13/04/2011

شهدت مصر خلال الأيام الماضية تقدمًا واضحًا في عديدٍ من القضايا التي أثارت غضب الشعب المصري، والتي كان أبرزها بطء محاكمة رموز النظام السابق، وعلى رأسهم الرئيس المخلوع، وهو ما عبَّر عنه الشعب المصري بشكلٍ واضحٍ في جمعة المحاكمة والتطهير، وقد تزامنت سخونة الأحداث في مصر مع تصعيد صهيوني على قطاع غزة، حمل العديد من الرسائل، فضلاً عما تشهده البلاد العربية من تطورات ثورية على طريق الحرية والتغيير، وأمام هذه القضايا وغيرها يُوضِّح الإخوان رأيهم في التالي:

أولاً: على الصعيد المحلي:

- ينتظر الإخوان المسلمون محاكمةً سريعةً للرئيس المخلوع مبارك وعائلته ورموز نظامه تحقق القصاص العادل لدماء الشهداء، وتؤدي إلى استرداد الأموال المنهوبة، وتمنع تكرار هذه الخطايا الرئاسية الفرعونية في حق الشعب المصري الذي انتفض في جمعة المحاكمة والتطهير، وهذا هو السبيل لعودة الهدوء والانتقال لبناء مصر ونهضتها.

- يدعم الإخوان المسلمون موقف العديد من القوى السياسية بعدم القيام بأية مظاهرات يوم الجمعة القادم، أو القيام بمسيرات أو مظاهرات إلى مدينة شرم الشيخ؛ لمنح الفرصة كاملةً لجهات التحقيق لإنجاز مهامها، بما يحقق مصالح الشعب المصري في تعقب ومعاقبة الفاسدين، مع تأكيد أن ميادين التحرير والقائد إبراهيم وغيرهما في كل المحافظات هي مرجعنا إذا لزم الأمر وبتوافقٍ عام وإعلان مسبق ولوقتٍ محددٍ دون اعتصامٍ ولا تعطيلٍ للمؤسسات والعمل والإنتاج والمرور.

- يطالب الإخوان المسلمون جميع فئات الشعب المصري بالعمل على دعم عجلة التنمية والإنتاج، وألا تكون المظاهرات الفئوية التي هي حق أصيل لأصحابها معطلة للإنتاج أو سببًا في تراجع الاقتصاد، خصوصًا أن نجاح الثورة مرتبط بدفع عجلة الاقتصاد حتى يشعر المواطنون أن ما قدموه من تضحياتٍ في سبيل البحث عن حياةٍ كريمةٍ لم يكن مجرَّد كلامٍ في الهواء، وحتى يثبت الشعب المصري أنه قادرٌ على صناعة إنجازٍ آخر يُضاف لإنجاز الثورة، وهو العمل على انتشال مصر من أزمتها الاقتصادية.

- يؤكد الإخوان المسلمون أن ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام حول نسبة مشاركة الجماعة في الانتخابات القادمة، هي محض اجتهادات من أصحابها، ولا تمثل بأي حالٍ رأي الجماعة الرسمي الذي سبق وأن أعلنته في كثير من المواقف بأن هدفها المشاركة وليس المغالبة، وأنها لا تسعى إلى أغلبية برلمانية في البرلمان القادم، وما أكدته في أنها تتواصل مع مختلف القوى والأحزاب السياسية والشعبية لما فيه صالح الوطن، ويرى الإخوان المسلمون أن تحديد نسب المشاركة أمرٌ سابقٌ لأوانه، خصوصًا أن قانون مجلسي الشعب والشورى وقانون مباشرة الحقوق السياسية اللذين سينظمان الانتخابات القادمة وشكلها، وهل هي بالقائمة أو بالنظام الفردي، لم يتم إصدارهما حتى الآن، وبالتالي فإن الحديث عن نسب المشاركة أمر سابق لأوانه.

- يُحذِّر الإخوان المسلمون من مؤامرات بقايا النظام البائد، والتي كشفت عن نفسها يوم الجمعة الماضية (جمعة التطهير) وما تلاها من اعتصامات، ويعلنون وقوفهم مع باقي القوى السياسية والفاعلين في الثورة المباركة ضد هذه البقايا وأفعالها.

ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- يرحب الإخوان المسلمون بطلب جامعة الدول العربية من مجلس الأمن فرض حظر جوي على قطاع غزة، وهي خطوة تراها الجماعة جيدةً لحماية المواطنين العُزَّل، بينما الخطوة الحقيقية التي تطالب بها الحكومة المصرية هي فك الحصار المفروض على قطاع غزة بشكلٍ كامل، وهو ما يتطلب دعمًا عربيًّا وإسلاميًّا للموقف المصري الجديد، والذي كان واضحًا في التصدي للعدوان الصهيوني.

- يطالب الإخوان المسلمون الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس أن يسارعوا بتحقيق المصالحة الفلسطينية، وألا يلتفتوا للضغوط الأمريكية والصهيونية التي لا تريد الاستقرار والحرية للشعب الفلسطيني، كما يطالب الإخوان المسلمون كل الأنظمة العربية والإسلامية، ومن قبلهم الشعوب بدعم المقاومة الفلسطينية الباسلة التي تتصدى بسلاحها البسيط لترسانة الأسلحة الأمريكية والصهيونية، وألا تكون حالة الحرية التي يعيشها الوطن العربي شاغلة عن قضيتنا الأساسية، وهي تحرير القدس الشريف وإزاحة المحتل الغاصب من فلسطين أرض العروبة والإسلام، وهي التي كانت عقبةً في تحرير الإرادة العربية، وتحقيق الديمقراطية والحرية للمواطنين العرب.

- يؤيد الإخوان المسلمون مطالب الشعوب في ما تشهده كل من اليمن وليبيا وسوريا وعدد آخر من الدول العربية من احتجاجات في سبيل الحرية والتحول إلى نظم ديمقراطية، ويجدد الإخوان المسلمون دعوتهم لقادة هذه الدول بأن ينزلوا على رأي شعوبهم؛ لأنه الباقي في النهاية مهما طال الزمن وزاد عدد الشهداء والمصابين.