30/01/2009

أبلغ مرشحو الرئاسة في الصومال اعضاء برلمان بلادهم المجتمعين في جيبوتي الخميس بخططهم لجلب الاستقرار الى بلد تمزقه ميليشيات متصارعة ومسلحون اسلاميون متنافسون وحوادث قتل.

ومن المقرر ان ينتخب اعضاء البرلمان الجديد في الصومال ومنهم 200 من الاسلاميين المعتدلين رئيسا للبلاد الجمعة على امل ان تتمكن ادارة ذات قاعدة عريضة تضم قيادة قوية من مواجهة التحديات الرهيبة في الداخل.

وتأتي أحدث جهود عالمية للمصالحة في وقت عصيب للصومال لان رحيل القوات الاثيوبية التي كانت تدعم الحكومة ادى الى تفاقم الصراع العنيف على السلطة بين الفصائل الاسلامية المتنافسة.

وتخشى واشنطن من ان يصبح الصومال تربة خصبة للمتشددين الاسلاميين ويؤدي الى زعزعة الاستقرار في القرن الافريقي الهش.

واستولت جماعة سنية معتدلة على بلدة تجارية وسط الصومال الخميس من حركة الشباب المتشددة التي استولت على بلدة بيدوة مقر البرلمان هذا الاسبوع وتعهدت بفرض أحكام االشريعة بصرامة في انحاء الصومال.

وقال شهود إن مقاتلين من حركة أهل السنة والجماعة الموالية للحكومة شنوا هجوما على بلدة دوساماريب في الصباح بوسط الصومال واستولوا عليها من منافسيهم بعد عدة ساعات من تبادل إطلاق النار وقذائف المورتر. وقال أحد السكان ان 34 شخصا قتلوا في الاشتباكات.

ويأمل اطراف دوليون في ان تؤدي عملية انتخاب رئيس جديد للصومال والتي ستجرى في جيبوتي المجاورة بسبب انعدام الامن في الصومال الى انضمام المعارضين المتشددين في وقت لاحق الى الحكومة.

وصعد كل مرشح الى المنصة وتحدث امام اعضاء البرلمان لمدة 15 دقيقة.

وسرعان ما انخفض عدد المرشحين الى 14 بدلا من 15 بعد انسحاب احد المرشحين قائلا ان هناك عدد كاف من الاشخاص الذين يتنافسون بالفعل.

والاثنان اللذان ينظر اليهما على ان لديهما أفضل فرصة هما رئيس الوزراء نور حسن حسين وشيخ شريف أحمد الزعيم الاسلامي المعتدل وهو من تحالف المعارضة لاعادة تحرير الصومال.

ونور حسن حسين هو زعيم هاديء حصل على دعم دولي لوقوفه ضد الرئيس السابق عبد الله يوسف. وكان ينظر اليه على انه عقبة امام السلام وتنحى في ديسمبر/كانون الاول بعد تهديدات بعقوبات دولية.

وحيا اعضاء البرلمان حسين لتعهده بمواصلة المهمة الصعبة المتمثلة في تحقيق المصالحة السياسية اذا اصبح رئيسا للبلاد وان يضم اليها المعارضين للعملية السلمية.

وكان أحمد رئيسا لاتحاد المحاكم الاسلامية التي حكمت مقديشو في عام 2006 قبل ان تطيح بها اثيوبيا لمنع قيام دولة اسلامية على حدودها.

وقبل ان ينضم الى الحكومة انفصل احمد عن المعارضة الاسلامية المتشددة.

وتعهد باقامة سلام مع اثيوبيا والتواصل مع حلفائه السابقين لمحاولة انهاء العنف.

وجاءت الهتافات الاعلى من انصار أحمد. وقال ان الاسلام يجب ان يكون الاساس للبلاد وانه يتعين على الناس عدم ارتكاب جرائم القتل باسم الدين.

وقال ان بالامكان التعامل مع هذا الوضع واعرب عن اعتقاده بانهم يستطيعون المضي قدما اذا كانت قلوبهم صافية وفعلوا الشيء الصواب. واضاف انه يرى بارقة امل وان هناك فرصة لعمل شيء.

ولكن مع استيلاء حركة الشباب على بيدوة اصبحت السيطرة الفعلية للحكومة تقتصر على بعض مناطق من مقديشو حيث تساعدها قوة الاتحاد الافريقي التي تتألف من 3500 فرد.

والاستيلاء على دوساماريب ضربة لحركة الشباب التي تريد الاستفادة من رحيل القوات الاثيوبية لبسط سيطرتها على جنوب ووسط الصومال. ولا تزال حركة الشباب تسيطر على قطاعات كبيرة من الجنوب وتمكنت بوجه عام من تحقيق الامن هناك.

لكن تطبيق الحركة للشريعة الاسلامية لا يحظى بالشعبية بين الكثير من الصوماليين المسلمين المعتدلين.

ونزح السكان المذعورون في دوساماريب إلى غابات قريبة خلال اعمال القتال التي جرت الخميس وقال ساكن يدعى عثمان عدن انه احصى 34 جثة بين الاشجار كلها تقريبا لمقاتلين اسلاميين.

وقال شيخ عبد الله شيخ أبو يوسف المتحدث باسم جماعة أهل السنة لرويترز ان حركة الشباب أخرجت أكثر من 20 شخصا من منازلهم وأنه لا يمكن تحمل أعمال القتل التي يقومون بها. وقال إن جماعته تريد إعادة فتح المدارس الدينية وإنقاذ الاهل والقبور من حركة الشباب".