06/05/2010

شهدت الأيام الماضية حراكًا سياسيًّا وشعبيًّا واسعًا لرفض حالة الطوارئ، وهو الحراك الذي يتزامن مع بدء فعاليات انتخابات مجلس الشورى، التي استعد لها النظام الحاكم بمزيد من الاعتقالات والتصدي بعنف لكل الفعاليات التي تحاول التعبير عن رأي أبناء الوطن جميعًا في مواجهة الفساد والطوارئ.

وفي ذات الوقت فإن الوضع العالمي والإقليمي لا يقل سخونةً، خاصة بعد قرار لجنة المبادرة العربية بعودة المفاوضات غير المباشرة مع العدو الصهيوني لاستئناف المسيرة الزائفة لسلام الأوهام المزعوم، الذي جاء بعد الزيارات المشبوهة للمبعوث الأمريكي للمنطقة، والتي نتج منها العديد من الترتيبات، والتي تمثَّلت في زيارة المجرم الصهيوني نتنياهو لشرم الشيخ، وتضييق الخناق على قطاع غزة.
 
وأمام كل هذه القضايا نوضح رأي الإخوان في النقاط الآتية:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

1- يشارك الإخوان المسلمون في انتخابات مجلس الشورى الحالية (يونيو 2010م) انطلاقًا من مبدأ "مشاركة لا مغالبة"، رافعين شعار "الإسلام هو الحل" الذي نعتبره خير معبِّر عن برامجنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل وخير حلٍّ لكل مشكلات حياتنا، وللتأكيد أن الهدف من خوض الانتخابات هو المساهمة في دفع مسيرة الإصلاح السياسي؛ لمواجهة استمرار ممارسات النظام الرافض للحريات، الذي يريد السيطرة على كل مناحي الحياة، وسنُعلن عن البرنامج الانتخابي قريبًا.

2- يرفض الإخوان المسلمون التجاوزات الأمنية التي شهدتها مظاهرة النواب والشخصيات العامة يوم 3 مايو لرفض حالة الطوارئ والمطالبة بإجراء انتخابات حرَّة ونزيهة، وهي التجاوزات التي بدأت برفض وزارة الداخلية التصريح للمظاهرة، وانتهت بالاعتداء على المتظاهرين ومحاصرتهم ومنع مسيرتهم إلى مجلس الشعب، وفشل وزارة الداخلية بكل إمكانياتها في تأمين مسيرة لعدة أمتار يشارك فيها عدة مئات من الأشخاص، وتمَّ الإعلان عنها مسبقًا، ولعل ذلك يؤكد أن النظام الحاكم ما زال مُصرًّا على سدِّ أذنيه عن أية دعوات للمصالحة مع شعبه، وغلق كل نوافذ الحرية أمام معارضيه، بل وأمام الشعب المصري.
 
3- يعتبر الإخوان المسلمون استمرار الاعتقالات في صفوف الجماعة ورفض تنفيذ الأحكام القضائية بالإفراج عن المعتقلين تأكيدًا لفشل النظام في مواجهة خصومه ومنافسيه بشرف، ولجوئه إلى استخدام سطوة الحكم بدلاً من الاحتكام للشعب، كما أن إحالة بعض الإخوان إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ هو إصرارٌ على تحدِّي الدستور الذي يقضي بحق كلِّ مواطن في التقاضي أمام قاضيه الطبيعي.
 
ثانيًا: على الصعيد الخارجي:

1- يحذِّر الإخوان المسلمون من شعارات السلام المزعومة الزائفة، والجولات المكوكية الفاشلة لمبعوث الرئيس الأمريكي في المنطقة، ونؤكد رفضنا لقرار لجنة المبادرة العربية للسلام التابعة لجامعة الدول العربية، الخاص بالبدء في المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية والعدو الصهيوني، بعد ما آلت إليه المفاوضاتُ السابقة التي كانت تتمُّ بشكل مباشر، وكان من نتائجها مجزرة غزة الأخيرة، والحصار القاتل للقطاع؛ الأمر الذي يؤكد أن الخيار الوحيد لعودة الحق الفلسطيني وإجبار العدو الصهيوني عليه هو المقاومة الفلسطينية التي يجب تدعيمها، خاصةً أن هناك إصرارًا صهيونيًّا على إهانة العرب، ولعل إحراق الصهاينة المساجد في الأراضي المحتلة خيرُ دليل على ذلك.
 
2- يطالب الإخوان المسلمون النظامَ المصريَّ على وجه الخصوص والأنظمة العربية والإسلامية بشكل عام بفكِّ الحصار المفروض على قطاع غزة، والذي أصبح غير ذي جدوى بعد صلابة الشعب الفلسطيني في مقاومة الصهاينة، ومع تمسُّكه بخياره الديمقراطي باختيار حركة حماس في آخر انتخابات شهدتها فلسطين، ونطالب مصر راعية المصالحة بأن تدفعَ بكل قوتها لإنهاء هذه الخصومة بين شركاء الوطن في فلسطين.
 
3- يؤيد الإخوان المسلمون كلَّ الجهود الرامية لنزع ترسانات الأسلحة النووية وكافة أسلحة الدمار الشامل في العالم كله، خاصةً ترسانة العدو الصهيوني التي تهدِّد المنطقة العربية والإسلامية، ويؤيد الإخوان المسلمون جهود الدول العربية والإسلامية في امتلاك المعرفة العلمية والتقنية التي تؤهلها لدعم برامجها في الحصول على تقنيات الطاقة النووية النظيفة.