08/01/2009
بعد أن سلم العرب أوراق قضية غزة لوسطاء أجانب كلهم أبواق لإسرائيل، باتت كل المشلريع الممطروحة لوقف النار في غزة تتبنى الطرح الصهيوني في ضرورة وجود قوات وترتيبات دولية على الحدود المصرية مع غزة، فرغم كل ما يفعله مبارك إلا أنهم في النهاية لا يثقون فيه، وباتت القضية الآن بعد صمود المقاومين في غزة، هي كيف نمنع غزة من التسلح مرة أخرى على الرغم من بساطة ما يملكون؟
والطامة الكبرى غذا ما قبل نظام مبارك بوجود قوات أخرى دولية على ارض مصر لتفرض هيمنتها ونفوذها على الحدود.
فقد قالت (وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك) في خبر لها اليوم -
أن محطة إخبارية أمريكية كشفت في تعليقات لكبيرة مراسليها في البيت الأبيض عن انخراط عسكريين أمريكيين حاليين في مراقبة الحدود المصرية مع غزة منعا لأية تهريبات من الجانب المصري لغزة أثناء الهجمات الإسرائيلية على غزة.

حيث  قالت شبكة إن بي سي الأمريكية إن أفرادا من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي موجودون حاليا على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة بغرض مراقبة الحدود المصرية في الوقت الحالي لمتابعة تعهدات مصر بمنع التهريب عبر الأنفاق إلى داخل قطاع غزة.
حيث صرحت الإعلامية الأمريكية المخضرمة أندريا ميتشل في لقطات مصورة صباح الأحد 4 يناير/كانون الثاني بتوقيت واشنطن عن قيام ضباط من سلاح المهندسين الأمريكيين في مصر بمراقبة الأنفاق وإيقاف التهريب.
وجاءت التصريحات، التي انفردت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك برصدها، في برنامج "ميت ذا بريس" أو "واجه الصحافة" وهو البرنامج الإخباري الأشهر في الولايات المتحدة والذي يبث صباح كل أحد.
وقالت ميتشل، وهي كبيرة مراسلي شبكة إن بي سي في البيت الأبيض: "هناك أفراد من سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي على الأرض في اللحظة الحالية الآن على الجانب المصري يبحثون عن الأنفاق لرؤية كيف يمكن إعادة التأكد من مصر أنه لن يكون هناك تهريب مستمر..."
وقالت الإعلامية البارزة: "ما تأمل به الولايات المتحدة هو أنه يمكنهم استعادة اتفاقيات 2005 التي ستوافق فيها حماس على عدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وستوافق إسرائيل على فتح الحدود".
يُشار إلى أن الحلقة المشار إليها من برنامج "واجه الصحافة"، الذي يقدمه الإعلامي البارز ديفيد جريجوري، قد شهد أيضا حضور زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السيناتور هاري ريد، وديفيد سنجر، كبير مراسلي واشنطن في صحيفة نيويورك تايمز، وكاتي كاي مراسلة شبكة بي بي سي.
هذا وتبث وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك المستقلة، وهي أول وكالة تبث باللغة العربية من واشنطن، النص باللغة الإنجليزية لتعليقات ميتشل:
 
Ms. Mitchel:  So there are negotiating strategies.  But before that can take  place, Israel has to achieve some sort of exit strategy that gives it  respectability, and Hamas has to feel that it has some sort of exit  strategy.  What the U.S. is hoping is that they can restore the 2005  agreements where Hamas will agree not to rocket Israel, Israel would  agree to open the borders, and there are U.S. Army Corps of Engineer  personnel on the ground right now on the Egypt side looking at the  tunnels to see how Egypt could be reassured that there won't be  continued smuggling through on that --.
 
كما يمكن مشاهدة اللقطات، التي انفردت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك برصدها، بالصوت والصورة على الرابط التالي:
http://www.msnbc.msn.com/id/21134540/vp/28493104#28493104
 
وتأتي التصريحات من الدقيقة: 2:05 إلى الدقيقة 2:28 من مقطع الفيديو على الرابط أعلاه.
 
