أعلنت وزارة التعليم في حكومة الانقلاب إنشاء "نواد فكرية" بكل مدرسة ابتدائية وإعدادية لتنظيم دورات تثقيفية للطلاب، لتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة وتوعيتهم بتفاصيل المؤامرة الدولية التي تحاك ضد بلادهم، بحسب زعمهم.

وأعلنت رئاسة الانقلاب أيضا تنظيم دورات تثقيفية لشباب الجامعات لشرح أساليب حروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف إسقاط مصر.

وأثناء كلمته أمام طلبة الكلية الحربية الأسبوع الماضي، حذر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، من خطورة حرب المعلومات والحرب النفسية التي دمرت شعوبا ودولا، بحسب قوله، وأعلن عن إجراءات لتوعية المجتمع المصري ضد مخاطرها.

ويقول مراقبون إن السيسي يستنسخ التجارب التي طبقتها الأنظمة الديكتاتورية في القرن العشرين، حيث حرص الزعيم النازي "هتلر" في ألمانيا والفاشي "موسوليني" في إيطاليا والشيوعي "ستالين" في روسيا على غرس قيم الولاء لأنظمتهم في عقول طلاب المدارس، عبر تغيير المناهج وإخضاع الطلاب لدورات تثقيفية مكثفة وسط مزاعم حماية الوطن من مؤامرات الأعداء.

ويرى سياسيون ونشطاء، أن الهدف الحقيقي من هذه الفكرة هو إخراج أجيال جديدة مغيبة عن الواقع ومبرمجة وفقا لما يريده النظام الحاكم.

وكتب الناشط الساخر "محمود حجازي" على صفحته على "فيسبوك" تعليقا على هذا التوجه، يقول: "الدولة المهزأة مكملة في خط الهطل للآخر وبينظموا دورات في المدارس والجامعات عن حروب الجيل الرابع والخامس.. عايزين يدرسوا سكريبتات توفيق عكاشة في المناهج للعيال". 

وأضاف "حجازي": "شايفين إن العالم بيتآمر علينا لإسقاطنا، بأمارة إيه يا أتعس دولة في درب التبانة، ده انتو رقم واحد في العالم في فيرس C والفشل الكلوي والتحرش الجنسي وحوادث الطرق ورئيسكو مشروعه القومي كان اللنض الموفرة وعربيات الخضار!!".

وقال "عبد الحفيظ طايل" رئيس "المركز المصري للحق في التعليم"، إن إنشاء النادي الفكري بالمدارس هو محاولة من النظام لقمع الطلاب وحرمانهم من حقهم في الإبداع والتفكير الحر في تلك المرحلة العمرية المبكرة، مشيرا إلى أن هذا الفكر تم تطبيقه لأول مرة في عهد الديكتاتور النازي أدولف هتلر في ألمانيا.

وأعلن "طايل" أن المركز يدرس إقامة دعوى قضائية لوقف العمل في هذه النوادي، محذرا من أن تكرار هذه التجربة في مصر سيكون بمثابة جريمة فى حق الأجيال الجديدة التي ستنشأ على اعتناق الأفكار التي تغرسها الحكومة بداخلهم فقط.