24/ 11 / 2008
 أثناء ذهابه يوميا الي عمله في كلية الاقتصاد بإحدى جامعات بنجلادش، وجد كما كبيرا من التناقض بين النظريات التي يدرسها في الكلية وما هو حال الناس في قريته من فقر وبؤس يصل الى حد الموت ! فكيف تبنى حياتنا على الدراسات النظرية , ويضيع الاف الطلاب سنوات دراستهم في دراسة نظرية ثم يجدون أنفسهم أمام واقع مختلف تماما... عما درسوه !
هذه هي قصه د. محمد يونس، أستاذ الاقتصاد الذي قرر ان يترك الدراسة النظرية جانبا وان ينزل الي ارض الواقع.....


الي القري التي يعمل بها اهلها اعمال متدنية للغاية كتحويل البوص الي اقفاص او ما شابه عن طريق شراء المواد الخام من تجار وتصنيعها ثم بيعها لهم مرة اخري واعطائهم اقل القليل وذلك يحدث دائما عن طريق الاقراض ودفع فوائد يعجز هؤلاء البؤساء عن دفعها..

ما قام به د.محمد يونس هو "مبادرة" باقراض 42 امرأه مبلغ اجمالي 27 دولار، هذا المبلغ وهذا العدد كان بداية انطلاقة للفقراء للكسب وتسديد المبالغ دون فوائد، واعادة الاقراض لتوسيع مجال العمل، هذه الفكرة شجعت مئات النساء البنغاليات للاقتراض من د.يونس، الاقراض الذي تحول مع الجهد والاصرار الي "بنك جرامين" في احدي القري، الي ان وصل الي اكبر بنك للفقراء في العالم، ليحول بذلك حياه ملايين الفقراء من الحياة البائسة الي حياه كريمة.

بعد ما يقرب من ثلاثون عاما، وصلت فكرة بنك جرامين الي عالمنا العربي ليعلن تبنيها الداعية عمرو خالد الذي اصبح محل ثقة لملايين الشباب في العالم العربي.. الفكرة ليست جديدة ! هي نفس فكرة بنك جرامين، كما طبقها د.محمد يونس مع طلابه من كليه الاقتصاد علي فقراء بنجلاديش، يبدأ الان عمرو خالد في اعداد الاف الشباب لتطبيق نفس الفكرة مع فقراء عالمنا العربي.

 

وكما ارتبط اسم عمرو خالد بكلمة "النهضة" ومشروع صناع الحياة، قال خالد ان الانطلاقة الحقيقية لمشروع صناع الحياة تبدأ من هذا المشروع الذي سينفذ علي ارض الواقع وهو مشروع للرعاية المتكاملة للاسر الفقيرة،، ليست الفقيرة, بل البائسة، التي لاتعرف معني للحياه، فمهمة هذا المشروع هي تحويل حياه تلك الاسر من حياة بائسة الي حياة كريمة... فكيف تبني الامم واهلها اهل بؤس؟!

مشروع عمرو خالد مبني اساسا علي الشباب الذي سيساعد هذه الاسر عن طريق متابعتهم في القري واقراضهم لاقامة مشروعات متناهية الصغر ومتابعة حالتهم التعليمية والصحية والثقافية والدينية، اذا نجح الشباب في تحسين حالة قرية او جزء منها،سيكون ذلك بمثابة "نموذج محلول" يعني صلاحية ونجاح المشروع لتطبيقه في مناطق اخري لساعد فيه رجال الاعمال والحكومات العربية.

وقد اطلق خالد موقعا خصياصا لهذا المشروع-http://www.tellamrkhaled.com- وبدأه بعبارات ملفته للنظر مثل "هذا الموقع للايجابين فقط"... ويهدف هذا الموقع الي مده بالافكار التي تفيد في هذا المشروع من اي شخص مهتم بالفكرة...التي سيطلقها في برنامجه الجديد "المجددون" الذي سيعتبر امتدادا لبرنامج صناع الحياة. ولكن! هل سيظهر علي وسائل الاعلام بعد ذلك اثناء عرض البرنامج من يكفر عمرو خالد ويتهمه بالتجديد في الدين الذي يناقض ثوابته ويتلاعب فيه؟؟!!

مصطفى ابوسيف - الجزيرة توك