أكّد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، في خطاب للأمة، بعنوان “على طريق تركيا الجديدة”، نقلته قنوات التلفزيون التركية، أن الديمقراطية هي الضمانة الوحيدة كي لا تفقد تركيا سنوات كالتي فقدتها في فترات الانقلابات والإرهاب، ولكي لا تشهد نزاعات بين الأخوة.
وأضاف داود أوغلو، أن “السلام والاستقرار والتنمية في تركيا، مرتبط بالديمقراطية”، وأن الضمان الأكبر لمستقبل تركيا يتمثل في الديمقراطية القائمة على حقوق الإنسان والحرية، قائلا “إن حماية الديمقراطية هي العنصر الأساس الذي يجب أن يتوحّد عليه جميع أفراد الشعب التركي بغض النظر عن آرائهم السياسية”.
وقال داود أوغلو “إرادة الشعب التركي تتجلى في البرلمان، وبالتالي فإن أية محاولة للعمل باسم الشعب يقوم بها أي محفل آخر، في الوقت الذي يقوم به البرلمان بدوره في تمثيل الشعب، ستسفر عن تجاهل إرادة الشعب”.
وأشار داود أوغلو إلى أن تركيا تشهد عمليتين هامتين منذ السابع من يونيو/حزيران الماضي (تاريخ إجراء الانتخابات البرلمانية)، تتمثل أولاها في محاولات تشكيل الحكومة، والثانية في مكافحة الجهات التي تسعى إلى نشر الإرهاب والفوضى في تركيا، خاصة بعد الهجوم الانتحاري الذي شهدته مدينة سوروج في العشرين من الشهر الجاري.
واعتبر داود أوغلو أن العمليات الإرهابية التي شهدتها تركيا في الأيام الأخيرة، والتي يقف وراءها تنظيم “داعش” ومنظمة “بي كا كا” الإرهابيتين، تستهدف أرواح البشر وكرامتهم ومستقبل تركيا، كما تهاجم الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وهو ما استدعى إطلاق تركيا عملية عسكرية في ثلاث مناطق بشكل متزامن، أطلق عليها عملية “السلم والديمقراطية”، لأنها تواجه الإرهاب الذي يستهدف السلم والديمقراطية في تركيا.
وأشار داود أوغلو أن العملية العسكرية بدأت أولا في سوريا، ضد تنظيم داعش، ليلة 23/24 يوليو/ تموز الجاري، حيث تمكّنت القوات الجوية التركية من تدمير مخابئ داعش، ومخازن ذخيرته، وأماكن تجمّعه.
وأوضح داود أوغلو أن القسم الثاني من العملية العسكرية بدأ مساء يوم 24 يوليو/ تموز الجاري في العراق، مستهدفا كلا من تنظيم داعش ومنظمة بي كا كا، في حين تَمثّل القسم الثالث بحملة أمنية داخل تركيا ضد داعش، وبي كا كا، وجبهة حزب التحرير الشعبي الثوري الإرهابية (DHKP-C)، أسفرت عن اعتقال 1302 مشتبها به حتى مساء 29 يوليو/ تموز الجاري.
وأكّد داود أوغلو على استمرار العملية العسكرية “حتى لا يجرؤ أحد على تهديد المواطنين الأتراك، ووحدة تركيا وحريتها”.
ودعا داود أوغلو، المواطنين الأتراك لدعم العملية العسكرية، وألا يراودهم أي شك في قدرات قوات الأمن التركية.
وطلب داود أوغلو من المواطنين الأتراك، التأكّد من ثلاثة أمور؛ أولها استمرار الجهود المكثفة الرامية لتشكيل الحكومة، وثانيهما استمرار العمل ليل نهار من أجل حماية النظام العام وتأمين المواطنين، وثالثهما قيام الحكومة باتخاذ جميع التدابير اللازمة من أجل ضمان عدم تأثّر الاقتصاد التركي سلبيا بالأحداث الجارية.
ودعا داود أوغلو المواطنين الأتراك لدعم الحكومة التركية في جهودها من أجل حماية وحدة تركيا.