ذكرت صحيفة "هآرتس"، صباح الثلاثاء، أنّ التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن حركة "حماس"، أعادت حفر منظومة أنفاق هجومية تمتد داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأفاد تقرير للمحلل العسكري في الصحيفة، عاموس هرئيل، أن النعي الذي أصدرته الحركة عند مقتل قائدها الميداني، عبدالرحمن صالح المباشر في انهيار نفق شرقي خان يونس، أواخر الشهر الماضي، في نشاط له يؤكّد عودة الحركة إلى حفر منظومة أنفاقها الهجومية، لأنّه لا شيء شرقي خان يونس سوى الحدود مع إسرائيل.
وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنّ الحركة استعادت عملياً حفر الأنفاق التي كانت قبل حرب "الجرف الصامد"، والتي دمرتها إسرائيل بعد العدوان.
واعتبر أمر الأنفاق الهجومية أحد أكبر الإخفاقات للجيش الإسرائيلي، إذ على الرغم من توفر معلومات حول حفرها، قبل حرب 2014 إلا أن الجيش فشل في العثور عليها وهدمها، وهو ما مكن "حماس"، من تنفيذ عمليات نوعية عدّة داخل الحدود الإسرائيلية وراء خطوط الجيش والوصول إلى مشارف عدد من المستوطنات الحدودية، والاشتباك مع قوات من جيش الاحتلال، مما أثار هلعاً تسبب في نهاية المطاف بحركة فرار كبيرة لسكان المستوطنات الجنوبية باتجاه وسط إسرائيل.
وبيّن هرئيل، أنّه على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي، سعى منذ العدوان إلى إيجاد حل لخطر الأنفاق الهجومية، وقدر ميزانية تبلغ نحو 700 مليون دولار لهذه الغاية، إلاّ أنّه لم يتم رصد مثل هذه الميزانية ضمن الميزانية العامة للجيش، علماً أنه كان يفترض تحديدها من أجل إقامة "سياج ذكي" بين إسرائيل قطاع غزة، قادر على الكشف عن أعمال حفر الأنفاق وتحديد وجودها ومنع حفر أنفاق جديدة تمتد إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
وعلى الرغم من ادعاء هرئيل، أنّ المنطق السليم لا يدفع الحركة إلى خوض غمار مواجهة جديدة مع إسرائيل، إلا أنه يضع سيناريوهيْن من شأنهما أن يفجرا مثل هذه المواجهة؛ الأول هو في حال تمكنّت حركة "حماس" من تنفيذ عملية نوعية في الضفة الغربية، لرفد الانتفاضة وتوسيع نطاقها، مما سيجر رداً إسرائيلياً في القطاع.
أمّا السيناريو الثاني، فهو أن تقرر "حماس" شنّ ضربة، ففي حال شعرت أن إسرائيل تعدّ لضرب منظومة الأنفاق الجديدة التي أعادت الحركة حفرها.
وكثّفت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة وبشكل متواتر من الادعاء أن "حماس" تحاول تنفيذ عمليات نوعية في الضفة الغربية والقدس، مع الادعاء أنها كشفت، أخيراً، خلايا عدّة مسلّحة للحركة نشطت بالقدس والضفة، بعضها عبر أفراد من عائلة القوا، الذين كانوا ضالعين في عملية اختطاف المستوطنين الثلاثة عام 2014، وبعضهم الآخر بإيعاز من أحد قادة "حماس" في مدينة نابلس.