بسم الله الرحمن الرحيم


بيان صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" حول جريمة تهويد المسجد الأقصى
 

لا يخفى على عاقل أن هذه الهجمة التي يتعرض لها المسجد الأقصى اليوم هي خلاصة تنفيذية لخطة وضعها حاخامات الصهاينة وحكامهم وقطعان مستوطنيهم، ولكن الذي يلفت الانتباه التوقيت الذي فرضته الظروف المحيطة لتنفيذ هذا المخطط، حيث عمل العدو جاهداً على تجنيد جهات عدة للتغطية على مشروعه الإجرامي بحق الأقصى والمقدسات.

إن ما تمارسه السلطة اليوم من قمع للمقاومة وملاحقة للمقاومين في الضفة المحتلة، وحصار وتعذيب لأهل غزة، وإذلال للفلسطينيين في الشتات؛ لهو جزء لا يتجزأ من عملية إشغال الشعب وتشتيت جهده وحرف أنظاره عن جريمة التهويد.

إن افتعال مشكلة الكهرباء، وما يصاحبها من حملة إعلامية مضللة من قبل السلطة وأزلامها ما هي إلا قنابل دخان للتعمية على جريمة الاحتلال مقابل أجر بخس ومصالح فئوية وشخصية ورشاوى سياسية حقيرة.

ولعل قرار الإدارة الأمريكية باعتبار قادة من المقاومة إرهابيين والحجز على أموالهم ما هو إلا رسالة طمأنة وتشجيع للاحتلال وقلب للحقائق وتسريع في عملية تهويد المسجد الأقصى.

إن حال الأمة العربية والإسلامية وانشغالها بمعارك طاحنة وقمع الشعوب ما هو إلا بيئة خصبة للانقضاض على تراثها المقدس المتجسد في المسجد الأقصى.

إننا في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأمام هذه الهجمة الصهيونية المحروسة من قوى الغدر والتخاذل والعمالة لنؤكد على ما يلي:

أولاً/ إن الذي حفظ المسجد الأقصى في القرآن لقادر على أن يحفظه مباركاً كما كان، وسيظل إلى يوم القيامة.

ثانياً/ إن معركتنا الكبرى مع الاحتلال الصهيوني عنواها القدس والمسجد الأقصى وذلك منذ احتجاجات عام 1920 في القدس، مروراً بثورة البراق 1929 وأثناء احتلال القدس عام 1948 وما تلاها عام 1967، ثم حرق المسجد الأقصى بيد الصهاينة عام 1969، ثم كل مخططات التدنيس والتهويد إلى يومنا هذا، وإن شعبنا الذي دفع آلاف الشهداء من أجل القدس والمقدسات لن يبخل بدمه الطاهر على هذه الأرض الطاهرة حتى كنس الاحتلال، وإن الذي فجر انتفاضة الأقصى لقادر على إعادة الثورة من جديد.

ثالثاً/ نحيي صمود أهلنا ومرابطينا في القدس والمسجد الأقصى، وندعو شعبنا وفصائله المقاومة للتصدي لهذه الجريمة بكل الوسائل المتاحة.

رابعاً/ ندعو الدول العربية لاتخاذ موقف حاسم تجاه ما يقوم به العدو الصهيوني في المسجد الأقصى؛ وإن أقل ما يمكن أن تقوم به الدول العربية والإسلامية سحب سفرائها من دولة الكيان وطرد سفراء العدو الصهيوني من عواصمها.

خامساً/ إن من يمارسون الضغط على الشعب الفلسطيني ومقاومته ويعملون على تشتيت جهد المقاومة واستنزافها خدمة لمصالحهم لدى العدو الصهيوني هم واهمون، فلا العدو باقٍ ولا هم باقون.

سادساً/ إن كل محاولات القمع والطمس لن تفلح في منع ثورة عارمة من أجل الأقصى، وإن سيل الأمة أقوى من سدود الصهاينة وأعوانهم، وإن يوم الثورة قادم لا محالة، والانفجار عنوان المرحلة.

سابعاً/ نحمل المجتمع الدولي المسؤولية عما يجري من تداعيات من جرائم صهيونية بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا.

 

الخزي والعار لكل من تخاذل عن نصر الأقصى

أو ساهم في التغطية على الجريمة

وإنا لمنتصرون

 

الأربعاء 2 / ذو الحجة / 1436 هـ

الموافق: 16 / سبتمبر /‏ 2015 م