إضافة1:
يذكر أن مصر قد لاقت انتقادات بهدف تشديد رقابتها على الحدود على غزة. وتأتي هذه التصريحات لتلقي ضوءا غير مسبوق عن الضغوط التي تتعرض لها مصر بشكل غير معلن من الولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أن مجلة أمريكية محسوبة على منظمات اللوبي الإسرائيلي قد أشارت سابقا أن فرقا من سلاح المهندسين العسكريين الأمريكي ستتوجه إلى مصر للإشراف على عملية بناء جدار مصري على الحدود مع قطاع غزة، على غرار الجدار العازل بين إسرائيل والضفة الغربية المحتلة.
وقال الباحث ديفيد شينكر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو مركز بحثي فكري متفرع عن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشئون العامة "إيباك": إن القاهرة ستسرع في المشروع تحت ضغوط أمريكية؛ خشية حدوث "تواصل" محتمل بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تهيمن على غزة منذ منتصف يونيو الماضي وبين جماعة الإخوان المسلمين بمصر.
واعتبر شينكر في مقال له بأسبوعية "الويكلي ستاندرد" التي صدرت الثلاثاء 22-4-2008، أن الجدار المزمع سيجعل مصر أكثر أمانا، مشيرا إلى أن "إسرائيل تعلمت منذ وقت طويل أن جدارا جيدا يخلق جيرانا جيدين، خصوصا إذا كان هؤلاء الجيران هم أعداءك"، وفقا لوكالة "أمريكا إن أرابيك".
وأصبحت القاهرة - يضيف شينكر- تخشى أكثر من مجرد تدفق آخر للفلسطينيين من غزة إلى سيناء؛ حيث إنها تتوجس أكثر من الإسلاميين في مصر، ومدى تواصلهم مع حماس، التي تعتبرها القاهرة حركة راديكالية، بحسب وصفه.
وأردف قائلا: "بالنسبة للقاهرة الخطر يتخطى موضوع سيناء، إن احتمال انعقاد ارتباط بين حماس والإخوان في مصر يرعب القاهرة".
ونقل شينكر، المعروف بقربه من دوائر السياسة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية، عن محلل مصري لم يذكر اسمه أن "حماس هي حركة الإخوان المسلمين، ولكنها تتعاطى المقويات".
وأضاف أنه: "مع تزايد هذه التوترات، خففت مصر من موقفها تجاه جدار إسرائيل في الضفة الغربية، وستسافر فرق من سلاح المهندسين الأمريكي قريبا إلى مصر؛ لتقديم النصح لمشروع الجدار المصري".
وخدم شينكر -كأرفع مستشار لوزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفيلد- في شئون الدول العربية، وخصوصا منطقة الشام وفلسطين حتى عام 2005، ويتمتع بصلات قوية في البنتاجون حتى الآن.
وقال الكاتب: "إن تفهم مصر حاليا لموضوع جدار الفصل الإسرائيلي ضد الفلسطينيين جاء تحت ضغوط من واشنطن، مضيفًا أن القاهرة وافقت على بناء جدار مماثل يفصلها عن غزة بتمويل أمريكي يبلغ 23 مليون دولار، تحت وطأة ضغوط مماثلة من الكونجرس والإدارة الأمريكية".
وسرد ما اعتبرها ضغوطا تعرضت لها مصر في الكونجرس، كالتهديد باقتطاع جزء من المعونة إذا لم تتدخل لإيقاف ما تقول إسرائيل والدوائر الأمريكية إنه تساهل مصري مع تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة عبر أنفاق حدودية.

وحتى توني بلير مبعوث الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط، رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير انحاز اليوم، الثلاثاء لموقف الصهاينة أيضا وهو يتستر ويتفرج على المجازر، بوقف تهريب السلاح من مصر إلى قطاع غزة عبر الأنفاق الحدودية. وأوضح بلير أن وقف إطلاق النار يظل رهنا بـ"عمل واضح" يتيح وقف عمليات تهريب السلاح عبر الأنفاق التى تتيح إمداد حركة حماس بالأسلحة.

وأضاف بلير أنه يمكن الحصول على وقف فورى لإطلاق النار فى بعض الظروف، وهذا ما نحاول تأمينه، وهذه الظروف تقتضى فى شكل أساسى القيام بعمل واضح يضع حدا للإمداد بالأسلحة والأموال التى تصل عبر الأنفاق من مصر إلى قطاع غزة. وأضاف "إذا تم القيام بعمل واضح وقوى وحاسم فى هذا الصدد، أعتقد أن ذلك سيؤمن لنا المناخ الأكثر ملاءمة لوقف فورى لإطلاق النار وسيتيح البدء بتغيير الوضع".
.ومن ناحية أخرى أعلنت فنزويلا اليوم عن طرد السفير الصهيوني في كاراكاس وذلك احتجاجا على مجازر غزة، في الوقت الذي لا يزال النظام العربي يتخبط في مشاريع وهمية المقصود منها الاستمرار في حصار وتجريد غزة