05/08/2010

نافذة مصر / عكاظ السعودية :

قال مصدر مسؤول في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، أن تعرض ماء زمزم إلى الشمس يؤثر على تركيبته .

 وقالت الرئاسة أنها ستتصدى بالتعاون مع الجهات الأمنية لسماسرة ماء زمزم خلال شهر رمضان تحديدا  .
مطالبة بتوخي أقصى درجات الحرص والالتزام بالمعايير الخاصة بتعبئة مياه زمزم .

كما دعت إلى توافر الشروط والمواصفات المطلوبة للتخزين، مفيدة أن «تعريض عبوات مياه زمزم إلى الشمس وسوء التخزين وعدم نظافة الأوعية وملامسة الأيدي تؤثر على تركيبته».

ماء زمزم : قصة التاريخ

بئر زمزم يعد حدث مهم في الدين الإسلامي وعنصر مهم داخل المسجد الحرام في مكة المكرمة ، وذلك لما يحمله من معانِ دينية.

وهو (هزمة جبريل وسقيا الله لإسماعيل - كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم) حيث ان الله تبارك وتعالى ارسل جبريل الأمين إلى السيده هاجر أم إسماعيل الصابره بعد أن تركها نبى الله إبراهيم الخليل عليه السلام بجوار البيت العتيق (الكعبه- و لم تكن قائمة وقتئذ)بأمر الله تعالى و بعد أن فرغ منها الماء والزاد انطلقت تهرول بين الصفا والمروه تبحث عمن ينقذ ابنها الرضيع إسماعيل و بعد سبع اشواط ارسل الله جبريل فضرب الأرض بجناحه (و قيل بقدمه) فنبع الماء وكانت بئر زمزم و سبب تسميتها بهذا الاسم ما قالته السيده هاجر لما رأت الماء اخذت تحيطه بيديها وهي تقول (زمى زمى)خوفا من ضياع الماء في الرمال

وقد اندثر البئر ذات مرة في العصر الجاهلى ولم يعرف له مكان وقبل دخول الإسلام حلم جد الرسول -صلي الله عليه وسلم- آنذاك بمن يدله على مكان البئر ويطلب منه فتح البئر وقد استيقظ وركض مهرولا إلى جانب الكعبة وحفر في المكان الذي رآه في منامه حتى تحققت الرؤيا.

وتقع بئر زمزم  على بعد 21م من الكعبة .

ذكر الفاكهي خبراً أن الخليل عليه السلام حفر زمزم وقصته كانت بينه وبين ذي القرنين في زمزم لأنه قال : حدثنا عبد الله بن عمران المخزومي قال : حدثنا سعيد بن سالم قال : حدثنا عثمان بن ساج قال : بلغنا في الحديث المأثور عن وهب بن منبه قال : كان بطن مكة ليس فيه ماء وليس لأحد فيه قرار حتى انبط الله لإسماعيل زمزم فعمرت يومئذ مكة وسكنها من أجل الماء قبيلة من اليمن يقال لها جرهم ، وليست من عاد كما يقال ، ولولا الماء الذي انبطه الله تعالى لإسماعيل من عمارة لم يكن لأحد بها يومئذن مقام ، قال عثمان : وذكر غيره أن زمزم تُدعى سابق ، وكانت وطأة من جبريل ، وكانت سقياها لإسماعيل يوم  فرج له عنها جبريل وهو يومئذ وأمه عطشانان فحفر إبراهيم بئر زمزم بعد ذلك

وقال أهل العلم : كانت جرهم تشرب من زمزم فمكثت ، فلما استخفت جرهم بالحرم وتهاونت بحرمة البيت وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى لها سراً وعلانية ، وارتكبوا مع ذلك أموراُ عظاماُ نضب ماء زمزم وانقطع فلم يزل موضعه يدرس ويتادم وتمر عليه السيول عصراُ  بعد عصر حتى غبى مكانه ، وقد كان عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي قد وعظ جرهماُ في ارتكابهم الظلم في الحرم  واستخفافهم بأمر البيت وخوفهم  النقم وقال لهم : إن مكة بلد لا تقر ظالماُ ، فالله الله قبل أن يأتيكم من يخرجكم منها خروج ذل وصغار ، فتتمنوا أن تتركوا تطوفون بالبيت فلا تقدروا على ذلك ، فلما لم يزدجروا ولم يعون وعظه عمد إلى غزالين كانا في الكعبة من ذهب وأسياف قلعية كانت  أيضاُ في الكعبة فحفر  لذلك كله بليل في موضع زمزم ، ودفنه سراً منهم حين خافهم عليه فسلط الله عليهم خزاعة فأخرجتهم من الحرم ووليت عليهم الكعبة والحكم بمكة ما شاء الله أن تليه موضع زمزم في ذلك لا يعرف لتقادم الزمان حتى بوأه الله تعالى لعبد المطلب بن هاشم . لم أراد الله من ذلك فخصه به من بين قريش .

