08/06/2011
شهدت مصر والعالم العربي والدولي خلال الأيام الماضية أحداثًا وتطورات خطيرة، في مقدمتها أحداث اليمن، وخروج الرئيس اليمني للعلاج وتفويض نائبه بصلاحياته، والقصف الشديد على مقرِّ القذافي في طرابلس عاصمة ليبيا، والتمهيد لصدور قرار دولي بشأن سوريا، وقتل أكثر من 15 فلسطينيًّا من اللاجئين توجهوا إلى الحدود الدولية لوطنهم، وقتل 11 آخرين في مخيم اليرموك بسبب الأحداث.
كما شهدت مصر إطلاق مبادرة أ. د. أحمد زويل العلمية، والهجوم المتكرر على أقسام الشرطة، ومحاولة البعض الالتفاف على الإرادة الشعبية التي ظهرت في استفتاء 19 مارس 2011م، ويوضح الإخوان المسلمون موقفهم في النقاط التالية:
أولاً: الشأن الداخلي:
- يؤكد الإخوان المسلمون أن حزب "الحرية والعدالة: مفتوح لكلِّ المصريين، وأنه مستقل إداريًّا وتنظيميًّا وماليًّا عن الإخوان المسلمين، ويحمل رسالتها وفكرتها الإسلامية في مجال العمل الحزبي السياسي المتخصص والمنافسة على السلطة.. ويهنئ الإخوان المسلمون مؤسسي الحزب ببدء الانطلاق في العمل الحزبي، وترحب الجماعة بتأسيس بقية الأحزاب المرتقبة لكلِّ المصريين.. وينتظر الإخوان ممارسة الحياة السياسية الجديدة في ظلِّ نظام ديمقراطي سليم، تسوده الأخلاق، والالتزام بالموضوعية والجدية، رغم التنافس الشريف.
- يرى الإخوان المسلمون أن الأفضل للبلاد الآن التوقف عن تكرار الحوارات غير المجدية، والانطلاق إلى العمل الجاد والحوار الحقيقي بين ممثلي الشعب وقواه السياسية في مؤسساته المنتخبة... ويؤكد الإخوان المسلمون ضرورة الالتزام التام بنتائج استفتاء 19/3/2011م، ويطالب الإخوان كلَّ القوى السياسية بالالتفاف حول قائمة وطنية للانتخابات القادمة تتبنى برنامجًا مسئولاً؛ لتحقيق المطالب الشعبية، وفي ظلِّ التوافق الوطني يمكن التفاهم حول كل النقاط المثارة.
- يؤكد الإخوان أن القرارات المتعلقة بالشأن المصري يحددها المصريون جميعًا بإرادتهم الحرة، وبالطرق الدستورية المعروفة عبر صناديق الانتخابات والاستفتاءات، وليس عبر الحوارات الفضائية أو الضغوط الخارجية، وأن الثورة المصرية العظيمة أرست أساس الاستقلال الحقيقي لمصر، وحررت الإرادة المصرية من كلِّ الضغوط.
- يدعو الإخوان المسلمون الشعب المصري والعربي لدعم مبادرة أ. د. أحمد زيل العلمية، والتبرع لها؛ حتى تنطلق للوجود، وتؤسس لنهضة علمية أهلية.
- يطالب الإخوان المسلمون بضرورة أن تراجع الحكومة الحالية أداء جهاز الشرطة بصورة جادة، بحيث يتم الاعتراف بأخطاء السياسة المنهجية القديمة التي رسَّخت التعذيب منهجًا أساسيًّا في تحقيق الجرائم الجنائية، والاعتقال والاشتباه والتعذيب في المجال السياسي، والتنصت على المواطنين، والتدخل الشديد في كلِّ قطاعات المجتمع بالأوقاف، والتعليم، والجامعات، والاقتصاد، وتقييد حريات المواطنين في السفر والعمل والتعبير.. ويرى الإخوان أن بقاء القيادات الشرطية القديمة، وبخاصة الذين عملوا في جهاز أمن الدولة دون تحقيق أو محاسبة سيتسبب في بقاء حالة العداء والاستنفار بين الشعب وبين الشرطة.
- يتمنى الإخوان المسلمون لكلِّ الطلاب والطالبات، خصوصًا المتقدمين للثانوية العامة التوفيق والسداد والنجاح، فالوطن في حاجة اليوم إلى كفاءات عالية التخصص في جميع المجالات؛ لبناء نهضة قوية، فالعلم هو أساس التقدم والرقي والتنمية.
