بدأت الجماهير ووسائل الإعلام بتحليل الخروج “الحزين” لمنتخبي مصر والجزائر، من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022، من تقييم أداء اللاعبين إلى تحليل أداء الحكام، لكن ما لا يتم مناقشته بشكل واسع، هو نظام التصفيات “المعيوب”، الذي وضعه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.

ويعتبر نظام تصفيات إفريقيا الذي صممه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”، مثيرًا للجدل، ولا يحمل أسس قوية تضمن تأهل أفضل 5 منتخبات في القارة إلى المونديال.

نظام التأهل

العيب الأول يكمن في نظام التأهل، الذي يشمل دورًا “حاسمًا” بين فريقين، ذهابًا وإيابًا، يتأهل فيها المنتصر للنهائيات.

ولا تعتبر هذه الطريقة مناسبة جدًا، لأنها تضع المنتخبات أمام “ظروف خاصة”، كالأخطاء التحكيمية التي شهدناها في مباراة الجزائر والكاميرون، أو كإصابة نجم الفريق خلال هذا الأسبوع، مما يضع التأهل متعلقًا “بالظروف”.

وتجاهل الكاف المعايير التي اتبعتها القارات الأخرى، باتباع نظام تأهل “حديدي”، يضمن وصول الأقوى على مدار التصفيات، وقررت اتباع أسلوب “الكاوبوي”، والمباراة الحاسمة، لتحديد المتأهل، ففي آسيا وأميركا الجنوبية، وأميركا الشمالية والوسطى، تتأهل للمونديال المنتخبات التي تتصدر مجموعة طويلة، امتدت لأشهر، وخاضت مباريات أمام الجميع.

وتلك الطريقة تضمن تأهل “الأحق” على مدار التصفيات، وليس الأفضل خلال مباراة “حاسمة” فقط.

التصنيف

أما العيب الثاني، هو استناد “الكاف” على تصنيف الفيفا لشهر تشرين الثاني/نوفمبر 2021، لتحديد مستويات القرعة في الدور الحاسم من التصفيات.

وهذا النظام ظلم المنتخب المصري كثيرًا، فوضعه بالمستوى الثاني، لأن مصر كانت السادسة إفريقيا وقتها في نوفمبر.

وبالرغم من أن التصفيات الحاسمة تقع في آذار/مارس 2022، وسبقها بطولة أمم إفريقيا كاملة، إلا أن الكاف قرر اعتماد تصنيف نوفمبر، قبل 5 أشهر كاملة من التصفيات.

ولو كان الكاف اعتمد تصنيف شهر شباط/فبراير 2022 مثلًا، لتجنبت مصر مواجهة السنغال، فمستواها الحالي هو الرابع إفريقيا، مما كان سيضعها في مواجهة منتخبات أقل وطأة في التصنيف، مما يزيد من نسبة تأهلها للمونديال.

وملف التأهل انتهى بالنسبة لمصر والجزائر، ولكن مراجعة عيوب النظام الإفريقي قد يساعد على فهم أسباب الخروج، ويفتح باب النقاش في التصفيات الإفريقية المقبلة، التي تطمح الجماهير بأن تكون أكثر عدلًا في نظامها وتصنيفها.

(سكاي نيوز)