مع دخول شهر سبتمبر يكون موعد الانتخابات البرلمانية في مصر قد اقترب، وبدأ الحديث عن تقسيم الدوائر الانتخابية، وبدأ كل فصيل في تحديد مرشحيه.
وعلى المستوى الإقليمي فإن الأوضاع في سويا تتفاقم، ويزداد عدد الشهداء والمعتقلين يومًا بعد يوم.
وفي ليبيا.. فبعد دخول طرابلس وهروب الطاغية المذموم أصبحت ليبيا بحاجة إلى توحيد الصفوف، ووضع خارطة طريق لعودة الاستقرار، وعودة السيادة إلى الشعب بعد عقود طويلة من إرهابه وتهميشه وامتصاص خيراته.
أما تركيا فقد اتخذت موقفًا حاسمًا من العدوان الصهيوني على الباخرة "مرمرة" وقتله تسعة من الأتراك.. هذا الموقف يستأهل الإشادة والتقدير.
أما موضوع كارثة الصومال التي يتنادى الناس لإنقاذ أهلها من الهلاك في الوقت الذي لم نسمع للدول الثلاث التي استعمرتها طويلاً (فرنسا- وإيطاليا- وبلجيكا) ونهبت ثرواتها؛ لم نر لها دورًا في قضية الإغاثة.
ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم من هذه الأحداث كما يلي:
أولاً: الشأن الداخلي
مع اقتراب المرحلة الانتقالية من نهايتها والبدء بالانتخابات البرلمانية فإن الإخوان المسلمين يتطلعون إلى أن تكون هذه الانتخابات انتخاباتٍ مثاليةً ونموذجًا للنزاهة والحرية واحترام إرادة الشعب، كما يتطلعون إلى أن يرشح كل فصيل أفضل رجاله الذين يتوخّون المصلحة العامة دون الخاصة، وأن يتحرى الصدق والأمانة والمنافسة الشريفة، مع تعزيز التوافق السياسي بين القوى والتيارات السياسية المتقاربة فكريًّا؛ تمهيدًا لتأسيس نظام جديد يدعم الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي.
ثانيًا: الشأن الإقليمي
* اتخذت تركيا موقفًا حاسمًا من الكيان الصهيوني لعدوانه على الباخرة التركية "مرمرة" وقتله تسعة من الأتراك على ظهرها أثناء محاولتها كسر الحصار عن غزة، ورفض الكيان تقديم أي اعتذار عن جريمته، وهذا الموقف الحاسم تمثَّل في طرد السفير الصهيوني وكبار الدبلوماسيين، وخفض التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى السكرتير الثاني، وتعليق الاتفاقات العسكرية، وإحالة قضية حصار غزة إلى محكمة العدل الدولية، وهو موقفٌ يعبِّر عن دولة تحترم شعبها وكرامته ومصالحه، ومرجع ذلك إلى أن الحكومة منتخبةٌ من الشعب، وتعبِّر عنه وتستجيب لمطالبه.
والإخوان المسلمون يقدِّرون هذا الموقف ويثمِّنونه، خصوصًا أن تركيا ليست دولة عربية، كما أنهم يتطلعون إلى أن يتخذ المسئولون في مصر موقفًا مماثلاً من جريمة عدوان الكيان الصهيوني على حدودنا وقتل جنودنا حتى نستعيد كرامتنا، ونردع عدونا.
* وفي سوريا لا يزال النظام يواجه المظاهرات السلمية بالجيش وأسلحته الثقيلة، ولا تزال سياسة القتل والتعذيب والاعتقال وتدمير المساجد مستمرة، ولا يزال النظام يرفض كل مساعي الإصلاح التي تبنَّتها جامعة الدول العربية، ولذلك يرى الإخوان المسلمون أن تتخذ الدول الإسلامية قاطبةً موقفًا حاسمًا من هذا النظام الإرهابي؛ تمهيدًا لاتخاذ المجتمع الدولي موقفًا مماثلاً من أجل تغيير النظام والاستجابة للمطالب الشعبية.
* وإذا كان الشعب الليبي قد انتصر- بفضل الله- على حاكمه الطاغية، فإن معركة التطهير والبناء هي أصعب كثيرًا من معركة إزالة النظام، وذلك يقتضي وحدة الكلمة، ولمّ الشمل، وبناء مؤسسات الدولة، خصوصًا (الجيش والشرطة)، وترتيب خارطة طريق خلال الفترة الانتقالية لانتخاب البرلمان، ووضع الدستور، وانتخاب الرئيس، وتشكيل الحكومة، مع السعي لاستعادة الأموال المهرَّبة، وإعداد الخطط لإعادة بناء البلد وتعميرها، والاهتمام بقضايا التعليم والصحة والتنمية والاستثمار.
ثالثًا: الشأن الدولي
قامت فرنسا بعقد مؤتمر "أصدقاء ليبيا"، حضره ممثلو ستين دولة، والإخوان المسلمون يرون أن حل مشكلة الصومال التي دامت سنوات طويلة والتي وصلت إلى حدِّ الكارثة والمجاعة أدت إلى سقوط آلاف الموتى؛ تقتضي عقد مؤتمر مماثل تتبنَّاه الدول الثلاث التي استعمرت الصومال ونهبت ثرواته، وهي: فرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا؛ كلون من التكفير عن الاستعمار، إضافةً للموقف الذي تستوجبه المشاعر الإنسانية.