قرر الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الخميس إعادة فتح المسجد الأقصى مع منع الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما من دخوله، وذلك بعد إغلاقه في أعقاب محاولة اغتيال حاخام متطرف مساء أمس.
 
وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري إن القرار سينفذ فورا، وذلك بعد يوم دارت فيه اشتباكات متفرقة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال في عدد من أحياء القدس المحتلة -بينها رأس العمود وسلوان- عقب اغتيال قوات خاصة إسرائيلية الأسير المحرر معتز حجازي بعد اقتحام بيته في حي الثوري بالقدس الشرقية.
 
واتهمت إسرائيل حجازي (32 عاما) بتنفيذ محاولة اغتيال الحاخام اليهودي المتطرف يهودا غليك، علما بأنه قضى 11 عاما في سجون إسرائيل وأفرج عنه عام 2012.
 
وأصيب غليك -وهو عضو منظمة أمناء الهيكل الداعية للاستيلاء على المسجد الأقصى- بجروح بالغة بعد إطلاق النار عليه في القدس الغربية مساء أمس الأربعاء. وكشفت مصادر طبية إسرائيلية تدهور حالة الحاخام الصحية ووصفت جراحه ببالغة الخطورة.
 
وفي أعقاب حادثة إطلاق النار على غليك، أغلقت الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى بشكل كامل، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ احتلال القدس عام 1967.
 
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن قرار إغلاق المسجد الأقصى "مؤقت ويهدف إلى منع الاحتكاكات".
 
واعتقلت الشرطة الإسرائيلية أربعة مستوطنين بعد محاولة العشرات منهم اقتحام ساحات المسجد الأقصى بالقوة.
 
وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى بشكل جماعي ردا على محاولة اغتيال غليك.
 
إعلان حرب
وردا على ذلك، أكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن قرار إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى "بمثابة إعلان حرب" على الشعب الفلسطيني، واعتبر القرار "تحديا سافرا وتصرفا خطيرا، الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد  برام الله من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة".
 
وحمّل أبو ردينة الحكومة الإسرائيلية "مسؤولية التصعيد الخطير" في القدس المحتلة.
 
وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه أوعز بتعزيز قوات الأمن في مدينة القدس الشرقية، وأكد أن "استعادة الأمن في المدينة قد تطول".
 
من ناحيتها طالبت الولايات المتحدة بأن يسمح لجميع المصلين المسلمين بدخول المسجد الأقصى، ودعت جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس إزاء تصاعد التوتر.
 
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي إن الأقصى "يجب أن يعاد فتحه أمام جميع المصلين المسلمين"، منددة في الوقت نفسه بمحاولة اغتيال الحاخام غليك الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية.