سجّلت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، إهمالا طبيّا متعمدا بحق المحاسب عبدالحكيم محمود عبدالحكيم، 27 سنة، من البراجيل بمحافظة الجيزة، وهو أحد ضحايا تلفيق قضايا الأمن الوطني على ذمة قضيتين، هما اغتيال النائب العام المساعد، واغتيال علي جمعة المفتي السابق، حيث قررت الأجهزة الأمنية ترحيله من مستشفى "قصر العيني" مرة أخرى إلى مستشفى "سجن شديد الحراسة 2".


واستأصل عبدالحكيم- دون علم ذويه ومحاميه- ورمًا بالأمعاء والزائدة الدودية؛ بسبب الإهمال الطبي المتعمد، وكان يمكن علاج الورم في بدايته، وحدثت مضاعفات نتيجة تسمم الدم وحدوث جلطة في الشريان الرئوي، ودخوله في غيبوبة داخل مستشفى قصر العيني، استمرت 23 يوما، وكاد الأطباء أن يفصلوا عنه الأجهزة الطبية كونه "مات إكلنيكيا"، بحسب آراء بعضهم.


ورغم أن "عبدالحكيم" متزوج ولديه ابن لم يتجاوز عمره 4 سنوات، إلا أن أسرته لم تره منذ اختفائه قسريا في 22 مايو 2016، بكمين لقوات الأمن بمدينة نصر، أثناء عودته من عمله، وظل رهن الاختفاء قرابة 6 أشهر، تعرض خلالها لأشد أنواع التعذيب بمقرات أمن الدولة بجابر بن حيان، ولاظوغلي، والعباسية، وزايد، والعازولي، ثم ظهر في نيابة أمن الدولة العليا، معصوب العينين، مكبل اليدين، حافي القدمين، على خلفية أحداث محاولة اغتيال النائب العام المساعد ومفتي الجمهورية علي جمعة، مع العلم أن الأحداث المتهم فيها كان رهن الاختفاء، إلا أنهم أظهروه على إحدى القنوات يعترف فيها بجرائم لم يرتكبها.