26/08/2009

وضع له "أولمبيك مرسيليا" نظام تمارين خاصا.. وحذر مدرب "باري سان جرمان" من يرغب في التمسك به في أيام المباريات أن "عليه البقاء في بيته".. وأثارت تصريحات مدرب "إنتر ميلانو" الإيطالي بأنه جاء في "وقت غير مناسب هذا العام" جدلا واسعا في أوساط الأقلية المسلمة بإيطاليا.

إنه شهر رمضان الكريم الذي تباينت مواقف الأندية الأوروبية من صيام لاعبيها المسلمين المحترفين له هذا العام خاصة أنه يتواكب مع موسم بطولات كروية عديدة، ففيما أبدت بعض الأندية تفهما عن طريق إيجاد حلول وسط للتأقلم مع وضع لاعبيها الصائمين، تحول الأمر في أندية أخرى إلى محور جدل بين اللاعبين ومدربيهم ومنظمات مسلمة بأوروبا.

ففي البطولة الفرنسية التي يوجد فيها أكبر عدد من اللاعبين المحترفين المسلمين، دفع شهر رمضان نادي "أولمبيك مرسيليا" إلى التأقلم من خلال "نظام تمارين خاص" مع صيام ثلاثة من أبرز لاعبيه هم: "مامدو نيوغ" من أصول سنغالية، والتونسي "حاتم بن عرفة"، والنيجيري "تاي إسماعيل تايوي".

وقال "ديدي ديشون" مدرب الفريق في تصريحات لصحيفة "ليكيب" الفرنسية: "هذا موضوع حساس بالنسبة إلينا (صوم رمضان)، ونقوم بمشاورات مع الجهاز الطبي للفريق لبحث الأمر؛ سعيا للتأقلم مع حاجة كل لاعب ورغبته".

وتابع: "لست هنا لفرض أي شيء على اللاعبين، فمعتقداتهم الشخصية يجب احترامها"، مضيفا: "لكن مما لا ريب فيه أن رمضان يمثل مشكلة للرياضيين المحترفين؛ إذ من الصعب البقاء دون أكل و شرب خلال ممارستهم رياضاتهم".

وإذا كان مدرب "أولمبيك مرسيليا" أكثر تفهما لصيام لاعبيه، ففي الجهة المقابلة كان مدرب نادي "باري سان جرمان" الباريسي أكثر حزما؛ حيث قال: "بالنسبة لأيام التمارين العادية لا يمثل الأمر بالنسبة لي أي مشكلة، غير أنه في أيام المباريات فإن الصيام أمر ممنوع، والذين يريدون الصيام يوم المباراة عليهم البقاء في منازلهم أفضل".

وأضاف المدرب "أنطوان كامبوري": "يجب عدم المساس بصحة اللاعبين (الصائمين) ولا أراهن على نتائج الفريق عن طريق إشراك لاعبين لا يقدرون على أداء واجبهم فوق الميدان بسبب الصوم".

رمضان إيطاليا انتقل بالجدل حول صوم اللاعبين من المربعات الخضراء إلى فضاء أوسع؛ حيث رد رئيس اتحاد الجمعيات والأقليات المسلمة بإيطاليا محمد نور دشان الثلاثاء 25-8-2009 على تصريحات مدرب نادي "إنتر ميلانو" جوزي مورينو حول صوم اللاعبين قائلا: "كان على مدرب الفريق الإيطالي عدم الحديث بهذا الشكل حول رمضان".

وكان مدرب "إنتر ميلانو" قد أخرج لاعبه المسلم "سيلي منتاري" من أصول غانية بعد النصف الساعة الأول من المباراة التي جمعت فريقه في افتتاح الدوري الإيطالي لكرة القدم بفريق "باري سان جرمان" الأحد بسبب "تواضع أدائه".

وقال مورينو للصحفيين إن لاعبه "لديه مشكلة تتعلق بصيامه رمضان وخاصة مع الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة"، مردفا: "جاء رمضان هذا العام في وقت غير مناسب".

من جهته، أعلن اللاعب الجزائري "عبد القادر غزال" الذي يحترف في نادي "سيان الايطالي" "أنه لن يصوم رمضان هذه السنة في الأيام التي تتوافق مع أيام تمارينه وأيام المباريات، موضحا أنه كان يصوم رمضان قبل دخوله رابطة الاحتراف".

أما في البطولة الألمانية، فلا يخفي الفرنسي المسلم "فرانك ريبري" لاعب نادي "بايرن ميونيخ" والمتزوج من جزائرية أنه يصوم فقط في الأيام التي لا يمارس فيها التمارين والمباريات بتوصية من طبيبه الخاص.

من جهته، أكد اللاعب التونسي "جوهر المناري" المحترف في نادي "نيرومبرج" الألماني في تصريحات صحفية أن "صوم رمضان يعطيه بخلاف بقية شهور السنة قوة غريبة أثناء المباريات".

نفس التمسك بصيام رمضان أكده "عبد العزيز إحنافوف" (مزدوج الجنسية مغربي/ألماني) اللاعب بفريق "ديسلدورف" الألماني.

وبالنسبة للبطولة الإسبانية، فقد أعلن فريق "ريال مدريد" أن لاعبيه المسلمين "كريم بن زيمة" و"لحسن ديارا" و"مامدو ديارا" سيواصلون تمارينهم ومشاركتهم في المباريات بصرف النظر عن صومهم من عدمه.

من جهته، أعلن مهاجم فريق إشبيلية "فريديرك كانوتيه" عزمه صيام رمضان قائلا: إن "الصوم والتمسك بتعاليم ديني يزيدني قوة وحيوية.. ولا تعارض في ذلك؛ فمن يعرف الإسلام جيدا يدرك تماما أنه لا يضعف الإنسان بقدر ما يقويه ويفيد صحته".

ومن الملحوظ في الآونة الأخيرة تزايد تمسك لاعبي كرة القدم المسلمين سواء في أندية عربية أو غربية بصيام شهر رمضان المعظم، رغم وجود فتاوى تجيز لهم الإفطار في المباريات الرسمية باعتبارهم أُجَرَاء، وأن هذه المباريات هي عملهم الذي تستدعي ظروفه الإفطار.


ــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : إسلام أون لاين