- يرى الإخوان المسلمون أن صدور قرار بقانون يحرم قيادات الحزب الوطني المنحل من ممارسة العمل السياسي لفترة زمنية يحددها القانون هو الطريق الأمثل لبدء ممارسة سياسية سليمة بعد الثورة، فالوطن ممتلئ بالكفاءات الوطنية، ولم ولن يكن حكرًا على طائفة بعينها، ولم تعترف تلك القيادات الحزبية بجرائمها في حقِّ الوطن.
ثانيًا: الشأن الإقليمي والعالمي:
- تسبب إصرار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح على التشبث بالسلطة ومحاولة جرِّ اليمن إلى حرب أهلية مدمرة في قصف مجهول المصدر أثناء صلاة الجمعة؛ ليتسبب في مقتل البعض، وإصابة الرئيس والعديد من رجال الدولة إصابات خطيرة تمَّ نقلهم إلى المملكة العربية السعودية للعلاج، وتفويض الرئيس نائبه بصلاحياته.. والإخوان المسلمون يطالبون القائم بأعمال الرئيس بسرعة نقل السلطة إلى الشعب اليمني وفق خطة زمنية محددة؛ استجابة للإرادة الشعبية الجارفة، وحماية للبلاد من التورط في حرب أهلية ونزاعات خطيرة قد تهدد وحدة اليمن.. فالسيادة يجب أن تكون للشعب وحده، وأن يعبر عنها من خلال انتخابات حرة نزيهة يعقبها عمل دستور جديد للبلاد، يحقق طموحات الشعب اليمني في الحرية والعدالة والشورى.
- لا يزال العقيد القذافي مصممًا على تدمير ليبيا بإصراره على البقاء في موقعه رغم الثورة والضغوط والدمار الذي لحق بالبلاد.. وأصبح واضحًا للعيان مدى الدمار الخطير، والفشل الغربي في إزاحة العقيد من مخبئه الحصين، فأصبح التدخل الأجنبي وبالاً على الشعب الليبي وليس حلاًّ لمشاكله.
- ويؤيد الإخوان المسلمون حقَّ الشعب الليبي فقط في تغيير نظامه السياسي بإرادته الحرة، ويحذر الإخوان من تداعيات الأزمة في ليبيا على مصر وتونس والمنطقة، ويناشد الإخوان الشعب المصري تقديم كل صور الدعم والإغاثة عبر المنظمات الأهلية إلى أهلنا في ليبيا.
- أظهر العدو الصهيوني احتقاره للحياة الإنسانية، وإهداره لكلِّ القيم الإنسانية بإطلاق الرصاص الحي على عشرات الفلسطينيين الذين توجهوا في ذكرى الهزيمة المرة (5/6/1967م) فقتل منهم العشرات، وظهر أن تأكيد ملايين اللاجئين الفلسطينيين على حقهم الطبيعي في العودة إلى وطنهم هو الذي يزعج العدو المغتصب للأرض.. وكان صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة دليلاً جديدًا على انحياز هؤلاء جميعًا ضد الحقِّ الفلسطيني، وعدم جديتهم في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن عودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية.. ويرى الإخوان المسلمون أن المحاولات الرامية إلى عقد مؤتمر دولي جديد رغم رفض الولايات المتحدة والعدو الصهيوني لن تضيف شيئًا، وتدور في نفس الحلقة المفرغة، وعلى الفلسطينيين أن ينفذوا بجدية اتفاق المصالحة الأخير، وأن يوحدوا صفوفهم خلف مشروع وطني للمقاومة ضد العدو الصهيوني الذي يجد نفسه محاصرًا الآن بالشعوب العربية التي تنشد الحرية والديمقراطية والكرامة، وتدعم الحق الفلسطيني بكلِّ صور الدعم.
- يأسف الإخوان المسلمون للدماء الفلسطينية التي سالت في مخيم اليرموك، ويطالبون بتحقيق عاجل وعادل لإظهار الحقيقة حول تلك الأحداث المؤلمة، ومحاكمة المتسببين في قتل الأبرياء.
- إن إصرار الشعب السوري الشقيق على المضي قدمًا في ثورته التغيرية السلمية يجب أن يقابله استجابة فورية دون إبطاء أو تسويف من النظام السوري، والبدء في إصلاحات جذرية، وعلى النظام السوري وقف إراقة الدماء فورًا، وإحالة الذين قتلوا المئات إلى المحاكمات العادلة، ومعاقبتهم بالعقاب الرادع.. ويدين الإخوان المسلمون المحاولات الدولية الرامية للتدخل في الشأن السوري، ويطالبون الجميع بنزع الشرعية عن النظام إذا لم يستجب لمطالب الشعب.