اعتادت بلديات قطاع غزة في كل عام وضع خطة عمل استعداداً لموسم الشتاء، وتنفيذها عبر صيانة وتجهيز مرافق البلديات المختلفة للتعامل مع كميات الأمطار التي يتوقع هطولها والمنخفضات الجوية التي قد يشهدها الموسم. 
 
وبالتزامن مع قدوم موسم الشتاء، تتعالى نداءات البلديات بضرورة إنقاذها من الوضع المتدهور الذي تعيشه ودعمها مالياً، وإحداث اختراق حقيقي بجدار الحصار الإسرائيلي، يكفل لهم تجديد معداتهم وتوفير كافة متطلباتهم، ودعمهم بالوقود الذي يعد عصب عمل البلديات، خاصة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، والذي شهد استهداف مختلف مرافق البنية التحتية وخطوط المياه والصرف الصحي. 
 
ويضيف الشواف: "تسببت القذائف التي كانت تتساقط على البلدة بشكل عشوائي بتغيير ملامح بعض الشوارع والأراضي، وانحراف بعض المسارات المعتادة لمياه الأمطار نحو البيوت السكانية، بجانب أن دبابات الاحتلال والآليات الثقيلة التي اجتاحت المنطقة، أثرت بشكل كبير على شبكات التوزيع الموجودة في الأرض بعمق ثلاثة أمتار". 
 
ويوضح الشواف أن الرصيد المالي للبلدية خالٍ تماماً، رغم أنها تحتاج شهرياً إلى 200 ألف شكيل (نحو 55 ألف دولار)، وجميع المشاريع التطويرية متوقفة، كمشروع مد مواسير خرسانية أسفل الشوارع لتصريف مياه الأمطار والسيول، مشيراً إلى أن 80% من منازل البلدة تعرضت لتدمير كلي وجزئي، ونحو ثلاثة آلاف دونم زراعي تعرض للتجريف. 
 
وقدرت بلدية غزة (كبرى بلديات القطاع) خسائرها جراء العدوان الإسرائيلي بنحو 50 مليون دولار، نتيجة استهداف مرافق البلدية كمحطات الصرف الصحي ومعالجة المياه والطرقات. 
 
ويقول مدير دائرة الصرف الصحي في البلدية عبد المنعم حميد ، إن طواقم البلدية تأخرت في تنفيذ خطة العمل والتجهيز لموسم الشتاء الحالي لنحو شهرين، نتيجة العدوان الإسرائيلي وما صاحبه من هدم للبيوت وتخريب الشوارع والكميات الكبيرة من الركام. 
 
ويضيف حميد أن طواقم البلدية واصلت أعمالها بتجهيز مصافي الأمطار والصرف الصحي، وتهيئتها لاستيعاب كميات المياه ‏الهاطلة، رغم نقص المعدات والوقود وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، الأمر الذي يشكل تهديدا حقيقيا على عمل المحطات المعالجة، ويقلل قدراتها الاستيعابية في حال هطول الأمطار بكميات كبيرة. 
 
وأوضح أن طواقم البلدية شرعت منذ وقف العدوان في تنظيف خطوط الصرف الصحي، وتفريغها من المخلفات لمنع طفحها، خصوصًا في الشوارع الرئيسية والمناطق المنخفضة في المدينة، مشيراً إلى أن العمل الجاري على توسيع السعة الاستيعابية لبركة الشيخ رضوان خاصة بتجميع مياه الصرف الصحي، لتصل قدرتها الاستيعابية إلى 635 ألف متر مكعب، في حين ينتظر توفر الدعم لإنشاء بعض الآبار التشريحية في شرقي المدينة. 
 
العربي الجديد