13/01/2011
يشهد الوطن العربي في مختلف أقطاره، وبخاصة مصر، أحداثًا كبيرةً وخطيرةً؛ حيث يحاول البعض أن يهزَّ وحدة الشعب المصري بزرع بذور الفتنة بين المسلمين والأقباط، وما تبع ذلك من كارثة مقتل المواطن السكندري السيد بلال نتيجة التعذيب على يد أجهزة الأمن، مرورًا بما يحدث في تونس والجزائر، ويتزامن هذا كله مع كارثة استفتاء جنوب السودان، وما جرى من اعتقال الاحتلال لرموز المقاومة التي أفرجت عنهم السلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها، وأمام كل هذه القضايا وغيرها يُوضِّح الإخوان المسلمون رأيهم كالتالي:
أولاً: على الصعيد المحلي:
- يؤكد الإخوان المسلمون رفضهم للمحكمة الاستثنائية الجائرة في حقِّ عددٍ من قيادات الجماعة ورموز العمل الدعوي في العالم الإسلامي، وهم: رجل الأعمال الدكتور أسامة سليمان، والدعاة الكبار الشيخ وجدي غنيم، والشيخ عوض القرني، والأستاذ إبراهيم منير، والدكتور أشرف عبد الغفار، ونرى أن هذا النظام الذي فشل في حماية المواطنين يصرُّ على إظهار معاداته لشرفاء الوطن غير آبهٍ بما يُخلفه ذلك من آثارٍ سلبية على استقرار مصر، وكان الأولى بهذا النظام أن يحمي مصر وشعبها من المؤامرات والدسائس والفساد والإفساد، وأن يحمي أمنها القومي ويُغلِّب مصالح وأمن الوطن والمواطنين على مصالح المنتفعين من أركانه العابثين بمقدرات الوطن، وأن يشيع روح العدل والحق في ربوع الوطن، لا أن يتعقب المصلحين ويصادر أموالهم، ويحبسهم ظلمًا وعدوانًا.
- يطالب الإخوان المسلمون بإجراء تحقيقٍ عاجلٍ لكلِّ مَن شارك في فاجعة تعذيب المواطن لسكندري السيد بلال؛ ما أدَّى إلى وفاته وتشريد أسرته، لإجباره على الاعتراف بالجريمة، وهو ما يبرهن على أن أجهزة الأمن المصرية عندما تفرَّغت للملاحقات السياسية قصَّرت في مهمتها الرئيسة في الحفاظ على أمن المواطنين، ويؤكد الإخوان المسلمون أن حادث مقتل الموطن نتيجة التعذيب كشف زيف الدعاية الغربية بالعمل على احترام حقوق الإنسان؛ لأن تعذيب بلال وقتله جريمة بشعة تُضاف إلى جرائم التعذيب التي مرت دون عقاب، وكان يجب على أحرار العالم أن يبادروا بإدانة هذه الجريمة، لا أن يتعاملوا معها وكأنها أمر طبيعي وعابر، وبخاصة مع تكرار حوادث القتل على يد رجال الشرطة، وفي مقارِّهم.
- يؤكد الإخوان المسلمون رفضهم التام لدعوة الرئيس الفرنسي وبابا الفاتيكان بحماية الأقباط في الشرق الأوسط؛ لأنها دعوة خبيثة، وكان أولى أن يوجِّهوها إلى الإجرام الصهيوني داخل فلسطين، وإلى الإدارة الأمريكية المتصهينة التي تدعم وتؤيد ذلك الكيان الصهيوني العدواني، ونلفت الأنظار إلى أن هشاشة النظام المصري وضعفه وظلمه لشعبه وبُعده عن مواطنيه، وتغليبه لمصالحه الشخصية على أمن الوطن ومصالحه هي التي دفعت بفرنسا وغيرها إلى محاولة التدخل في الشأن المصري؛ بحجة الحفاظ على أمن وأرواح أقباط مصر، وإلى هشاشة النظم العربية كلها، وعدم تمتعها بشرعية شعبية؛ الأمر الذي قد يدفع المعادين للإسلام إلى المطالبة بنشر قوات دولية في الدول العربية لحماية ما يُقال عنهم "أقليات"، ثم تفتيت الدول العربية كلها لصرف النظر عن المشروع الأساسي المدمر للأمة العربية والإسلامية، وهو المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة.
ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:
- يتابع الإخوان المسلمون ببالغ القلق الأزمات الخطيرة التي تشهدها العديد من الأقطار العربية بشكلٍ متسارع كما هو الحال في تونس، والتي قُتل فيها العشرات، وكذلك الجزائر والعراق، ويؤكد الإخوان أنهم يدعمون مطالب الشعوب في الحصول على حقوقها، إلا أن ما يقلق في هذه الأحداث هو عدم استجابة الأنظمة القائمة لمطالب الشعوب، الأمر الذي يؤدي إلى إشعال الحرائق في المنطقة بأسرها، ويطالب الإخوان المسلمون هؤلاء الحكام العرب والمسلمين بأن يعيدوا حقوق شعوبهم، ويعملوا على إصلاح الأوضاع المعيشية والاجتماعية وإطلاق الحريات، وأن يدركوا أن حمايتهم الحقيقية في شعوبهم، وأن أمريكا ووراءها دعاة المشروع الصهيوني لن يحموهم من شعوبهم إذا غضبت وطالبت بحقوقها، وعليهم أن يَعُوا جيدًا خطورة التدخل الأمريكي لإثارة الفتن في الأمتين العربية والإسلامية.
- يجدد الإخوان المسلمون تحذيرهم مما يجري في جنوب السودان، وهذا الاستفتاء الموجه ضد الأمة الإسلامية، خاصةً أن هناك شواهد واضحةً تؤكد أن هذا الاستفتاء يشوبه كثير من علامات الاستفهام، وهو ما يدعونا إلى توجيه نداء إلى الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية ورجال الأعمال ومنظمات الإغاثة والهيئات التطوعية لتقديم يد العون لجنوب السودان أيًّا كانت نتيجة الاستفتاء؛ لأن ترك هذا الجزء من الوطن معناه أن نترك الفرصة للكيان الصهيوني والمنظمات التبشيرية للسيطرة عليه، وهو ما يُمثِّل شرخًا خطيرًا في خريطة الوطن العربي والإسلامي.
- يؤكد الإخوان المسلمون أن قيام الاحتلال الصهيوني باعتقال عددٍ من المقاومين بالضفة الغربية بعد إطلاق سراحهم من قِبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية المنتهية ولايتها، وقتل مواطن فلسطيني مُسِنٍّ، إنما يؤكد خطورة التعاون الأمني بين السلطة والاحتلال الصهيوني، والذي أصبح التهديد الرئيسي للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، ويكشف بوضوح الدور المشبوه الذي يلعبه بعض قيادات السلطة ضد المقاومة الفلسطينية، ويطالب الإخوان المسلمون رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته بأن يعيد الوحدة للصف الفلسطيني، وأن يوقف هذا التعاون الأمني مع الاحتلال، وأن يسعى بشكلٍ جاد إلى إتمام المصالحة الفلسطينية، ودعم المقاومة بشكلٍ كامل؛ لأنها الوحيدة التي تستطيع أن تزيح الاحتلال الصهيوني، وتحرر الأرض المحتلة، وتقيم الدولة الفلسطينية على كامل أرض فلسطين، أرض العروبة والإسلام، وعاصمتها القدس الشريف.