26/04/2009

 

قبل أن نتحدث عن تلك الأساليب وعن ماهية الاعتقال وشرعيته من عدمها فإن الذي يحدث بالضفة ليس إلا عملية انتقامية معروفة الهدف مجهولة النتائج، تتم على أيدي زبانية ترعرعوا في مستنقعات الإجرام والفساد، يتقنون فنون التعذيب والإذلال.

 تضرب قوات عباس الأمنية في الضفة الغربية بكل المعاهدات والمواثيق الدولية وحقوق الإنسان بعرض الحائط بإتباعها لأبشع أساليب التحقيق التي تعتمد التعذيب وكسر النفس كمحور ارتكاز، فكما أسلفنا فالاعتقال عبارة عن عملية انتقامية والتحقيق على لا شيء يجسد هذه العملية حرفياً، وأساليب التحقيق المتبعة تعتمد بالدرجة الأولى على مزاج المحقق ومدى معرفته بالشخصية التي يحقق معها وكرهه لها ووزنها الحركي والأمني...

 وأساليب التحقيق تعتمد على عدة عوامل:

أولاً العامل النفسي: أول جدار تحاول الأجهزة الأمنية تحطيمه والاختراق من خلاله هو الجدار النفسي المعنوي المبني على الثقة بالله أولاً ثم القيادات خصوصاً مع بعض الأشخاص الذين يتوقع أن يهتزوا والذين يكونون الصفوف الخلفية للمقاومة، فيحاولون زعزعة ثقتهم من خلال سب الذات الإلهية بشكل مفرط وشتم الدين والتقليل من قيمة الالتزام في حفظهم والتطاول على الشخصيات الحركية العليا ووصفها بأقذع الألفاظ وتصويرها على أنها غير مهتمة لما يحصل لهؤلاء من تعذيب والحل أمامهم للتخلص من هذا الكابوس هو الإفصاح عن كل صغيرة وكبيرة يعرفونها وتتعلق بالحركة، ويتبع ذات الأسلوب بوتيرة أعلى مع الأشخاص الذين يمثلون الصف الثاني أو الأول في الحركة أصحاب الهيبة والوقار والثقل الاجتماعي من أجل التقليل من شأنهم.

 واستخدام بعض الأساليب التي تسبب ضرراً معنوياً أكثر منه جسدياً كأن تطلب من المختطف أن يقلد بعض الحيوان كالكلاب والحمير في الصوت أو الحركة والمشي على أربع، والمنع من النوم والطعام والشراب والخروج للفورة، فبعض الأخوة لم يروا الشمس لمدة تزيد عن ستة أشهر كاملة.

ومنها أيضاً اعتقال الأم أو الزوجة من باب الضغط على الأسير حتى يعترف بما لا يدينه أو اعتقال الأخوة وتعذيبهم على مرأى ومسمع بعضهم البعض وحجزهم في زنازين متجاورة أو مشتركة، أو تعذيب أحدهم مكان الآخر وهذا الأسلوب غالباً ما اتبع مع بعض الأخوة جراء رفض بعض الأخوة للتعذيب والشتم والدفاع عن نفسه فيتركوه ويعاقبوا زملاءه بشكل وحشي ويحملوه الذنب فيما حدث حتى ينهار ويسلم بالأمر الواقع، ومن أساليب التعذيب النفسي إخراج بعض الأخوة المختطفين بحالة يرثى لها أمام ذوي المختطفين الآخرين في خطوة تأديبية قمعية منهم لذوي المعتقلين. 

 ثانياً العامل الجسدي:

ويترافق بشكل وثيق مع الجانب النفسي حيث يعتبر من أحد أساليب كسر الجدار المعنوي خصوصاً لمن تربى على العزة والأنفة.

وأساليب التعذيب تتعدد وتتنوع وللجو منها نصيب ففي أيام الشتاء يتركون تحت المطر أو في البرد القارس دون أغطية وملابس تقيهم البرد والمطر وفي الصيف يتم احتجازهم في غرف ضيقة مغلقة تماما تفتقد للتهوية مكتظة بالمختطفين وقد تكون تحت الأرض حيث تبلغ درجات الحرارة مستويات عالية لا يستطيع المختطفون تحملها.

 كما تستعمل خراطيم المياه والأسلاك الكهربائية في عملية الجلد إضافة إلى الهراوات والعصي الكهربائية التي تسبب الصدمة، ولا ننسى الركل والرفس والضرب المباشر خصوصاً على الأماكن الحساسة، مما أدى بالكثيرين منهم للنقل إلى المستشفيات في حال الخطر منهم من كسرت أطرافه ومنهم من لم يعد يسمع او يرى بشكل جيد ومنهم من أصيب باعتلالات صحية داخلية كالقرحة والبواسير وفقر الدم والتهابات الكلى وانتقال بعض الأمراض المعدية كالتهاب الكبد الوبائي، وانتشار الأمراض الجلدية وفوق هذا كله العلاج يكون على نفقة الأهل من حبة الأكامول حتى دواء القلب والضغط والسكري، وبعضهم أصيب بانتكاسات نفسية وأمراض عصبية.

 هذا إضافة إلى نتف شعر الصدر واللحى أو حلق الشوارب واللحى من خلاف، واستهداف الأطراف بالضرب وسحق الأصابع والمشي على الدبابيس او الزجاج المكسور وهذه طريقة تم اتباعها إبان فترة الانتداب البريطاني.

لم ننس الأسلوب الأساسي في التعذيب وهو الشبح الذي يستمر لفترات طويلة ويتم بطريقة خاطئة غير مدروسة تختلف عن الطريقة المتبعة داخل مراكز التحقيق الصهيونية  وبالتالي تؤثر على العضلات والعمود الفقري والأعصاب مما أدى على إصابة الكثيرين من المختطفين بشلل في أطرافهم العلوية، ومن أساليب الشبح الربط بالشبابيك أو الأبواب لساعات طويلة بل أيام يترافق معه الضرب بالسياط كما حدث مع الشهيد مجد البرغوثي واستخدام الأكياس البلاستيكية في تغطية الرأس .

 وبالتالي فقد أصبح الاعتقال عند سلطة عباس أمر يخشاه المجاهدون في كافة أرجاء الضفة واعتبروا أن الاعتقال عند الصهاينة أرحم من ذلك مليون مرة ولو طال الدهر كله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

مركز البيان للإعلام