قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إن حركته مع أيّ مبادرة أو مقترح لفتح معبر رفح؛ ولكن على قاعدة الشراكة، وليس على قاعدة الإبدال أو الإحلال.
وأوضح هنية في حديث لوسائل الإعلام، خلال جولة تفقدية لمستشفى الولادة بمجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة اليوم الأربعاء أن حركته لم تتلق حتى اللحظة أيّ مبادرة بشكل رسمي، تساهم في فتح المعبر والتخفيف من معاناة المواطنين.
وأضاف "نحن جاهزون للتعاطي بإيجابية مع أية مبادرة أو رؤية تفتح معبر رفح بشكل طبيعي، وتؤمن حركة السفر وتحمي كرامة المواطن الفلسطيني؛ ولكن على قاعدة الشراكة، وليس على قاعدة الإحلال والاستبدال".
وفي مستهل جولته التفقدية لمبنى الولادة، طالب هنية كافة المؤسسات الإنسانية والدولية بوقفة حقيقية وجادّة لدعم القطاع الصحي بغزة، لاسيما مبنى الولادة الذي تم إخلاؤه بعد ظهور تصدعات وشقوق في جدرانه وأسقفه.
كما وجه هنية نداءً للدول العربية والإسلامية أن يبادروا بشكل عاجل لتبني مبادرة لإعادة بناء مشفى الولادة وتوفير المبالغة المطلوبة له؛ حتى يستطيع مجمع الشفاء الطبي تقديم خدمته لنساء غزة.
وأضاف هنية "رأيت انهيارات في بعض الغرف في مبنى الولادة، ولكنها قبل كل شيء هي انهيارات في القيم الإنسانية للذين يحاصرون الشعب الفلسطيني، هذه واحدة من المآسي التي يعانيها شعبنا جراء استمرار الحصار".
وتابع حديثه "مجمع الشفاء الطبي واجه حروبا في ظل حصار مستمر.. آن الأوان لأن تنتهي مأساة الحصار عن غزة، وأن ترفعوا أيديكم عن القطاع؛ لأن أهله يحتاجون إلى تكريم وكل تشريف وعزة".
واستغرب هنية موقف حكومة الوفاق الوطني ووزارة الصحة لتجاهلهم معاناة المواطنين في قطاع غزة، مضيفاً "يتركون غزة بدون ميزانيات تشغيلية ورواتب، عليهم أن يلقوا نظرة إنسانية لكل العاملين بمجمع الشفاء".
وطالب هنية حكومة الوفاق الوطني أن تقوم بمسؤولياتها تجاه غزة كما تفعل في الضفة المحتلة، آملاً أن يجد نداء وزارة الصحة آذاناً صاغية لدى الحكومة، وأن تكون نقطة انطلاق لمعالجة الوضع غير الطبيعي بغزة، على حد تعبيره.
وأثنى على جهود وزارة الصحة بغزة والعاملين فيها وحراكهم واتصالاتهم الحثيثة مع المؤسسات العربية والدولية لتدارك الخطر في مبنى الولادة.
وعلى صعيد زيارة السفير القطري محمد العمادي لقطاع غزة قال هنية إن حركة حماس ستطلعه على الوضع الصحي بغزة، ومبنى الولادة المتهالك من المسؤولية الأخلاقية والأدبية.
وأضاف "دولة قطر تحتل الصدارة في إعادة إعمار غزة وتتحسس الوجع الفلسطيني، وإذا تسنى لوزارة الصحة لقاء العمادي سيطرحون هذا الموضوع على الطاولة، ونتمنى أن تكون قطر عند حسن ظن الشعب الفلسطيني كما كانوا دائما".
وقررت وزارة الصحة بغزة مؤخراً إخلاء مبنى الولادة بمجمع الشفاء الطبي بعد سقوط كتل أسمنتية من أسقفه وظهور تصدعات في جدرانه؛ الأمر الذي دفعها لتوزيع الحالات إلى المستشفيات والمراكز الصحية الأخرى.