إسطنبول - محمد ناجي :
لم يمر سوي أيام قليلة منذ بدء رئيس الوزراء التركي المفاوضات لتشكيل حكومة ائتلافية حتى كانت دعوة داوود أوغلو أمس لحزبه للاستعداد لانتخابات مبكرة.
وكان داوود أوغلو بدأ مفاوضاته مع الأحزاب التركية بناء على دعوة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان له باعتباره رئيس الحزب الحائز على أعلي نسبة بالانتخابات البرلمانية التركية 2015.
هذا، وقد فجرت هذه دعوة داود أوغلو زعيم حزب العدالة والتنمية احتمالات باتجاه تركيا لانتخابات مبكرة قريبا، رغم الأنباء عن التقدم الذي تحرزه هذه المفاوضات التي بدأت جولتها الثانية.
دعوة للاستعداد لانتخابات مبكرة
كشفت تقارير تركية أن رئيس الوزراء التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية، أحمد داود أوغلو، أصدر تعليمات لرؤساء مكاتب حزبه في جميع الولايات للاستعداد لانتخابات برلمانية مبكرة، بحسب موقع تركيا بوست.
وأبلغ داود أوغلو في اتصالات هاتفية رؤساء مكاتب الحزب بمناسبة عيد الفطر، قوله “إننا مستمرون في مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية، وسنستمر فيها حتى الدقيقة الأخيرة، إلا أن عليكم أن تكونوا مستعدين كما لو الانتخابات ستجري في أية لحظة“.
محادثات حكومة ائتلافية
ورغم أنه قبل دعوة داوود أوغلو ذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أن رئيس الوزراء التركي “أحمد داود أوغلو” أشار إلى احتمال تشكيل ائتلاف واسع، عندما بيّن تقدم المحادثات بين حزبه الحاكم حزب العدالة والتنمية وحزب المعارضة الرئيسي حزب الشعب الجمهوري.
ونقلت الصحيفة عن داود أوغلو قوله “نحن حاليا في مرحلة متقدّمة مع حزب الشعب الجمهوري، وإن المفاوضات تتقدم مع الحزب” مشيرا إلى إطار شراكة محتمل اتفق عليه الطرفان حسب قوله.
تراجع المحادثات الأبرز هو بإعلان داوود أوغلو بعد لقائه الحركة القومية أنه لا رغبة للحركة بالمفاوضات مع العدالة والتنمية لتشكيل حكومة ائتلافية.
القومية: لا لحكومة ائتلافية
فقد عبر زعيم حزب “الحركة القومية” التركي، دولت باهجة لي عن رغبته بالتوجه إلى انتخابات مبكرة، بدلاً من دعم حكومة أقلية على حد تعبيره، لافتًا إلى أنه لا يرغب في المشاركة فيها، بل لعب دور المعارضة الرئيسية.
وأعرب باهجة لي عن اعتقاده، بأن حزبه سيزيد من نسبة أصواته، إذا توجهت البلاد إلى انتخابات مبكرة، في حال الفشل في تشكيل حكومة ائتلافية، وأن “الشعب سيقول: هناك حاجة لحزب الحركة القومية. نريد أن نوصله إلى الحكم“.
وكان هذا الرفض من الحركة القومية واستبعاد إجراء ائتلاف مع الشعوب الديمقراطي خاصة في ظل التهديد الكردي للحدود التركية وعدم رفض الشعوب الديمقراطي لهذا الهجوم الكردي على تركيا بداية استبعادة أبرز المؤشرات لاقتراب الانتخابات المبكرة.
الحليف الأقرب
يعد حزب الشعب الجمهوري (أكبر أحزاب المعارضة التركية) الآن الأقرب للعدالة والتنمية في تشكيل حكومة ائتلافية ولكن أيضا يوجد هناك خلافات رئيسية قد تعوق هذه المفاوضات نعرضها كالتالي:
تعد أبرز نقاط الخلاف بين العدالة والتنمية والمعارضة التركية هي في عدة نقاط التشكيك في دور الرئيس “رجب طيب أردوغان” في العملية السياسية، وهي من أبرز نقاط الخلاف بين الأحزاب.
النقطة الثانية تتمثل في استقبال تركيا للاجئين السوريين حيث تري بعض الأحزاب أن تركيا لم يعد بإمكانها استقبال مزيد من اللاجئين وأن عليها ترحيل اللاجئين السوريين المقيمين بها حاليا.
وتعد السياسية الخارجية لتركيا وخاصة تجاه بعض الدول العربية ورفض تركيا لبعض الحكومات العربية كما في رفض تركيا لانقلاب 3 يوليو 2013 في مصر وما تبعه ذلك من تأثير علي العلاقات المصرية التركية.
ويأتي موقف العدالة والتنمية من الأكراد ورفض المواجهة المسلحة مع الأكراد ودعم اندماجهم بالمجتمع التركي وهو ما أفرز حزب الشعوب الديمقراطي بالنهاية ضمن الخلافات الرئيسية.
كما أن هناك بعض الخلافات الأخرى تتمثل في تمسك بعض الأحزاب التركية بتولي وزارات معينة مهمه.
ويأتي أيضا النظام الرئاسي وإقرار دستور جديد للبلاد على رأس هذه النقاط ولكن داوود أوغلو أكد منذ البداية أن هذه النقاط لن يتقرب منها حتي لا تفشل مفاوضات تشكيل الحكومة قبل أن تبدأ .
مهاترات الأحزاب
وربما كانت دعوة أردوغان للأحزاب في اليوم الأول للمفاوضات أيضا إشارة باقتراب البلاد من انتخابات مبكرة ففي 14 يوليو الجاري انتقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، بعض الأحزاب السياسية (لم يسمّها)، لـ”دخولها في مهاترات سياسية مع أحزاب أخرى، وبعض المناصب الرفيعة في الدولة”.
وقال أردوغان في كلمة بمأدبة إفطار أقامتها جمعية رجال الأعمال والصناعيين الأتراك “إن مهاترات الأحزاب السياسة تلحق الضرر بتشكيل حكومة ائتلافية في البلاد”.
وأضاف أردوغان “إنه لا يحق لأي حزب سياسي التهرّب من مسؤولياته وتقديم النصائح للأحزاب الأخرى ولمنصب رئاسة الجمهورية على وجه الخصوص، وإفساد مرحلة تشكيل الحكومة الائتلافية”.
ودعا أردوغان الأحزاب السياسية التركية لإعطاء أولوية لحوار يضمن تشكيل حكومة ائتلافية تقدّم الرفاه للبلاد، متهما أحزابا لم يسمّها بإيقاف المشاريع العملاقة في تركيا كمشروع الجسر الثالث والمطار الثالث