كيف يؤثر الخوف من العقاب على شخصية الطفل، من منا لا يتذكر “حذاء” والدتها أو “حزام” والدها، فقد كانوا جميعًا هناك عندما نرتكب الأخطاء، لكن هل هذا هو أفضل حل لعلاج أخطأنا؟ هل العقوبة بهذه الطرق أو غيرها، بما في ذلك الإيذاء النفسي أو الجسدي مجدية، وهل هي الطريقة الوحيدة لتربية الطفل وتأديبه؟ لكن ماذا لو رفض منهج التربية الإيجابية الحديث المعاقبة؟ فما هي البدائل وكيف نطرحها دون معاقبة؟ سوف نقدم لكم أجوبة على كل هذا، والمزيد من المعلومات فتابعونا حول عقاب الطفل والخوف وشخصيته .


كيف يؤثر الخوف من العقاب على شخصية الطفل

يعلم الأطفال أنهم إذا خالفوا القواعد، فيتعين عليهم مواجهة العواقب السلبية لفعل ذلك، لكن العقوبة لا تعلم الأطفال كيفية احترام هذه القواعد، ولا تعلمهم أن يكونوا أشخاصًا مسؤولين يحترمون القواعد، أما بالنسبة للتعليم الإيجابي، فهو يهدف إلى تعليم الأطفال السلوك الصحيح، وكيفية جعلهم أشخاصًا صالحين يمكنهم التصرف بمفردهم.


يمكن للعقاب أيضًا أن يتسبب في تأخير الأطفال للسلوك غير اللائق بدافع الخوف فقط، أو رغبة منهم في الحصول على المكافأة أو، الخوف على سلامتهم في حالة التعرض للإيذاء الجسدي.


أما بالنسبة للتربية الإيجابية، فهي درست جيدًا كيف يؤثر الخوف من العقاب على شخصية الطفل، واستبدلت هذا الأسلوب بتشجيع الأطفال على التمييز بين السلوك الصائب والخطأ، وتنمي الشعور بالمسؤولية والثقة بالنفس، والقدرة على التمييز بين السلوك الصائب والخطأ.


هل ضرب الأطفال ضروري لتربيتهم

هذا سؤال يبحث الكثير من آباء الأطفال عن إجابات له، ويبحثون كذلك عن إجابة لسؤال آخر هو كيف يؤثر  الخوف من العقاب على شخصية الطفل، خاصةً في السنوات الأولى وطوال الطفولة، لذلك حتى في سن المراهقة يمكن النظر في هذا النهج، ولكن هناك بالفعل بدائل تربوية يمكن استخدامها، وسنقوم بشرح هذا على النحو التالي:


علم الطفل أن لكل فعل استجابة

كل فعل له استجابة أو نتيجة، ودورنا كآباء هو توضيح عواقب أفعالهم أو أقوالهم وتأثيرها على نفسهم والآخرين، لكن عليك الانتباه إلى الفرق بين النتائج الطبيعية والنتائج الاصطناعية.


النتائج الطبيعية مثل السقوط من السرير والشعور بالألم بعد تحذيره مرارًا وتكرارًا من القفز من السرير إلى الكرسي المقابل، يتم تحقيق نتائج مصطنعة في حالة المواقف المختلفة، مثل رفض امتيازات معينة بعد تحذيرهم بعدم القيام بشيء عدة مرات.


مثال على العواقب الطبيعية: لا تضرب أخيك، فهذا سيؤذيه، لا تمشي حافي القدمين في الحديقة، فقد تؤلمك قدميك، أخبرني عندما تكون مستعدًا من أجل ارتداء حذائك، أما المثال على العواقب الاصطناعية هي الحرمان من المال، لن تذهب إلى النوادي، وتخبر أطفالك أنها نتيجة عصيانك لشيء ما.


لا تقلل من شأن مشاعره

أخبر طفلك أنه من الطبيعي أن تكون لديه مشاعر مثل الغضب أو الحزن أو الاكتئاب، وأنه من الشائع التقليل من شأن مشاعر طفلك وعدم الاهتمام بها، لكن الأفضل أن تعلمه أسماء مشاعره وكيفية التعبير عنها، سواء كان ذلك برسم الصور، أو القفز، أو الوضوء، أو تغيير المواقف، إذا كان جالسًا فليقف أو يمشي.


كيف يؤثر الخوف من العقاب على شخصية الطفل؟ إدراك خطورة تعرضه للضرب سوف يجعلك تتعلم كيف تجعل طفلك يشعر أنك لا تستهين بمشاعره؟ وهذا من خلال تحدثك إليه وقل له تبدو محبطًا، هل تريد مساعدتي؟ تبدو حزينًا وأنا آسف جدًا لما حدث لك.

لا تتوقع الكثير

يجب أن تدرك أن استجابة طفلك تتناسب مع عمره، لكن المجتمع لديه توقعات عالية من الأطفال، لأنهم في بعض الأحيان يكونون جائعين أو متعبين أو يشعرون بعصبية، لذلك من المهم أن نحدد توقعاتنا بناءً على ظروف كل طفل، وليس بناءً على أفكارنا أو توقعاتنا بأن الأشياء التي تعتقد أنها غير مهمة، يمكن أن تكون مهمة جدًا للطفل.


احترام استقلاليته

عليك أن تهتم بتعليم طفلك أن يكون مستقلاً، وأن تحترم حقوقه وتعلمه أن يحترم الآخرين، على سبيل المثال، يجب أن يتعلم طفلك تقدير جسده وأجساد الآخرين.


على سبيل المثال، يمكنك أن تقول له: لن أسمح لك أن بالصراخ على أخيك هكذا، سلامتك وسلامة الآخرين على رأس قائمة أولوياتك، لكن ماذا لو ركض طفلي أمام السيارة؟ بالطبع أركض إليه وأبعده عن الخطر الذي يتهدده، لا يحتاج طفلك للعقاب ليعرف أنك جاد فيما تقوله.


شاركه في قراراته

أشرك طفلك في قراراته بقدر المستطاع، ولا تخف من أن طفلك سوف يستخدمك أو يستخدم هذه السمة لفرض رأيه، كلما زادت الحرية والمسؤولية التي تمنحها لطفلك عند التفاوض معك بشأن أي شيء، كلما كان يعرف كيفية اتخاذ القرار بشكل أفضل، ولكن كيف تحفز الأطفال على اتخاذ القرارات؟


ثق به وتواصل معه: أخيرًا والأهم ثق بطفلك واحرص على التواصل معه في جميع الأوقات.


يحتاج طفلك إلى الاحترام والتقدير تمامًا مثل أي شخص آخر، ويحتاج إلى أن يستمع الآخرون لمشاعرهم، واعتقادك أن هذه المعاملة الجيدة لطفلك ستؤتي ثمارها لاحقًا وتجعله بالغًا جيدًا سيؤثر عليك الأطفال الآن وفي مستقبل.


فكر دائمًا أن ابنك لا يسخر منك أو أنه عنيدًا فهي ليست حرب، فهذه هي سماته العمرية فقط.