قدرة الله  
  
قال أحد الأطباء في عام 1971م: إن ماء زمزم غير صالح للشرب، استناداً إلى أن موقع الكعبة المشرفة منخفض عن سطح البحر ويوجد في منتصف مكة، فلابد أن مياه الصرف الصحي تتجمع في بئر زمزم!!

ما أن وصل ذلك إلى علم الملك فيصل رحمه الله حتى أصدر أوامره بالتحقيق في هذا الموضوع، وتقرر إرسال عينات من ماء زمزم إلى معامل أوروبية بإثبات مدى صلاحيته للشرب..

ويقول المهندس الكيميائي معين الدين أحمد، الذي كان يعمل لدى وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية في ذلك الحين، أنه تم اختياره لجمع تلك العينات.. وكانت تلك أول مرة تقع فيها عيناه على البئر التي تنبع منها تلك المياه وعندما رآها لم يكن من السهل عليه أي يصدق أن بركة مياه صغيرة لا يتجاوز طولها 18 قدما وعرضها 14 قدماً، توفر ملايين الجالونات من المياه كل سنة للحجاج منذ حفرت من عهد إبراهيم عليه السلام.

وبدأ معين الدين عمله بقياس أبعاد البئر، ثم طلب من أن يريه عمق المياه، فبادر الرجل بالاغتسال، ثم نزل إلى البركة، ليصل ارتفاع المياه إلى كتفيه، وأخذ من ناحية لأخرى في البركة، بحثاً عن أي مدخل تأتي منه المياه إلى البركة، أنه لم يجد شيئاً.. وهنا خطرت لمعين الدين فكرة يمكن أن تساعد في معرفة مصدر المياه، وهي شفط المياه بسرعة باستخدام مضخة ضخمة كانت موجودة في الموقع لنقل مياه زمزم إلى الخزنات، بحيث ينخفض مستوى المياه، بما يتيح له رؤية مصدرها غير أنه لم يتمكن من ملاحظة شيء خلال فترة الشفط، فطلب من مساعده أن ينزل مرة أخرى.. وهنا شعر شعر الرجل بالرمال تتحرك تحت قدميه في جميع أنحاء شفط المياه، فيما تنبع منها مياه جديدة لتحلها، وكانت تلك المياه تنبع بنفس معدل سحب المياه الذي تحدثه المضخة، بحيث إن مستوى الماء في البئر لم يستأثر إطلاقاً المضخة.

وهنا قام معين الدين بأخذ العينات التي سيتم إرسالها إلى المعامل الأوروبية، وقبل مغادرته مكة استفسر من السلطات عن الآبار الأخرى المحيطة بالمدينة، فأخبروه بأن معظمها جافة.

وجاءت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية ومعامل وزارة الزراعة والموارد المائية السعودية متطابقة، فالفارق بين مياه زمزم وغيرها من مياه مدينة مكة كان في نسبة أملاح الكالسيوم والمغنسيوم، ولعل هذا هو السبب في أن مياه زمزم تنعش الحجاج المنهكين.. ولكن الأهم من ذلك هو أن مياه زمزم تحتوي على مركبات الفلور التي تعمل على إبادة الجراثيم!!

وأفادت نتائج التحاليل التي أجريت في المعامل الأوروبية أن المياه صالحة للشرب، ويجدر بنا أن نشير أيضاً إلى أن بئر زمزم لم تجف أبداً من مئات السنين، وأنها دائماً ما كانت توفي بالكميات المطلوبة من المياه للحجاج، وأن صلاحيتها للشرب تعتبر أمراً معترفاً به على مستوى العالم نظراً لقيام الحجاج من مختلف أنحاء العالم على مدى مئات السنين بشرب تلك المياه المنعشة والاستمتاع بها.. وهذه المياه طبيعية تماماً ولا يتم معالجتها أو إضافة الكلور إليها.. كما أنه عادة ما تنمو الفطريات والنباتات في الآبار، مما يسبب اختلاف طعم المياه ورائحتها أما بئر زمزم فلا تنمو فيها أية فطريات أو نباتات فسبحان الله رب العالمين .