13/09/2010

نافذة مصر / الجزيرة / وكالات :

مهد الفوز الكبير لمؤيدي اجراء مراجعة دستورية خلال الاستفتاء الذي جرى الاحد في تركيا الطريق امام فوز جديد لحزب العدالة والتنمية الذي يرئسه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في الانتخابات التشريعية السنة المقبلة كما اعتبر محللون الاثنين.

وكان حزب العدالة والتنمية الوحيد تقريبا الذي قام بحملة في سبيل تاييد هذا الاصلاح الذي يهدف الى "ارساء ديموقراطية" على دستور موروث من ايام الانقلاب العسكري العام 1980 عبر الحد خصوصا من سلطة القضاء والجيش، وهما ابرز ركائز معسكر العلمانيين

 وشهدت بعض مراكز الاقتراع في المحافظات ذات الغالبية الكردية مواجهات بين ناشطين أكراد والشرطة وسط دعوات الأحزاب الكردية لمقاطعة التصويت بدعوى أن التعديلات المقترحة لن تقدم جديدا بمجال حقوق هذه الأقلية.

منعطف تاريخي
 
وفي أول رد فعل على نتائج التصويت، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنها تشكل منعطفا تاريخيا على طريق الديمقراطية المتطورة وسيادة القانون.

واعتبر أردوغان في كلمة ألقاها في حشد من أنصاره في إسطنبول أن الثاني عشر من سبتمبر سيذكر في التاريخ بوصفه نقطة تحول، مضيفا أن من سماهم مؤيدي الانقلابات العسكرية هُزموا في الاستفتاء.

لكن القاضي السابق في محكمة حقوق الإنسان الأوروبية رضا تيرمن رأى أن رفض التعديل من قبل 40% من الأتراك مشكلة كبيرة، مضيفا أنه لا يمكن اختزال هؤلاء بهيئة داعمي الانقلابات. وأضاف أن "تركيا مقبلة على أيام صعبة".

من جانبه حذر السفير التركي السابق بواشنطن فاروق لوغوغلو من أن النتائج ستجعل الحزب الحاكم أقل تقبلا لأحزاب المعارضة، في حين ستتجه هذه الأحزاب إلى تشديد انتقادها للحكومة والحط من قدرها.

وفيما امتنع حزب الشعب الجمهوري المعارض عن التعليق الفوري على النتائج اعتبر حزب العمل الوطني، وهو ثاني أحزاب المعارضة أن تركيا دخلت "حقبة مظلمة مليئة بالمخاطر والمغامرات".

 وقالت محطة تي آر تي التلفزيونية الحكومية التركية إن 58% من الناخبين صوتوا لصالح التعديلات الدستورية، وذلك بعد أن تم فرز 99% من الصناديق.

وتسمح هذه التعديلات التي اقترحها حزب العدالة والتنمية الحاكم على وجه الخصوص بإمكانية محاكمة العسكريين أمام محاكم مدنية إضافة إلى تعديلات تعطي مزيدا من الحقوق للمرأة والعمال والموظفين، وأخرى خاصة بالقضاء.

وينتظر أن تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية للاستفتاء اليوم الاثنين.

وكان عدد الناخبين المشاركين في الاستفتاء بلغ نحو خمسين مليون ناخب، بينما بلغت نسبة المشاركة في التصويت 78%.

وأقر الرئيس الأميركي باراك أوباما بما أسماها حيوية الديمقراطية التي أظهرها الإقبال على الاستفتاء الذي شهدته تركيا أمس على أول تعديلات دستورية فيها منذ ثلاثين عاما.

وفي بروكسل رحب الاتحاد الأوروبي بنتائج الاستفتاء وعدها خطوة في الاتجاه الصحيح.