21/12/2009

نافذة مصر / الشرق الأوسط / المركز الفلسطيني للإعلام

دعت حركة حماس أنصارها إلى التظاهر عصر اليوم الأثنين قبالة معبر رفح البري مع مصر للاحتجاج على بناء مصر جدارا فولاذيا لوقف تهريب البضائع إلى قطاع غزة المحاصر منذ عدة سنوات.

ووصفت حماس في بيان صحافي مقتضب الجدار الفولاذي المصري بأنه «جدار الظلم والحصار».

وقالت الحركة إنها ستنظم «اعتصاما جماهيريا غاضبا ومسيرات جماهيرية حاشدة عصر اليوم أمام بوابة صلاح الدين على الحدود المصرية احتجاجا على بناء جدار الظلم والحصار على حدود غزة».

وكانت الحكومة الفلسطينية قد عبرت عن قلقها بشأن المعلومات الواردة حول إقامة مصر جدارا أرضيا على حدودها مع قطاع غزة، مشيرة إلى أنها تنوي إجراء اتصالات رسمية في هذا الإطار.

وأكدت مصادر أمنية فلسطينية حدوث توتر أمني مستمر على الحدود بين قطاع غزة ومصر خلال الأيام الثلاثة الماضية تخلله إطلاق نار متقطع على الجانب المصري من الحدود ردا على بناء الجدار الفولاذي.

وكانت مصر قد بدأت بالفعل في بناء سياجا معدنيا بطول 10 كيلومترات على الحدود مع قطاع غزة ويصل عمقه إلى 30 مترا تحت سطح الأرض لمنع التهريب عبر الأنفاق إلى قطاع غزة الذي يواجه حصارا إسرائيليا منذ عامين ونصف العام.

 وعلى جانب أخر حذر الخبير المائي والمختص في المياه الجوفية المهندس الفلسطيني نزار الوحيدي ، من أن بناء "الجدار الفولاذي" على الحدود المصرية - الفلسطينية يحاصر القطاع اقتصاديًّا ومائيًّا، مؤكدًا أن "الجدار الفولاذي" الذي يُبنَى على الحدود "تهديدٌ إستراتيجيٌّ خطيرٌ للمخزون الجوفي لمياه قطاع غزة".

واعتبر الوحيدي في تصريحٍ له اليوم الإثنين أن "الجدار الفولاذي" يشكل "حصارًا مائيًّا على القطاع كما مصائد المياه الجوفية التي حفرها الاحتلال على حدود غزة الشرقية والشمالية"، مشيرًا إلى الحصار الجوي والبحري من الغرب من قبل الاحتلال وحصار "الناتو" البحري.

وبيَّن الخبير المائي أن الخزان الجوفي على الحدود الجنوبية لقطاع غزة "خزانٌ جوفيٌّ مشتركٌ ومتداخلٌ"، داعيًا خبراء المياه والبيئة في مصر الشقيقة وخارجها إلى التدخل السريع لحماية الخزان الجوفي في قطاع غزة من تدهورٍ إضافيٍّ وتلوثٍ.

وقال: "إن بناء مثل هذا "الجدار الفولاذي" على طول الحدود بين مصر وغزة من شأنه أن يزيد الحصار المفروض على الفلسطينيين داخل القطاع من قبل الاحتلال؛ فالحصار هذه المرة لن يكون فقط بمنع وصول الطعام والوقود والسلع الضرورية لحياة الفلسطينيين، بل سيتعدى ذلك إلى حصار الفلسطينيين مائيًّا من خلال آبار المياه المحفورة على طول الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، علاوةً على تحويل مياه وادي غزة وعدم السماح لهذه المياه بالتدفق داخل حدود القطاع".

وأشار الوحيدي إلى أن "الجدار الفولاذي" أحد العوائق الصناعية والسياسية التي سيكون لها أثر بيئي خطير في تواصل حركة المياه في الخزان الجوفي، مؤكدًا أن الحفر إذا وصل إلى عمق 30 مترًا فإن الخزان الجوفي سيكون عُرضة لتسريبات المواد السامة المختلفة.

كما أكد أن الخزان الجوفي سيكون عرضة لتسرُّب مياه البحر المالحة مباشرة، والتي سترتطم بالصدع المتكون في عمق الخزان الجوفي بعد أن أحدث خلخلة في القطاع الأرضي من جرَّاء الصفائح الحديدية وما حولها.

وشدد الخبير المائي على أن المشاريع التي تنفذ بهذه الطريقة ذات آثار سلبية كبيرة لا يُنصح بها، علاوة على أن ذلك سيجبر الفلسطينيين على حفر أنفاقهم على أعماق كبيرة، وهذا من الناحية العملية غير ممكن في معظم المناطق على الحدود؛ لوجود المياه الجوفية على هذه الأعماق.

وأضاف أن "إنشاء مثل هذا الجدار من شأنه أن يؤثر في المياه الجوفية على المديَيْن المتوسط والبعيد فيما يخص تدهور نوعية هذه المياه؛ بسبب سهولة نقل الملوثات إلى باطن الأرض نتيجة لحدوث خلخلة في التربة وعدم تماسكها، إضافة إلى إمكانية تآكل هذا الجدار، خاصة أنه سيكون في بيئةٍ رطبةٍ؛ ما سيزيد من احتمالية انتقال عناصر نادرة مكونة لهذا الجدار إلى المياه الجوفية، ومن ثم تلويثها".

يُشار إلى أن قوات الاحتلال كانت قد طرحت عطاءً لإنشاء قناةٍ مائيةٍ أو خندقٍ مائيٍّ فيما كانوا يسمونه ممر "فيلادلفيا" على طول الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية؛ حيث كان من المفترض أن يتم إنشاء هذه القناة بعرض 50 - 100 متر وعمق 10 - 15 مترًا، على أن يتم ملء هذه القناة بمياه البحر، إلا أن هذا المشروع لم ير النور آنذاك؛ لعدم إمكانية تطبيقه من الناحية العملية، ولتأثيره السلبي في حياة كلٍّ من الفلسطينيين والمصريين في تلك المنطقة بيئيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا.