أقدم شاب على ذبح جاره بسكين داخل مسجد قرية ميت السودان، التابعة لمركز دكرنس بمحافظة الدقهلية أثناء أداء صلاة الجمعة، حيث دخل هذا المجرم المسجد خلال سماع المواطنين بالقرية لخطبة الجمعة وأخرج سكينا من طيات ملابسه وهاجم الشاب والمعروف بين أفراد القرية نظرا لما يتمتع به من سمعة جيدة، حيث كان المجني عليه في الصف الأول في الصلاة، بينما كان المتهم في الصفوف الأخيرة، واستغل انشغال المصلين بالصلاة، وتحرك حتى أصبح خلف المجني عليه مباشرة، وخلال قيامه من السجود نحره بالسكين.


تزايد معدلات الجرائم في عهد السيسي
لمت تكن جريمة المسجد هي الأقوى في عهد السيسي بل سبقتها هدة عدة جرائم هزت المجتمع المصري ولم نكن نسمع عنها إلا بعد مجيئ السيسي مغتصبا للحكم، فشهدت مصر جرائم مروعة نتجت عن حالة الانحلال الأخلاقي والتفكك الأسري؛ فزادت جرائم السرقة والخطف والزنا والقتل، كما تزايدت معدلات الانتحار والطلاق وتضخمت أرقام أطفال الشوارع والمتشردين، وتصدرت جرائم هزت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي:
ومن أحد تلك الجرائم المروعة حالة تحرش رجل أربعيني لطفلة عمرها 4 سنوات في مدخل إحدى العمارات بالمعادي، ولولا إحدى الموظفات بأحد معامل التحاليل التي رصدت الجريمة عبر كاميرات المراقبة وخروجها بسرعة وإنقاذ الطفلة الصغيرة ثم رفع الفيديو للتعرف على المجرم، لفر المجرم بجريمته وتمكن من هتك عرض الطفلة البريئة.
ونرصد معكم جريمة أخرى بعدما أقدمت أم تجردت من الأمومة بقتل طفلتها شنقا بيدها بمشاركة أخيها وعمها، ثم وضعتها في "جوال"، ووضعت قالبين من الطوب، وألقت بجثة الطفلة في ترعة المريوطية بالقرب من الهرم.
وجاءت تفاصيل تلك الجريمة النكراء والتي حدثت في مدينة أوسيم بالجيزة، بعد قيام الأم بخيانة زوجها وانجاب الطفلة من "الزنا" ليحتفي بها الزوج المخدوغ وأقام لقدومها عقيقة كبرى نحر فيها جملا ودعا كثيرا من أقاربه وأصدقائه وجيرانه، لكن رائحة خيانتها فاحت؛ حتى حذر الأصدقاء الزوج المخدوغ؛ فاستحوذت عليه الشكوك، فواجهها بما يتردد على ألسنة الناس حتى اعترفت بعلاقتها مع آخر، فهددها برفع دعوى زنا، فهددته بأنه إذا فعل ذلك ستقتل الطفلة وتتهمه بقتلها.
أخذ الزوج الطفلة (18 شهرا) وأجرى تحاليل "DNA" التي تحدد صحة النسب، فكانت الصدمة التي اكتشف خلالها أنه عقيم لا ينجب، وأن الطفلة ليس من صلبه بالطبع، فرفع دعوى زنا ضد زوجته، ما دفع الزوجة لارتكاب تلك الجريمة.

 

ذبح 3 فتيات بداعي الحب
شوهد في الآونة الأخيرة بـ 4 محافظات مختلفة، بدأت بقتل محمد عادل لزميلته نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة وإزهاق روحها عقابا لها على عدم مبادلتها هذا الحب، ومرت سهام الانتقام في قلب سلمى بالزقازيق فأسكته، نهاية بطالبة المنوفية أماني والتي أغمضت عينيها إلى الأبد ضحية لهذا الحب الزائف، فقد أيقظت روحها وهي تفيض إلى بارئها روحي نيرة أشرف وسلمى بهجت، ومن يدري لعلها قد قابلتهم يشكون ثلاثتهن إلى ربهم - بآي ذنب قُتلنا، وبأي عذرا أزهقت أرواحنا وأي مجتمع عشن به تسبب في إذهاق أرواحهن البريئة.

 

دراما رمضان بلطجة وخمر وعُري 
لم يعد شهر رمضان كما كان؛ فمع اغتصاب السيسي للسلطة وجه آلته الإعلامية لإلهاء الشعب عن الفشل الذريع الذي يتماشى معه كظله، وكان شهر رمضان المبارك هو الكنز الذي استغله السيسي لإلهاء المواطنين فمع كل رمضان تنطلق الدراما الرمضانية والإعلانات التجارية، والتي يطغى عليها كل عام مظاهر بذخ وترف، وشرب خمر وعري، وإثارة وعنف، وجرائم قتل وتحرش واغتصاب؛ في سباق لإلهاء المشاهدين.
وانتقدت الإعلامية شهيرة أمين قائلة: " لیه مسلسلات رمضان لازم یکون فیها خمره وستات ملط ومخدرات کانهم قاصدین یستفزوا.. یاجماعه انا مش متدینة زیادة ولا حاجة لکن ده شهر الصلاة والصوم حبک یعنی!ومش قصدی خالص اننا نقلب السعودیة و نسمع قراان 24 ساعه (ولو ان اللی عاوز یعمل کده هو حر ) ممکن دراما هادفة ولها رسالة ومعنی"
ووصفت الكاتبة الصحفية مي عزام ما يُعرض على شاشة التليفزيون في رمضان بأنه "تسليع مهين لمعنى كبير"، وكتبت عبر صفحتها بـ"فيسبوك": "رمضان ليس ألاعيب رامز المخبولة، ولا إعلان شريهان الفخم، ولا التحلق حول سفرة عامرة علي الساحل، أو أكتوبر، وكل من حولها سعداء مبتسمَون للكاميرا خاضعون لتعليمات مخرج الإعلان لإظهار السعادة الغامرة التي يعيشونها".
وأضافت أن رمضان ليس مسلسلات فرضت علينا، ولا إعلانات تدغدغ رغباتنا الدفينة، رمضان ليس الاستعراض والمظهرة.