29 / 11 / 2008

 أكدت صحيفة بريطانية كبرى سيطرة حركة طالبان الأفغانية على عموم مدينة قندهار, مشيرة إلى أن سقوط البلاد في يد طالبان بات قاب قوسين أو أدنى من التنفيذ.



وقال روبرت فيسك في مقال له نشر اليوم بصحيفة الإندبندنت البريطانية: إن انهيار أفغانستان أصبح أقرب مما يعتقد الجميع، فقندهار أصبحت في يد طالبان ما عدا ميلاً مربعًا واحدًا وسط المدينة. وأضاف فيسك: "مسلحو طالبان يقيمون حواجز على 15 ميلاً فقط من العاصمة كابول .
حكومة فاسدة : ووصف فيسك حكومة الرئيس حامد كرزاي الموالية للاحتلال بـ"الفاسدة وغير القادرة على تحقيق شيء، شأنها شأن الحكومة العراقية المحصنة في المنطقة الخضراء في بغداد".
دلائل الهزيمة: واستدل فيسك بما وقع بين القوات الروسية والأفغانية إبان الاحتلال السوفييتي لأفغانستان على صعوبة الوضع بالنسبة لقوات الاحتلال الدولية الآن, حيث قال: إن وزارة الدفاع الأفغانية لديها 65 ألف جندي, ولكنها حسب كبار ضباطها تحتاج إلى 500 ألف من أجل السيطرة على البلاد، فالاتحاد السوفييتي عندما اجتاح أفغانستان دخل بـ100 ألف جندي وكان لديه 150 ألف جندي محلي يساندون جيشه, ومع ذلك كله فشل وانهزم.
ونقل فيسك عن أحد رجال الأعمال في أفغانستان قوله إن "الكلام عن إلحاق الهزيمة بطالبان أمر لا علاقة له بالواقع, فعندما يحاول كرزاي التكلم إلى الملا عمر أحد أهم المطلوبين لدى الولايات المتحدة، يرفض الملا عمر حتى أن يكلمه".
وكان كرزاي قد عرض على الملا عمر التفاوض لإنهاء هجمات طالبان, إلا أن طلبه قوبل بالرفض المطلق من جانب الحركة. ويختم فيسك مقاله بالقول: إن "تقسيم أفغانستان من خلال إعطاء الجنوب لطالبان يبقى أحد الخيارات التي لا يريد أحد تناولها، لأنه في حال حصل ذلك فإن إثنية البشتون (التي تتألف منها طالبان) سوف تطالب بمجمل ما يسمونه باشتونستان, وذلك يقضي بضم الأراضي القبلية الباكستانية. ويقضي ذلك بإعادة رسم الحدود جنوب غربي آسيا، وهو أمر أظهر التاريخ أنه لا يمكن أن يتم دون أن يترافق مع الحروب وسفك الدماء.
هجمات طالبان تزداد قوة وتشمل مناطق جديدة: وكان الجنرال جون كرادوك القائد الأعلى لقوات الناتو قد أكد أن مقاومة حركة طالبان الإسلامية تزداد شراسة وتنامى معدل الهجمات خلال العام الجاري إلى 40%.
وأشار القائد العسكري بالناتو إلى أن مقاتلي طالبان يحرصون على تكثيف هجماتهم في مناطق جديدة لم تكن تشهد في السابق مثل هذه الهجمات خاصة في المناطق الشمالية من أفغانستان.
وقال كرادوك: إنه يتمنى أن تسارع الولايات المتّحدة في تنفيذ خططها الخاصة بإرسال قوات عسكرية أكثر إلى أفغانستان من أجل تحفيز بقية الدول الأعضاء في الناتو على القيام بنفس الخطوة.
وكانت إدارة جورج بوش قد كشفت عن خطط لإرسال 3500 جندي من مشاة البحرية المارينز إلى أفغانستان قبل نهاية السنة الحالية، ثم يتبع ذلك إرسال لواء من قوات المشاة يبلغ قوامه 5000 جندي في يناير المقبل، ثم على مدار العام الذي يلي ذلك تجري محاولات لإرسال ثلاثة ألوية إضافية فضلاً عن طائرات ومروحيات لدعم هذه القوات.
وقال الجنرال جون كرادوك القائد الأعلى لقوات الناتو في مؤتمر صحافي: "نتمنى أن يتم اتخاذ هذه الخطوة الأمريكية بصورة سريعة لتشجيع حكومات بقية الدول المشاركة في التحالف على زيادة مستوى مشاركتها في المهمة بأفغانستان .