13/06/2011

تقرير / وائل الحديني :

بالفعل كما كان متوقعاً  حصد حزب العدالة والتنمية التركي أغلبية المقاعد البرلمانية فى الإنتخابات التي جرت الأحد ، والتي شهدت إقبالاً جماهيرياً غير مسبوق ، خاصة بعد خفض سن المرشحين من 35 عاماً إلى 25 عاماً مما أضاف شريحة كبيرة للمصوتين .

أظهرت النتائج  فوز حزب العدالة والتنمية بـ50.2% (326) مقعداً من أصل 550 مقعد ، يليه حزب الشعب الجمهوري 25.9% ثم حزب الحركة القومية 13.24%، وفوز حزب السلام والديمقراطية والمستقلين الأكراد بـ5.8%. 

وبذلك سيكون بمقدور رجب الطيب أردوغان ـ للمرة الأولى وربما الوحيدة فى التاريخ التركي ـ تشكيل الحكومة التركية للمرة الثالثة على التوالى ، بعد أعوام 2002 ، و2007 ، علماً أن كل رؤساء الحكومات التركية السابقة (مسعود يلماظ ، تانسو تشيللر ، بولنت أجاويد ) خرجوا من الحكم إلى أقبية القضاء بتهم فساد .

 لكنه لن يستطيع  ـ العدالة ـ  بمفرده تعديل الدستور، إلا من خلال تحالفه مع الأحزاب الفائزة أو المستقلين ، و يحتاج الحزب إلى 10 مقاعد لصياغة دستور جديد وتمريره عبر استفتاء شعبي .

الحديث هنا عن إنتخابات يحق لأكثر من 50 مليون  ـ ممن تعدوا الثامنة عشرة من العمر ـ المشاركة فيها ، فى 85 مقاطعة إنتخابية ، يتنافس فيها 7492 مرشحاً يمثلون 15 حزياَ ، بالإضافة إلى 203 من المستقلين .

اللافت للنظر أن ولايات مثل أنطاليا وهاتاي ومرسين وجنه قلعة، وهي مقفلة للشعب الجمهوري في السابق، صوتت الغالبية فيها للعدالة والتنمية، وهذه مسألة تحدث لأول مرة، أن تخرج هذه الولايات عن تفضيلها لحزب الشعب الجمهوري.

معركة أردوغان لم تكن صعبة هذه المرة ، فقد تم إضعاف الجيش الذي قام بإنقلابات عام 1960 ، و1971 ، و1980 ، و1997 (الإنقلاب الأبيض على أربكان ) ، بعد تعديلات دستورية ألجمته ، مما دعى بطل إنقلاب 80 ( كنعان إيفرين 92 عاماً) إلى التهديد بالإنتحار ، وبعد الإطاحة بعشرات القادة إثر تكَشف فضيحة المطرقة.

ربما كان التحدي الأكبر الذي كان يواجهه أردوغان حزب الشعب الجمهوري بعد أن أطاحت فضائح أخلاقية بـ 6 ـ 10 من قيادات حزب الحركة القومية ، والذي استقال منه أيضاً نجل مؤسسه ألب أرسلان توركيش للإنضمام للعدالة .

 وعود أردوغان هذه المرة ـ أيضاً ـ كانت كبيرة ، بشق قناة اصطناعية بإسطنبول ( أطلق عليها حلم أردوغان المجنون ) ، وجعل المدينة ضمن أكبر 10 مدن مالية فى العالم .

علماً أن حصة اسطنبول من المقاعد 85 مقعداً ، فيما تبلغ خصة أنقره 31 مقعداً فقط .

أردوغان  قال لحشود كبيره  بعد النتائج : أن انتصاره انتصار لغزه وجنين .

وأضاف: سنعانق كل المعارضين .

مشدداً على أن هذا يوم تركيا ، وأن تركيا ستكون نموذجاً للديمقراطية فى العالم .

مؤكداً على أن سياسة الإستعلاء والوصاية الخارجية ( هزمت ) .

ربما تكون هذه المرة الأخيرة التي يفوز فيها العدالة والتنمية تحت قيادة أردوغان (رئيس بلدية اسطنبول السابق ، مواليد عام 54)  ، فنجاحه فى تعديل الدستور وتغيير نظام الحكم ليصبح رئاسياً ، قد يصعد به إلى مقعد رئاسة الجمهورية ، ليكلف الرئيس ( الجديد) لحزبه السابق بتشكيل حكومة  للمرة الرابعة ( على التوالي ) ، فيما يكون جول فى منصب آخر خارج تركيا ، فطموح العدالة والتنمية بلا حدود .